مونديال قطر .. نجاح استثنائي لا مثيل له

> جهاد عوض

> * حينما تقدمت دولة قطر بطلب تنظيم بطولة كأس العالم لم يكن أحد يصدق أو يتصور أنها سوف تنجح وتوفي بكل الشروط والمتطلبات ، التي يجب عليها الالتزام والوفاء بها في هذه التظاهرة العالمية ، وكانت حجة المشككين والمعارضين ، أن قطر دولة صغيرة سكاناً ومساحة ، وأنها لا تملك الإمكانيات الكبيرة من منشآت وبنية تحتية وقدرات بشرية ولوجستية مطلوبة ، مما يجعلها غير قادرة ومؤهلة لتنظيم وإنجاح الحدث الرياضي العالمي.

* إلا أن قطر وبعزيمة وإرادة رجالها وقياداتها قاموا بالتخطيط والتنفيذ وبشكل علمي مدروس : من بناء بنية تحتية كاملة تستوعب ضيوف المونديال وستدوم عشرات السنين القادمة، وتم تشييد ملاعب للمونديال بشكل إبداعي وهندسي لا مثيل له جعلها تظهر كالتحف والمزارات لعشاق الرياضة لجمالها وروعتها والخدمات المتوفرة فيها لدرجة أن رجال قطر وفروا طقساً مناسباً تقل فيها درجة الحرارة عما هو خارج الملعب وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ كؤوس العالم.

* ولأن الغرب يستشرف ويتوقع نجاح دولة قطر ، الذي لا يتمنونه ويرجونه لها ولأي دولة عربية أو إسلامية ، فقد بدأت دول مثل (المانيا وبريطانيا وغيرهما) يدبرون مؤامراتهم ودسائسهم ، حيث تعمدوا محاربة دولة قطر ، بحجة حقوق العمال ، وتارة أخرى حق المثليين بالحضور، ولبس شعاراتهم ، التي تتعارض مع قيم ومبادئ وقوانين قطر الإسلامية وجعلوها أم القضايا لدرجة أنهم وجهوا وشنوا دعوة صريحة بـ (مقاطعة مونديال قطر) التي رفضتها وخالفتها جميع الدول المشاركة في البطولة.

* ونجحت قطر بغض النظر عن نتائج فريقها الوطني المتواضعة ، نتيجة للفارق الجسماني والبدني للاعبيها، ومحدودية مستوى ومخرجات الدوري القطري، بالإضافة لعدم وجود أي لاعب محترف قطري في أوروبا عكس كل المنتخبات المشاركة .. وكل هذه العوامل والأسباب ، جعلت مظهر ومستوى المنتخب القطري ضعيفاً وباهتاً، حيث لم يعكس ما وصلت إليه قطر من نجاح وإبهار من خلال مراسم الافتتاح وتنظيمها الأكثر من رائع لهذه البطولة ، والتي أجمع عليه النقاد والمتابعون على أنها من أجمل وأنجح بطولات كؤوس العالم الماضية ، لما وفرته وحشدته قطر من امكانيات وخدمات لم تعملها أي بلد نظمت البطولة من سابق ، سواء كان من حيث استقرار الأمن والأمان اللذين لم تخترقهما أي حادثة أو جريمة تذكر حتى اليوم ، وحتى في جانب المواصلات والاتصالات المجانية ، وإقامة البرامج والفعاليات الفنية والجماهيرية التي جسدت معاني المحبة والسلام ، وأكدت أن كرة القدم هي لغة العالم أجمع المتعارف عليها بين مختلف الشعوب والقوميات.

* نقول هنيئاً لقطر (حكومة وشعباً هذا النجاح العظيم) للعرس والحدث الرياضي العالمي، الذي نالت من خلال تنظيمه الإشادة والثناء من جميع المشاركين في البطولة داخل قطر أو من خارجها وجعلت من نفسها دولة قوية وكبيرة وإن كانت صغيرة بسكانها ومساحتها بنظرتهم القاصرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى