الجفاف والفيضانات يدفعان اليمنيين إلى نقطة الانهيار

> محمد ناصر

> مع اعتماد 3 من كل 4 يمنيين على الزراعة والثروة الحيوانية من أجل البقاء على قيد الحياة، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن التغيرات المناخية والجفاف قد يدفعان المجتمعات المحلية إلى نقطة الانهيار، إذ شهد المزارعون في اليمن تدمير سبل عيشهم بسبب الجفاف الشديد والفيضانات المدمرة والصراع الطاحن، مما يجعل من الصعب عليهم تغطية نفقاتهم.

يأتي ذلك في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا الألغام الحوثية في المناطق الزراعية إلى أكثر من 300 شخص من المدنيين خلال الأشهر الماضية، وفق تقارير أممية.

وبحسب ما تقوله اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فأن الفيضانات في الأشهر الأخيرة تركت أثرا مدمرا على القطاع الزراعي، ودمرت المحاصيل، ونقلت مخلفات الحرب المتفجرة إلى مناطق زراعية، مع مواجهة اليمن لأزمة أمن غذائي مدمرة.

وأكدت اللجنة أن هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المقلق بالفعل، وخاصة أن ما يقرب من 19 مليون شخص في اليمن أصبحوا اليوم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية في جميع أنحاء البلاد، مقارنة بـ 16.2 مليون في العام الماضي، وهو يمثل نحو 63 % من إجمالي السكان، وبنسبة زيادة قدرها 53 % عن العام الماضي.

ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن أزمة المناخ والصراع يجبران المزيد من العائلات على ترك منازلهم، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3.3 مليون شخص في اليمن نزحوا من منازلهم، وقالت إنه ليس من غير المألوف أن يفر الناس من منازلهم بحثا عن الأمان من الصراع، ثم يغادرون مرة أخرى لأن الأرض لا يمكن زراعتها، كما أن الذخائر غير المنفجرة فيما ينبغي أن يكون أراضي زراعية، جعلت من الخطر على الناس الاعتناء بأراضيهم.

وطبقا لما جاء في تقرير «الصليب الأحمر»، فقد أدت ندرة المياه في جميع أنحاء اليمن، التي تفاقمت بسبب النزاع، إلى محدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لنحو 17.8 مليون شخص، ونتيجة لذلك، يضطر عدد متزايد من المزارعين إلى التخلي عن مهنتهم.

وذكر التقرير أن اليمن مثل العديد من البلدان المتضررة من النزاعات، يتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ، داعيا إلى مزيد من الدعم لمساعدة الأشخاص على التكيف مع تغير المناخ، والتكيف معه في بلدان مثل اليمن.

وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها تعمل بتعاون وثيق مع جمعية الهلال الأحمر اليمني لدعم المجتمعات الريفية التي هي أكثر ضعفا للحفاظ على سبل عيشهم، إذ استفاد خلال العام الماضي أكثر من 112 ألفا من مربي الماشية من حملات تطعيم ومعالجة الماشية، في حين استفاد آلاف المزارعين في العام الحالي من المنح النقدية متعددة الأغراض، أو مشاريع المبادرات الاقتصادية الصغيرة.

ووفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، تشكّل مخلفات الحرب القابلة للانفجار خطرا جسيما بشكل متزايد على المدنيين في جميع أنحاء اليمن، إذ ظهرت كسبب رئيسي مرتبط بالضحايا المدنيين بعد الهدنة، فمنذ بدء الهدنة على مستوى البلاد في 2 أبريل 2022، زاد عدد الضحايا المدنيين بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية بنحو 20 %، مقارنة بالأشهر الستة السابقة، وفقا لتقارير مفتوحة المصدر.

وحتى نهاية سبتمبر الماضي، تسببت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في وقوع 300 ضحية مدنية، بما في ذلك 95 حالة وفاة و248 إصابة، وكانت أكثر المناطق تضررا هي مناطق الخطوط الأمامية الواسعة في محافظتي الحديدة والجوف، مقارنة بالأشهر الستة التي سبقت الهدنة، إذ كان عدد الضحايا المدنيين أقل بكثير، ولم يزد على 248 في المجموع، بما في ذلك 101 قتيل و147 إصابة.

"الشرق الأوسط"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى