انتاج "الذهب الأبيض" مهنة عتيقة تقهر الحرب في حضرموت وعدن

> «الأيام» العين:

> رغم تقطيع حرب الحوثي لأوصال "الذهب الأبيض" في اليمن، لا تزال مهنة "إنتاج الملح" العتيقة تقهر الحرب في حضرموت وعدن وتعز والحديدة.

وتسببت تلك الحرب المتواصلة في عزل مناطق طحن الملح عن سواحل الإنتاج.

رحلة شاقة

ففي بلدة "الخضراء" في مديرية المخا غربي محافظة تعز (جنوب)، يخوض أحمد الزوقري رحلة شاقة تستمر لشهور من أجل إنتاج الملح البحري، كما يضطر لتأمين قوت أسرته وأطفاله للعمل في مهنة الصيد في البحر الأحمر.

الزوقري (45 عاما) واحد من آلاف العاملين بينهم مئات الصيادين الذين تجبرهم الرياح الموسمية والخوف من ألغام مليشيات الحوثي البحرية للتحول لإنتاج الملح البحري بطرقها التقليدية والتي لا تحتاج إلا لسدود صغيرة مغمورة بمياه البحر.

وتسلك مياه البحر طريقها عبر قنوات يمتد عمرها لعشرات السنين، مستفيدة من حركة المد والجزر، والرياح الشمالية، إلى أن تمتلئ تلك السدود بالمياه بمقدار معين، فيتم إغلاقها حتى تجف وتتبخر.

وتستغرق عملية إنتاج الملح من 3 إلى 6 أشهر، إذ تكون المياه داخل تلك السدود الصغيرة قد جفت نتيجة التبخر، فيما تترسب أكوام الملح داخل تلك الدوائر الصغيرة، مما يسهل جمعها لاحقا.

تبعات تطال قوت اليمنيين

رغم عمل الزوقري في إحدى بلدات المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية إلا أنه ما زال يعاني من تبعات حرب مليشيات الحوثي، حيث انخفض بشكل كبير الإقبال على شراء الملح من قبل ملاك المعامل المخصصة لطحنه.

كما حرمت حرب الحوثيين مئات العاملين في إنتاج الملح في بلدة "منظر" جنوبي محافظة الحديدة، من استخراج الملح الطبيعي البحري الذي يعد عمود كل بيت ولا تخلو منه أي وجبات الطعام.

يقول الزوقري لـ"العين الإخبارية"، إنه قبل حرب مليشيات الحوثي كانت أسواق الملح رائجة ، حيث كان يأتي العشرات من ملاك معامل الملح من الحديدة وتعز وصنعاء فيما لم يعد حاليا يوجد غير معامل محدودة بتعز أو عبر البيع المباشر للتجار في الأسواق بأسعار زهيدة، فضلا عن فتح الباب أمام الملح المستورد.

ويبلغ سعر الكيس الواحد زنة 30 إلى 40 كجم، نحو 3 آلاف ريال، (أقل من 3 دولارات) لكن الأكوام الكبيرة التي يتم جمعها من كل حقل، تتيح لمالكها جمع مبالغ مالية جيدة.

يضيف الزوقري وهو أحد العاملين في قطاع الصيد ايضا، إنهم يجمعون الملح في أكوام ضخمة على حواف السدود (الأحواض) لتكون عرضة لأشعة الشمس، إذ تتيح لما تبقى من المياه فيها بالتبخر، وعندما تجف تماماً، يتم تعبئتها داخل أكياس من النايلون، وعرضها للبيع.

طرق تقليدية مكلفة

في ظل غياب المصانع الآلية التي تعتمد على أجهزة التبخير الحديثة، يواجه العاملين صعوبة في استخراج الملح عبر الطرق التقليدية، إذ إنهم يمارسون طرقا متوارثة منذ مئات السنين.

ففي محافظة عدن وحضرموت والمخا والحديدة، يعتمد العاملين من النساء والرجال في هذه السدود الصغيرة (أحواض) على أياديهم في التنقيب وجمع تلال بيضاء بديعة قبل تعبئتها وضخها للأسواق المحلية والعربية والعالمية.

وتشير آخر الأرقام الخاصة بكميات إنتاج الملح البحري إلى أن كمية الإنتاج في اليمن تبلغ 23 ألف طن سنوياً، من بينها من 20 طنا إلى 30 طنا في بلدة "الحسي" في حضرموت (شرق) وقرابة ذات الكمية من المخا.

ويحتل الملح اليمني سيما المستخرج من خليج عدن المرتبة الأولى من حيث الجودة، وذلك نظراً لحالة الطقس الملائمة وعدم اختلاطه بمياه السيول والأمطار الكثيفة وموقعه المتميز ونظافته بعيداً عن الملوثات.

كما يحتوي على مادة اليود المفيدة ذي الفوائد الصحية المتعددة من بينها تحسين الذاكرة وتخفيف آلام الأمهات الحوامل والأطفال، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى