لندن تحتضن مطلع ديسمبر مزادا لبيع أشهر جدارية أثرية يمنية

> عدن «الأيام» رشيد سيف:

> يواصل الخبير المهتم بتتبع الآثار التاريخية والعريقة، الكشف عن القطع الأثرية الثمينة التي تباع في مزادات العواصم الأوروبية والأمريكية وسط صمت الحكومة المعترف بها دوليا ووزارة الثقافة والحقوقيين والناشطين اليمنيين إزاء الأعمال الرامية إلى سلب هوية البلاد التي تعتصر في دوامة الحرب للعام الثامن على التوالي.

وكشف الخبير عبدالله محسن أمس السبت أن إحدى أشهر جداريات اليمن الأثرية تباع بعد 24 يوماً في مزاد عالمي في لندن.

وتابع: "جدارية أثرية كانت من مقتنيات متحف فيتزويليام كامبردج، المملكة المتحدة، رمزها في المراجع الأكاديمية وفي مدونة النقوش اليمنية (CIH 458 RES 460)، تعرض خمس منحوتات حيوانية منها رأس الظبي اللولبي يحمل بين قرنيه حزمة من سيقان الحبوب يرمز للزراعة والخصب، وبجواره رأس تنين برقبة طويلة ثم خط منحني من الوسط يرمز لمزعوم المعبود السبئي إيل مقه، ثم رأس وعل ثم صولجان ورأس حربة يتقاطع مع حزام يرمز للسلطة، وفي أسفل الجدارية نقش مسند (نصب عثتر وسحر)".

وقال محسن في تصريح خص به "الأيام": "تصمت الحكومة غالبا إما لقلة حيلتها وهذا مستبعد، أو لعدم جديتها وهذا الحاصل".

وبحسب ما أورده خبير الآثار على حائطه الفيسبوكي، يقال تم العثور على الجدارية في حوطة لحج ، والأصح أنه من مأرب، لكن حصل لبس نتيجة إهداء هذه الجدارية من سلطان لحج إلى السيد هيو مارشال هول (1865-1941) الحاكم المدني لمستعمرة روديسا الجنوبية ، المعروفة حاليا بجمهورية زيمبابوي، ثم حصل عليها المالك الحالي في سوق لندن للفنون في الثمانينيات.

وأفاد محسن أن الحكومة ليس من اهتماماتها الآثار والمتاحف، مشيرا إلى أنها تبحث عن الشكليات فقط ولا تولي القضايا الهامة أدنى اعتبار.

وذكر خبير الآثار في حديثه لـ "الأيام" أن دمج ثلاث وزارات في وزارة واحدة تحت مسؤولية وزير واحدة مؤشر على أن الحكومة ليست مهتمة بالثقافة وتاريخ البلاد الذي ينهب ويباع في العواصم الأوروبية والأمريكية وغيرها من عواصم العالم وتم دمجها مع وزارات أخرى تحصيل حاصل.

الجدير بالذكر أن الجدارية وردت في دراسات البروفيسور والتر مولر، جاك ريكمانز، كريستيان جوليان روبن، ماريا هوفنر ونيكولاس رودوكاناكيس وآخرون مما يجعلها من أشهر الجداريات اليمنية لدى الباحثين والمختصين.

ونوه الخبير المختص بتتبع الآثار اليمنية المهربة بأن هذه الجدارية ستباع في مزاد النحت القديم والأعمال الفنية الجزء الأول الذي تقيمه دار سوذبيز للمزادات في لندن في 6 ديسمبر 2022م.

وعن سؤال "الأيام" للخبير عن غياب دور المنظمات والحقوقيين في قضايا الآثار اليمنية، أجاب: "بالنسبة للمنظمات المحلية فإنها تغرد حيث يغرد الممولون لها، الذين هم في الأصل لا يرون مشكلة في اقتناء متاحفهم للآثار".

وأضاف: "الحقوقيون منشغلون بالكم الهائل من انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وقد لا تكون مسألة الآثار في نطاق اهتماماتهم".

واختتم الخبير اليمني تصريحاته لـ "الأيام"، "الأخطر من كل هؤلاء من يرون أن الآثار مجرد أصنام، إما تكسر أو تباع".

ولم تبد وزارة الثقافة في الحكومة المعترف بها أي اهتمام لقضايا الآثار وما تتعرض له المتاحف اليمنية من عمليات نهب وبيع لآلاف القطع الأثرية التي تعرض بملايين الدولارات في أوروبا وأمريكا وغيرها من بالبلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى