خبير لـ"الأيام": الجوف وشبوة تتصدران نهب وتهريب الآثار

> عدن «الأيام» رشيد سيف:

> بروفيسورة أمريكية تعلق على تحفة يمنية نسبت لإيطاليا في متحف بفرنسا
> أكد خبير في الآثار اليمنية، أمس الثلاثاء، في حديثه مع "الأيام"، أن الجوف تتصدر المحافظات التي تتعرض للعبث وعمليات تهريب الآثار والتحف التاريخية وتليها شبوة ثم مأرب وبعدها لحج وصنعاء وحجة وإب وآخرها تعز.

ويرجع خبير الآثار عبدالله محسن السبب الرئيسي في قضية بيع وتهريب آلاف القطع والشواهد الأثرية إلى غياب الدولة وتواطؤ بعض القيادات، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وسألت "الأيام" خبير الآثار محسن عن الحلول المناسبة للحد من عمليات بيع وتهريب وتقليد الآثار اليمنية وهوية البلد كحل بديل بالتزامن مع فشل سلطات صنعاء وعدن في الحفاظ على هوية البلد وتاريخه، فأجاب: "الحلول الممكنة للحد من بيع وتقليد الآثار اليمنية كثيرة منها تبدأ من ممارسة الحكومة لواجباتها تجاه الآثار إلى جانب تفعيل دور السفارات وقطاع قضايا الدولة في وزارة الشؤون القانونية المسؤول عن الترافع في قضايا الدولة في الداخل والخارج بالإضافة إلى تعزيز هيئة الآثار بموازنة تتمكن من خلالها من التحرك داخليا ودوليا لحماية المواقع الأثرية من الحفر والعبث والتدمير".

وأشار محسن في حديثه مع "الأيام" إلى ضرورة إصدار توجيهات تمنع دخول أجهزة كشف المعادن من الموانئ والمطارات والمنافذ البرية، والتي تستخدم في البحث عن الآثار والكنوز.

وعن سؤال "الأيام" للخبير عن القوانين المتعلقة بالآثار في الدستور اليمني قال: "بالنسبة لقانون الآثار اليمني ، يعتبر أسوأ قانون آثار في العالم، ويتساهل بشكل كبير مع المهربين، ولذلك تجد كثيرا من قضايا التهريب المنظورة في المحاكم بغرامات بسيطة لا تشكل رادعا".

واتسعت عمليات بيع وتهريب وتقليد الآثار اليمنية في العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية بشكل لافت هذا العام وسط صمت العالم والجهات المسؤولة في كل من صنعاء وعدن.

ويتابع خبير الآثار عبر الفضاء الحر في مواقع التواصل الاجتماعي فضح المزادات التي تعرض الآلاف من القطع الأثرية اليمنية في فرنسا ولندن والمدن الأمريكية يوما تلو الآخر.

وكان قد كشف الخبير محسن أمس أن متحفا فرنسيا يعرض تحفة من اليمن على أنها من إيطاليا في موقعه بفرنسا وعلى موقعه بالإنترنت.

وقال الخبير، "إن دار بونهامز للمزادات أقامت مزاد التحف القديمة في لندن في 15 أكتوبر 2008م، وكان من ضمن المعروضات تمثال برونزي من آثار اليمن القديم في القرن الثالث الميلادي لزوجين يمارسان الحب، مشيرا إلى أن التحفة بيعت حينها ووصلت إلى يد جامع الآثار البريطاني كريستيان ليفيت مؤسس متحف موجينز للفن الكلاسيكي في فرنسا في العام 2009م".

وأضاف في منشور له على حائطه الفيسبوكي:"عرضت ذات التحفة البروزنزية في يونيو 2011م على أنها رومانية برقم متحفي (Inv. n°: MMoCA762) ونشرت في موقع المتحف موخرا، وعلق الخبير: "على الرغم من أن الحضارة الرومانية غنية بالآثار ولا تحتاج إلى أن تُنسب قطع أثرية من حضارات أخرى إليها".

ونقل في منشوره تغريدة للبروفيسورة الأمريكية المتخصصة في جرائم الفن إيرين لطومسون على تويتر متسائلة "هل لدى أي شخص أي مقارنة لهذه التماثيل البرونزية؟ ومتى، أين تعتقد أنها صنعت؟".

وأضافت مستغربة "ذهبت بطريقة ما من اليمن وأصبحت رومانية"، وبحسب الخبير تجدر الإشارة إلى أن في الآونة الأخير تقوم العديد من المزادات والجهات الأخرى بتغيير هوية بعض الآثار اليمنية إلى هويات أخرى صريحة أو غير واضحة.

وذكر أن تمثال رأس امرأة فاتنة من اليمن القديم من القرن الأول قبل الميلاد، سيباع خلال الأيام القادمة في مزاد الآثار بما في ذلك الجواهر القديمة المنقوشة التي كانت موجودة سابقًا في مجموعة ج. سانجيورجي، الجزء الرابع والذي تقيمه دار مزادات سوذبيز في لندن في 6 ديسمبر 2022م.

يؤكد المزاد أنه تم استيراد هذه التحفة من خارج المملكة المتحدة للبيع ووضعها تحت نظام القبول المؤقت، كانت من مقتنيات مجموعة خاصة إنجليزية يمتلكها الرجل المحترم الذي يرد لقبه في الكثير من المزادات، عرضت في مزاد مجوهرات وآثار كلاسيكية ومصرية وغربية آسيوية، كريستيز، لندن، 16 مايو 1972، قطعه رقم (86)، ثم اشتراها تشارلز إيدي، وتعرض الآن للبيع برقم (71)، وفقا للخبير المختص محسن.

الجدير بالذكر أن أجهزة كشف المعادن تدخل البلاد عبر عمليات تهريب بسهولة بسبب الأوضاع التي أفرزتها الحرب الدائرة منذ 8 سنوات، ويصل سعرها لما يقارب 14 ألف دولار، الأمر الذي وسع من عمليات التنقيب عن الآثار في المناطق الأثرية بعدد من المحافظات في نطاق صنعاء وعدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى