المساعدات الدولية حسنت أوضاع النازحين الشماليين على حساب الموطنين بالجنوب

> "الأيام" سبوتنيك

>
حذرت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية من اقتراب اليمن من حالة المجاعة الكارثية نتيجة قلة الموارد وعدم تمكن الحكومة الشرعية من القيام بمهامها واستمرار حالة الحرب الممتدة منذ ثمان سنوات، قبل أن تتراجع تلك المخاوف بعض الشيء إثر الإعلان عن عمليات دعم كبرى من التحالف للبنك المركزي التابع للشرعية في عدن.

يرى مراقبون أن عودة التحالف الأمني لمكافحة الإرهاب بين الإمارات واليمن أعطى دفعة جديدة لتوسيع الهلال الأحمر الإماراتي نطاق نشاطه وتقديم آلاف الأطنان من المواد الغذائية إلى محافظة شبوة وإلى النازحين المقدر عددهم بعدة ملايين في الأيام الماضية، بالإضافة لمنظمات أخرى تابعة للتحالف، حيث ساهم هذا الدعم في تراجع البلاد عن حافة المجاعة بعض الشيء، لكن الخطر لا يزال قائما ويجب على الحكومة البحث عن بدائل وخطط غير تقليدية لتعظيم مواردها أو حل الأزمة السياسية في البلاد بأي ثمن قبل انهيار الدولة بالكامل.

بداية يقول أحمد الربيزي، المحلل السياسي في جنوب اليمن، إن الأمن الغذائي والمجاعة في اليمن لها أكثر من شق، الأمر الأول يتعلق بعدم وصول المعونات العينية مثل الحبوب والمواد الإغاثية الضرورية، الشق الثاني يتعلق بأعداد النازحين من الشمال ومناطق الحرب الذين تضاعف عددهم بصورة كبيرة في المحافظات الجنوبية، حيث شكل هؤلاء عبء كبير جدا على الوضع الغذائي إلى فترة قريبة.
  • الكارثة الإنسانية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"،"أعداد النازحين إلى الجنوب ربما يكون أكثر من 5 ملايين شخص، ومع احترامنا وتقديرنا للمعاناة التي يعيشها النازحين، وعندما نتحدث هنا فإن الأمر يتعلق بالنزوح الإنساني وليس السياسي، هؤلاء هم كانوا الوجهة الأولى للمنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية، من بينها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان الإغاثي".

وتابع المحلل السياسي: " بعد كل الدعم للنازحين أصبح حالهم اليوم أفضل من المواطنين، الذين تحولت حياتهم إلى أزمات متتالية، خصوصا بعد أن أغلقت كل مصادر دخل الدولة اليمنية إثر تهديدات الحوثيين "أنصار الله" باستهداف المدن والموانئ النفطية في شبوة تحديدا، هنا لم يعد للدولة أي دخل تستطيع من خلاله دفع مرتبات الموظفين وتقديم المساعدات للمواطنين، إلا ما يقدمه الأشقاء في التحالف العربي والتي هونت كثيرا من الكارثة الإنسانية التي كان اليمن في طريقه إليها، لكن المعضلة التي لا تزال تشكل معاناة هى انقطاع مرتبات الموظفين في الجانبين المدني والعسكري لأكثر من أربعة أشهر".

وأشار الربيزي إلى أن "المعونات من دول التحالف ساعدت كثيرا في منع استفحال الأزمات، لكنها ليست كافية لحل الأزمات التي تعيشها البلاد، حتى أن المساعدات الدولية أيضا تمنح كاملة للنازحين من الشمال، وقد حسنت تلك المعونات والمساعدات الأوضاع بشكل كبير لهؤلاء النازحين، الأمر الذي جعل وضع المعيشي أفضل بكثير عن المواطنين في الجنوب".
  • دعم إماراتي
من جانبه يقول الباحث السياسي اليمني، أبومحمد جحنون: "المساعدات التي تقدمها الإمارات والمساعدات بشكل عام لها دور كبير في تخفيف المعاناة نظرا للعجز الحكومي في آداء المهام الموكلة إليه والتي يعد من أهمها وأبسطها في نفس الوقت الأمن الغذائي، ولا تزال محافظة شبوة على سبيل المثال تحتاج إلى المزيد من الدعم، وأن لا يتم تركيزها على النازحين فقط، في الوقت الذي يحتاج فيه أبناء المحافظة لتلك المساعدات"، وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المساعدات الدولية تعجز في الوصول إلى شبوة نتيجة بعض الأحداث الجارية في أبين من وقت لآخر، وما جرى من عمليات اختطاف للعاملين بالمنظمات الإغاثية.

وقدمت فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة شبوة، ضمن الخطة الإنسانية والإغاثية، مئات الأطنان من المساعدات الغذائية إلى الأسر ذات الدخل المحدود والأشد فقرا، وتقدر المساعدات بحوالي 214 طنا من المواد الغذائية حيث من المتوقع توزيعها على ما يزيد عن 27 ألفا و500 مستفيد من أبناء وأهالي مديرية عتق في المحافظة.
  • الوضع الاقتصادي
وتعليقا على الأوضاع الإنسانية في محافظات الجنوب يقول عامر ثابت، المحلل السياسي اليمني، إن سنوات الحرب الطويلة التي تعيشها البلاد انعكست على الوضع الاقتصادي بشكل بصورة كبيرة، حيث انهار الريال اليمني بمعدلات قياسية أمام الدولار الأمريكي، وقد ساهمت العمليات الإغاثية في تخفيف حدة الأزمة لكنها لن تستطع القضاء عليها، والأزمة تتفاقم مع مع مرور الوقت خصوصا بعد انسداد أفق مشاورات السلام في البلاد.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن معالجة الجانب الاقتصادي لن يتم ما لم تتوقف الحرب وتعود الأمور إلى طبيعتها، لكن رغم ذلك هناك جهود إغاثية من الأشقاء في التحالف، ممثلة في الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة، وساهمت تلك المنظمات في الدعم الإنساني، لكن الوضع والأزمة الإنسانية أكبر من ذلك، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المساعدات الغذائية لا تصل إلى مستحقيها، ولكن بكل تأكيد هناك البلد يحتاج إلى وقفة وإنعاش حقيقي للوضع الاقتصادي حتى لا تروح الأمور إلى المجهول بأكثر مما هي عليه الآن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى