مجلة أمريكية: على الولايات المتحدة التعلم من مغامراتها الفاشلة في اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال ستيفن بومبر ومايكل وحيد حنا، من مجموعة الأزمات الدولية، في تقرير تحليلي نشرته دورية "فورين أفيرز"، حول كيفية إنهاء الحرب في اليمن بمساعدة من الولايات المتحدة، إن الهدنة التي أعلنت في أبريل كانت خطوة نوعية في النزاع المستمر في البلد الفقير.

ويضيف الكاتبان "صحيح أن الإدارة الأمريكية تحركت سريعا لوقف الدعم العسكري للتحالف وشجعت على حل دبلوماسي إلا أن فترة التوقف في الهدنة تعطي صورة عن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والحلفاء لوقف الحرب".

وبحسب التقرير "لا يوجد هناك مسار واضح لوقف الحرب علاوة على واحد تستطيع واشنطن المضي به، ومهما كان الأثر الذي تركته جهود إدارة بايدن، إلا أن الولايات المتحدة تواجه مرحلة يتلاشى فيها تأثيرها على ما يمكن للإمارات والسعودية عمله، كما أنه لا يوجد لديها أي تأثير لجلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات".

وقال التقرير "هناك أسباب أخلاقية وإنسانية تجعل الولايات المتحدة منخرطة في المسألة اليمنية، حتى بدون أن يكون لديها خيار أو مسار للحل، ذلك أن انخراطها الدبلوماسي مهم ويترك أثره، فالدبلوماسيون الأمريكيون يستطيعون فتح الأبواب للحكومات الخليجية التي تعد مغلقة على أطراف ويمكنهم دفع عجلة الدبلوماسية".

وأضاف "عندما يحين الوقت لحل هذا النزاع المتعدد الأوجه، فلدى واشنطن القدرة على الدفع لنقاشات تسوية، ليس بين الطرفين الرئيسين بل والجماعات الصغيرة الأخرى التي لها مصلحة وتريد دورا في مستقبل البلاد، وفي نفس الوقت على الولايات المتحدة التعلم من مغامراتها الفاشلة في اليمن بطريقة تمكن صناع القرار من وضع حمايات يمكن أن توجه البلد بعيدا عن المساهمة في كوارث مستقبلية، فعندما وصلت إدارة بايدن للحكم دعمت خطة السلام القائمة على أربع نقاط وكان المبعوث الأممي في حينه مارتن جريفيثس يعمل عليها في عام 2020، وبحسب الخطة يجب توافق الأطراف المتحاربة أولا على فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن الملاحة البحرية في ميناء الحديدة، وبعد ذلك الموافقة على وقف إطلاق للنار عام ومن ثم مواصلة الحوار السياسي".

وتابع "نظرا لحالة الانسداد فقد استطاع خليفة جريفيثس هانس جروندبرج جلب الأطراف للتفاوض الذي انتهى بهدنة أبريل، ويخشى بعض المراقبين من أن تعطي فترة انتهاء الهدنة وعدم تجديدها الأطراف المتحاربة الفرصة لإعادة تنظيم صفوفهم والتزود بالعتاد من أجل الجولة المقبلة، إلا أن الهدنة التي استمرت عدة أشهر منحت السكان المحاصرين فرصة للراحة وأوقفت الهجمات الحوثية ضد السعودية والإمارات، ورغم انتهاء مدتها إلا أن الأطراف لم تعد للحرب الشاملة".

ويرى الكاتبان أن الدبلوماسية الأمريكية لم تكن سببا في هدنة الربيع بل جاءت نتيجة لحالة الانسداد في أفق الحرب، وعلينا في الوقت نفسه ألا نستبعد الدور الأمريكي في المساعدة عليه، فقد قضت الولايات المتحدة سنوات طويلة وهي ترسل إشارات تظهر انفصامها عن شركائها الخليجيين في موضوع اليمن. ففي عام 2018 ضغطت الولايات المتحدة على الرياض وأبوظبي لوقف عملية عسكرية ضد الحوثيين في ميناء الحديدة ما أثار إحباطهم وأغضبهم الرد الصامت على ضربات أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها واستهدفت المنشآت النفطية السعودية في إبقيق عام 2019.

وأردف التقرير "يجب ألا يكون التحالف السعودي والحوثيون هم أصحاب الكلمة الأخيرة في التسوية السياسية، فهناك قوى أخرى لديها مصلحة بالحل، كما أن المجلس الرئاسي يمثل قوى وإن كانت هشة ضد الحوثيين، وكل لديه مصالحه الخاصة ورؤيته حول كيفية إنهاء النزاع، وأكثر من هذا فلا بد من شمل الجماعات الضعيفة وغير الممثلة مثل منظمات المرأة والمجتمع المدني التي تقوم بالتوسط مع السلطات المحلية، وبدون هذا، وحتى لو قرر السعوديون والإماراتيون التخلي عن الحل السياسي والعسكري، سيواجه الحوثيون مقاومة شرسة من عدة قوى تريد الدفاع عن مناطق سيطرتها".

بالطبع لن تجبر الدبلوماسية الأمريكية القوى المتباينة في اليمن على التوافق، لكن دورها مهم، والأمم المتحدة التي تعمل في اليمن بحاجة للدور الأمريكي كي تحث وتدفع القوى المتعددة للتفاوض وكذا حشد القوى الدولية التي لها مصلحة بالحرب لكي تستطيع، يوما ما، التوصل إلى إطار شامل للحل، وعلى الولايات المتحدة التعلم من مغامراتها الفاشلة في اليمن، فإلى جانب إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة السكان بسبب دعمها للتحالف، فقد زادت من تعميق علاقة الحوثيين مع إيران وتطورت قدراتهم العسكرية وأصبحوا قادرين على ضرب دول الجوار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى