​نازحو المحافظات الشمالية بأبين... بين إهمال المنظمات وغياب دور السلطات

> ماجد أحمد مهدي

> شهدت مخيمات النازحين في مديرية خنفر أوضاعا مأساوية ومادية صعبة، لافتقارهم لأبسط مقومات الحياة اليومية والعيش الكريم وأمّا ما يتحصلون عليه من مساعدات من بعض المنظمات الدولية لا يسمن ولا يغني من جوع، إضافة إلى عدم وجود حمامات كافية في مخيماتهم وتضطر مئات الأسر إلى قضاء الحاجه في الخلاء رغم أنهم تحصلوا على وعود من عدة منظمات، إلَّا أنها لم تاتِ.
 وطالب مواطنون الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين بمحافظة أبين بسرعة التدخل لتخفيف حدة المعاناة عن تلك الأسر في مخيمات النزوح وتوفير كل احتياجاتهم واستشعار حجم معاناتهم.

معاناة مستمرة ودعم محدود

نجيب حنبلة
نجيب حنبلة
وكان أول المتحدثين مشرف مخيم جول السادة بقرية ميكلان بمديرية خنفر الأخ نجيب حنبلة في تصريح  لـ"الأيام" قائل فيه: "تتعرض الأسر النازحة للطرد من الأرض الزراعية التي كانوا فيها نتيجة لاستغلال مالك الأرض برفع الإيجاز سنويا مما ضاعف حدة المعاناة عليهم وتم نقل جميع الأسر النازحة إلى مخيم جول السادة بميكلان بعد الاتفاق مع مالك الأرض الزراعية الجديدة حيث أنه متعاون جدا ويقدر معاناة هذه الشريحة من النازحين وقمنا بإعادة ترتيب وتنظيم المخيم بشكل متكامل لاستقبالهم فيه".

وأضاف حنبلة: "ما قدمته المنظمات الدولية العاملة في خنفر والمحافظة من دعم لشريحة النازحين ليس بالمستوى المطلوب والمعوّل عليه، كونهم يفتقدوا إلى الكثير من الاحتياجات والمتطلبات الضرورية.  
وأشار مشرف المخيم لتنظيم أمور الأسر النازحة: "كلفنا مشرف من الرجال ومشرفة من النساء لإدارة شؤونهم وحل المشاكل التي تنشب بينهم ومعالجة الصعوبات التي يواجهونها"  
ومن جانبه أكد حنبلة مع اشتداد حده المواجهات في محافظة الحديدة: "قمت باستقبال( 16 ) أسرة نازحه في شهر أكتوبر الماضي من جميع مناطق الحديدة في المخيم هربوا نتيجة تلغيم منازلهم من قبل الحوثة واضطروا إلى اللجوء للتجار وأهل الخير في توفير المواد الغذائية لهم".

وعبر نجيب حنبلة: "أن ابرز الصعوبات التي نواجهها في المخيم عدم توفر حمامات حيث ناشدنا عدة منظمات  ولم نتحصل منها إلا على الوعود وهذا سبب لنا مشكلة ولا يوجد في المخيم سوى سته حمامات يظل النساء والرجال عليهم طوابير ومعظم الأحيان يستخدموا حمام المجلس حقي وهذا سبب لنا احراجات كثيرة مع النساء إضافة إلى أن ثلثي نازحي المخيم لا يتحصلون على مساعدات من المنظمات  العالمية وهم الآن بأشد الحاجة إلى تلك المساعدات  في هذا الظرف الحالي.

واختتم حنبلة تصريحه بمناشدة السلطة المحلية بالمديرية والمنظمات الدولية والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والخيرين بمساعدة هذه الشريحة وتلمس احتياجاتهم لما يعانوه من ضيق العيش وكدر الحياة".

وعود كاذبة في الهواء

سحر عبده أحمد
سحر عبده أحمد
وقالت مشرفة النساء في أحد مخيمات النزوح بمديرية خنفر الأخت سحر عبده أحمد: "أجبرنا على النزوح من أماكن سكننا إلى محافظة أبين وكان في استقبالنا الأخ أبوعلي الذي كان له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في ترتيب السكن وتهيئة الأجواء المناسبة في مخيم جول السادة بمنطقة ميكلان والآن مستقرون والحمد لله ولكن تنقصنا الكثير والكثير من الخدمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة والآن نحن مجبرون على العيش والتعايش في مخيمات النزوح بسبب حرب الحوثة على المحافظات الشمالية ومنها محافظة الحديدة وزارتنا عده منظمات في المخيم ولكن معظمها لم نتحصل منها إلا على الوعود وكل ما تقوم به هو تسجيلنا وأخذ أسماءنا دون إعطاءنا شيء لسد رمق الجوع وحتى المواد المنظفة لم نتحصل عليها  من تلك المنظمات  التي تزور المخيمات".

لا يتجاوز أصابع اليد

ياسر فارع عفيف
ياسر فارع عفيف
وأفاد أحد النازحين ياسر فارع عفيف: "نزحنا قبل حوالي خمس سنوات مع اشتداد الهجمات الحوثية على منازلنا إلى مديرية خنفر، ونحن الآن نمر بظروف صعبة في مخيمات النزوح وتدخل علينا مياه الأمطار وحاليا ما نحتاجه هو مواد غذائية فمعظم المنظمات دعمها محدود جداً إضافة إلى احتياجاتنا الأخرى أبرزها عدم توفر حمامات كافيه في المخيم لقضاء الحاجة، و عدد المتواجد منها لا يتجاوز أصابع اليد ونطالب جميع المنظمات العاملة في خنفر والمحافظة بتحسين وضع النازحين في المديرية.

أصبحنا عاله على أسرنا

سالم محمد علي
سالم محمد علي
وتحدث النازح سالم محمد علي من منطقة الجراحي: "ما نحتاجه أشياء كثيرة ومتعددة أهمها المأوى والغذاء والدواء والمياه الصالحة وعندما يمرض أطفالنا  في المخيم لا نحصل لهم على وسيلة مواصلات لنقلهم إلى أقرب وحدة صحية أو إلى مستشفى الرازي بجعار ولظروف الكثير منا الصحية وتدهور الوضع الاقتصادي وانعدام فرص العمل أصبحنا عالة على أنفسنا وعلى أسرنا، منتظرين المساعدات التي تقدمها تلك المنظمات للاستمرار على قيد الحياة ولو بالحد الأدنى".

منظمات لم تستشعر حجم معاناتنا

سعيد محمد فتيني
سعيد محمد فتيني
وقال النازح سعيد محمد فتيني  من منطقة حيس: "لا يوجد لدى المنظمات الدولية أي معالجات لوضع الأسر النازحة التي تنزح من المحافظات الشمالية وخصوصا محافظة الحديدة وكل ما نحصل عليه من مساعدات مالية من بعض المنظمات لفتره محدودة وتنقطع وهذا سبب لنا كدر العيش وتمر علينا ايام صعبه لا نحصل فيها على الأكل ولا حبة دواء وكل ما نطلبه في الوقت الحالي هو توفير المواد الغذائية لأن الأوضاع الاقتصادية صعبة، و سعر كيس الدقيق تجاوز 40ألف ريال.

وأضاف فتيني المنظمات في أبين لم تستشعر حجم المعاناة التي نمر بها، ولم تصرف لنا إغاثة، رغم أنها تُصرف في أماكن كثيرة من مديرية خنفر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى