باحثة: زواج غير الأقارب أفضل لإنجاب الأطفال الأصحاء والأذكياء

> «الأيام» يمن فيوتشر:

> تسيطر بعض العادات على عقول كثير من العائلات بحجز أبنائهم وبناتهم بعضهم لبعض منذ الصغر تطبيقا لعاداتهم التي تمثلها مقولة "بنت العم لابن عمها"، ويكون أحيانا بدعوى الحفاظ على السلالة إذا كان للعائلة تاريخ ما، وهذا ما تحدّثت به مروى (اسم مستعار) فتاة عشرينية، فقد أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها، ويحدث ذلك من غير إدراك لاحتمالات الأمراض الوراثية التي قد تصيبهم.

ونشرت منصة "يمن فيوتشر"، اليوم السبت، تقريرا يتحدث عن الكوارث التي يخلفها زواج الأقارب والأسباب التي تدفع الكثير من الآباء إلى إجبار بناتهن بالزواج من أبناء العمومة أو الأهل والأقارب للحفاظ على العائلة والآثار المستقبلية لذلك.

وتتابع مروى أنه ليس لدى الشابّات رأي بخصوص زواجهن، ولكن الأهالي يخبرونهن باسم الزوج وموعد الزفاف وحسب، وعليها أن تتجهّز في التاريخ المحدد لزفها لعريسها الذي اختاره الأهل منذ الصغر.

تتحدّث سمية (اسم مستعار) 40 عاماً عن أخيها الذي تزوّج ابنة عمّه في زواج مملوء بالفرح والسعادة، ثم جاءت مولودتهم الأولى، فكان لها النصيب الأكبر من المرض الوراثي المنتقل من والديها، وهو فقدانها للسمع والنطق بشكل كامل، ولم يبالِ الزوجان بذلك، فقد أنجبوا الطفل الثاني والثالث والرابع أصحاء، ولكن اختتم هذا المرض بالابن الخامس الذي حمل نفس الأمراض الوراثية في أخته الأولى.

تؤكّد الباحثة الاجتماعية، ماجستير في مركز النوع الاجتماعي إيناس عبده الزوار لـ"يمن فيوتشر"، أن علم الاجتماع يرى زواج الأقارب غير مفضّل، وذلك بسبب الأمراض الوراثية والنفسية والمخاطر الكثيرة جداً التي يمكن أن يتعرّض لها الزوجان فيما بعد.

وإذا اضطر البعض إلى الزواج بأقاربهم، فيجب عليهم إجراء كشف قبل الزواج للمرأة والرجل كليهما، للتأكّد من عدم وجود أمراض وراثية، وتضيف الزوار :"زواج غير الأقارب أفضل بكثير لإنجاب الأطفال الأصحاء والأذكياء مقارنة بالأطفال الذين كانوا من زواج الأقارب، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية والنفسية الكثيرة".

يوضح اختصاصي الباطنية العامة د. عبده الأحصَب أن الأمراض التي تُصيب الأطفال كثيرة، ومنها مرض السكر، الثلاسيميا، فقر الدم المنجلي، الصرع، مرض ويلسون (التنكس الكبدي)، وتوجد أمراض كثيرة أخرى نادرة.

وتضيف اختصاصية النساء والولادة -ماجستير جامعة القاهرة د. هناء حسن السقاف وجود أمراض وراثية فعلاً، ولكن ليس جميعها سببها الأقارب، فهناك كثير من الأقارب متزوّجون ولا يوجد بها أي أمراض، وكثيرون من غير زواج الأقارب وبهم أمراض وراثية، فهنا إذا وجد في الأسرة مرض يمكن انتقاله سواء أكان من قريب أم من بعيد.

تقول منى (اسم مستعار) ذات الثلاثين عاماً إنها تزوجت من ابن خالتها، واكتشفوا بعد إنجابهم طفلهم الأول أنهم يحملون مرضا وراثيا سبّبَ لطفلهم الإعاقة الجسدية الكاملة وضمورا في المخ، وقد نصحهم الأطباء أن لا ينجبوا المزيد من الأطفال، ولكن زوج منى رفض كل النصائح المقدمة إليه وأنجب أطفاله الأربعة من أولاد وبنات صحيحين كليّا غير حاملين للمرض، ولم يُصب بالمرض الوراثي غير ابنه الأول وحده، ويبلغ من العمر الآن خمسة عشر عاما.

يذكر الأحصب ضرورة إجراء فحوصات لازمة قبل زواج الأقارب، وتتمثل بفحص الدم العام، السكر، فحص كهربي الهيموجلوبين لتشخيص فقر الدم الوراثي، وتضيف السقاف أنه إذا لم يُكتشف المرض قبل الزواج واكتشف بعده، فيجب أخذ الحيطة بحمض الفوليك قبل الإنجاب لتقليل الأمراض الوراثية أو انتقاء النطفة بعمل أطفال الأنابيب، وذلك لتقدّم العلم.

يشير الأحصب إلى أهم النصائح التي تتمثل في اللجوء إلى المراكز المتخصصة لإجراء دراسة مفصلة للتاريخ المرضي للعائلة، وإجراء التحاليل الطبية والوراثية، والحد من زواج الأقارب، خصوصا بين أبناء العم أو الخال، إذ تتضاعف احتمالات حدوث عيوب خلقية في القرابة القريبة، حتى إن لم يكن هناك تاريخ لأمراض وراثية في العائلة، ويَنصح الأحصب أيضا بعدم الإنجاب في سن متأخرة سواء للأم أم الأب، إذ تزيد احتمالات إصابة الأطفال بأمراض اختلال عدد الكروموسومات كلما تأخرت سنّ الإنجاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى