عدن قبلت الكل وأنتم لم تقبلوا كوادرها

> عدن وما أدراك ما عدن، حيث ظلم كوادرها رجالا ونساء، وحرموا من المناصب التي يستحقونها أو يتم استبعادهم عنها، فقط لأنهم ينتمون إلى عدن، ولا ندري ما هي الأسباب؛ هل هي لعنة أصابت أبناء هذه المدينة منذ 1967 إلى يومنا هذا؟

يبدو أن المسؤول الفاسد في وطني هو من يبقى في منصبه دون منازع أو يرقى إلى منصب أعلى تكريما لفساده العظيم هذه هي الحقيقة، حيث أصبح الفساد وسام شرف مُعلق في صدور كل المسؤولين الفاسدين -إلا من رحمه ربي- في هذا الوطن الموجوع.

المسؤول الفاسد ذو المنصب الرفيع لا يستطيع أن يتقبل وجود مسؤولين شرفاء لأن كيمياء المسؤول الفاسد لا تتطابق مع كيمياء المسؤول الشريف، هي معادلة ربانية فالخير لا يمكن أن يتوافق مع الشر، والجنة لا تقبل إلا العمل الصالح والنار مأوى لكل متكبر فاسد.

أصبح الهواء في مدينتي الجميلة عدن ملوثاً بهواء المسؤولين الفاسدين وهم (كثر) لا يريدون لهذه المدينة الطيبة وأهلها الطيبين الخير، وهؤلاء لا يريدون إلا تحقيق مصالحهم من خلال استغلال الوظيفة العامة أسوأ استغلال.

وأبشع أنواع الفساد عندما يمارس المسؤول (الكبير جدا) فساده على المسؤولين الشرفاء الذين يمارسون وظيفتهم بما يرضي الله هؤلاء يواجهون مشاكل جمة في عملهم من قبل المسؤولين الفاسدين الأعلى منهم، إما أن يكون فاسدا ويمشي على هوى مسؤولية الفسدة ويتقلد المناصب الرفيعة، أو يلتحق بحزب الشرفاء (خليك في البيت) كما قالها الزميل الأستاذ فاروق ناصر.

والشيء المؤلم في النفس عندما يكون المسؤول الشريف سواء أكان رجلاً أو امرأةً من مدينة عدن من الذين لا قبيلة لهم ولا عصبية لهم، تمارس في حقهم أبشع أنواع الظلم لأنهم تربوا ونشأوا على النظام والقانون من أيام المستعمر البريطاني (البغيض) لا يعرفون ممارسة طقوس الفاسدين، ولا يمكن أن يتعايشوا مع الفساد.

أقول لكل المسؤولين الشرفاء الذين ينتمون إلى هذه المدينة المغلوبة على أمرها، الذين أبعدوا من مناصبهم قهرا وعمدا، لأنهم رفضوا ممارسة الفساد أو اتهموا بالفساد بتقارير كيدية لأنهم رفضوا أن تكون مدينتهم عدن منبعا للفساد والفاسدين. اصبروا وصابروا فأنتم الغالبون مهما طال أمد الفساد وتطاول الفاسدون.

وأقول للمسؤولين الفاسدين: عدن قبلت الكل وأنتم لم تقبلوا كوادرها من رجالها ونسائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى