جددت صنعاء المضي في عملياتها العسكرية باستهداف المنشآت الاقتصادية والنفطية والموانئ في المحافظات الجنوبية مبررة ذلك بحماية مقدرات الشعب في وقت لا تزال الجهود الدولية والأممية حثيثة من أجل تمديد الهدنة السابقة التي بدأت في أبريل وانتهت في الثاني من أكتوبر الماضي رغم الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيرة.

تلويح صنعاء جاء في كلمة ألقاها القيادي بجماعة الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (السلطة الحاكمة في الشمال) بمناسبة الذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر مساء الثلاثاء، حيث هدد المشاط الحكومة الشرعية في عدن بمنعها من بيع الإنتاج النفطي لليمن قائلا "نؤكد موقف صنعاء الثابت، بشأن حماية مقدرات الشعب، ومنع نهب ثرواته النفطية والغازية، انطلاقا من أنه التصرف الدستوري الصحيح والسلوك المنطقي والشرعي".

وقال نرفض "المساعي العدوانية لنهب ثروات اليمن، وحرمان شعبه من مستحقاته الطبيعية، وعلى رأسها دفع المرتبات لكل موظفي الدولة، وهذا أمر غير قابل للنقاش".

وحذر المشاط من استمرار عمليات بيع النفط وزعم بأن الشعب لن يقف موقف المتفرّج وخيراته تُنهب أمام عينيه، وهو يعاني أشد حصار يُفرض على شعب في التاريخ الحديث والتاريخ القديم حد تعبيره.

وبدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج الاثنين زيارة إلى سلطنة عُمان والسعودية بهدف دعم جهود السلام.

ودعت واشنطن صنعاء إلى وقف فوري لهجماتها على الموانئ اليمنية، وإلى اغتنام فرصة السلام بالتعاون مع جهود الأمم المتحدة.

ويرى مراقبون أن صنعاء أو الحوثيين يسعون لفرض معادلة جديدة على الأرض تقوم على تقاسم عائدات النفط مع السلطة الشرعية، مستغلين في ذلك الموقف الدولي الضعيف والمقتصر حتى الآن على بيانات الشجب والتنديد، مشيرين إلى أن جماعة الحوثي الموالية لإيران تعمد إلى استغلال الظرفية الإقليمية والدولية في محاولة لفرض أمر واقع يقوم على الاعتراف بسلطتها ومنحها الإمكانيات لدعم هذه السلطة وتعزيزها.