الاشتراكي و"خازوق" الوحدة!

> الليلة في حلقة نقاش بإحدى الفضائيات أثار امتعاضي إلى درجة الغضب طرح الأخ علي الصراري القيادي البارز بالحزب الاشتراكي، والسبب أن الصراري ظل يتحدث كثيرا عن الوحدة اليمنية ومزاياها وكيف أنها صارت ضرورة لدى المجتمع الدولي والأوروبي بالذات وكيف أن هذا المجتمع الدولي هو الآمر الناهي ومالك ناصية القرار وليس الشعب، وكأن الوحدة لم يتم قتلها بحرب 94م وتشييع جنازتها بحرب 2015م.

مواقف مخيبة ومحبطة هذه التي نسمعها من قيادات اشتراكية.. الصراري وهو يتحدث هكذا حديث وكأنه مراقب محايد أو عضو بهيئة حماية البيئة وليس قياديا بحزب كان طرفا بالوحدة وضحية لغدر القوى التي يداهنها اليوم الصراري والتي سامت الجنوب عسفا وخسفا. امتعاضي من الصراري مبعثه أن الذي كنت أظنه سيكون منحازا في نقاشه للطرف الضحية، من واقع أنه وحزبه ضحايا تلك الحرب التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة بصور شتى، وتعرضا أي الصراري وحزبه للأذى والغدر وطالهما التشهير والتشويه طيلة ربع قرن مضت ولكنه للأسف تحدث كمراقب محايد وكأن لا له ولا لحزبه ناقة ولا جمل لما جرى ويجري للجنوب من بلاء وبلايا، بل أحيانا كان نقاشه يبرر فيه موقف العليمي ومجلسه تجاه الانتقالي ويدين الانتقالي وكل القوى الجنوبية الداعية لاستعادة دولة الجنوب وكأن الجنوبيين هم من انقلبوا عام 94م على مشروع الوحدة الطموح وكأنهم هم من شنوا حربا على صنعاء واستباحوها وهم من اضاع الدولة في صنعاء وجلب جيوش العرب والعجم وانقلبوا على الدولة عام 2011م 2014م. عجبي، موقف صادم من الصراري، مع ان تصريحاته بالآونة الأخيرة كان بذات السياق المخيبة ولكنها لم تكن بذات الخيبة والجحود التي كانت الليلة وعلى الهواء مباشرة.

ولم ينس السيد علي الصراري أن يتكرم بنصيحته الطريفة للانتقالي الجنوبي حين قال بما معناه أن على المجلس ألا يعزل نفسه أو يكون نسخة من الحوثيين، وكان ردي عليه أن الذين يشيطنون الانتقالي ويحشرونه بالزاوية ويصطفون بوجهه اصطفافا جغرافيا صريحا ويستقوون عليه بالخارج، هؤلاء من يجر الانتقالي إلى أن يكون نسخة من الحوثيين، ثم أن مجلس العليمي ومعين وكل الأحزاب هي أصلا لا تؤمن إلا بلغة الصميل والعين الحمراء ولا تذعن ولا تنصاع إلا للغة صميل الحوثي. فما جرى من صفقة فساد (فضيحة القرن) بين معين عبدالملك والعليمي ووكل القوى الشمالية من جهة وسفراء الاتحاد الأوروبي والمبعوثين الأمريكيين الذي التقوا بمعين في عدن والعليمي في الرياض خير دليل على هذا الاصطفاف الجهوي الذي تجلى بفضيحة المقايضة مع الأوروبيين في بيانهم الذي أكدوا فيه على وحدة اليمن واتهام الانتقالي بمحاولة إفشال مجلس الرئاسة مقابل أن يضمن الاتحاد الأوروبي صوت اليمن بالجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي صوت لإدانة روسيا بحرب أوكرانيا. فيما غاب عن البيان أي إشارة للحوثيين بأنهم حركة إرهابية كما ظلت حكومة معين ومجلس العليمي يسوقان لذلك، وسبب غياب ذلك في البيان الاتحاد الأوربي هو أن العليمي ومعين ومعسكرهما لم يدرجا موضوع الحوثيين ضمن شروط المقايضة مع الأوروبيين، فكل فوهات أسلحة العليمي وجبهته الحزبية والعسكرية الجهوية تتجه جنوبا، وتشير صراحة إن الاصطفاف جغرافي بامتياز، حتى وإن وجدت قوى الشمال في صفها بعض من (سقْط المتاع) من الجنوبيين من العناصر والكيانات الوهمية الرخوة.

أما من هي الجهة التي تحاول افشال مجلس القيادة الرئاسة -الفاشل اصلا- فيكفي أن نعرف من هي التي ترفض قراراته فسنعرفها بشحمها ولحمها، وخير دليل على ذلك رفض قرار تعيين محافظ لمحافظة الجوف وقائد المحور هناك.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى