هل سيحقق العام الجديد آمال المواطنين؟ أم أن الحرب هي قدرهم الأبدي ؟

> استطلاع / فردوس العلمي

> يراه البعض نفقًا مظلمًا ويتمنى آخرون الأمن والاستقرار وانخفاض الأسعار
> غادرتنا 2022 وانطوت معها الكثير من الطموحات والأمنيات التي رافقتها الكثير من الإخفاقات وحالت دون تحقيقها، وقد فارقنا فيها أعزاء وأصدقاء والتقينا بآخرين، ليأتي علينا عام 2023 م عاما جديدًا يحمل كل طموحات العام المنصرم ونضيف اليه أمنيات جديدة.

هموم الناس كثيرة وإن سألتهم عن أمنياتهم للعام الجديد يبتسمون بسخرية ولسان حالهم يقول لم نحقق أمنيات سابقة لنحلم بتحقيق أمنيات جديدة ماتت حتى الأحلام في قلوب الكثير وأصبحت الناس تلهث خلف قوت يومها ولكن مازال الأمل يحدوا البعض ولسان حالهم أن فقدنا الأمل بالبشر لا نفقد الأمل بالله عز وجل.

"الأيام" التقت بعدد من المواطنين لمعرفة كيف ينظرون للعام 2023م

أحلامنا اغتيلت

خديجة سيف "أم احمد" امرأة في الستين من العمر قالت "لم نعد نحلم، اغتالوا الأحلام فينا فلم نعد نريد من الدنيا إلا الصحة والستر وتضيف بصوت موجع "أصبحت أحلامي أن أوفر وجبة لأبنائي وأحفادي حتى لا يموتوا من الجوع ".

تواصل خديجة السرد وتقول "زمان في بداية عام ونهاية عام كنا نفرح ونعيش حياتنا دون قلق لم نفكر بثياب عيد ولا مدارس ولا راشن رمضان كان كل شيء متوفر عبر مؤسسات الشركة التجارية الداخلية كانت الناس سواسية ولم نكن نحمل همَّ، لكن الآن ننام ونصحو على هموم قتلت فينا كل جميل وأصبحنا نسأل كل يوم ماذا نتعشى؟ تركتنا وهي تمسح دمعة وتقول "لا تقلب عليا المواجع ".

تشاطرها الرأي الأربعينية عزيزة سالم وتسأل "ماذا سيحمل لنا 2023؟ فحسب قولها الأيام هي نفسها، ولكن نحن من نتغير ونتدهور أو نرتفع ونعلوا فالأيام والسنين بريئة مما يحصل لنا فنحن البشر أكلنا بعضنا البعض".

عزيزة كانت تقف في محل بيع ملابس الأطفال وقالت عن السبب "تخيل اشتري ثياب العيد لأبنائي نقتنص فرصة التخفيضات فما كنا نشتري زمان بــ 2500 ريال من أفخم المحلات اليوم نشتريها من التخفيضات ومن نفس المحلات بــ 6000أو 8000 ريال لأنه سعرها قبل التخفيض يقسم الظهر لهذا نغتنم الفرص وأنت وحظك فهي بضاعة استوك مرمية في المخازن سنوات لعزوف المواطنين عن شرائها بسبب الارتفاع المجنون لأسعار الملابس التي جعلت الكثير من الأسر تعزف عن شراء الملابس لأطفالها ".

مجيد أحمد شاب في منتصف العقد الثاني بادرني بسؤال " ليش كملت السنة! وضحك وقال "عن أي طموحات وأحلام نتكلم والحرب فوق رؤوسنا فمند أن وعيت وعرفت نفسي وأنا أعيش في حالة حرب فأنا من مواليد 1990 م عشت وكبرت وأنا أبحث عن السلام نقرا عن السلام وحقوق الإنسان ولكن لا نرى غير الحروب والقتل والدمار وضياع طفولتنا وشبابنا ".

طموحات منتهكة

كثيرون هم من مات الطموح والأمل فيهم، فالأوضاع التي يعيشها المواطن أوضاع صعبة حقوق منتهكة وضائعة أفقدت الكثير الرغبة في طرح الأهداف ورسم الطموحات والخطط للعام جديد.

سلوى عثمان "أم أحمد" وهي أم لخمسة أبناء تقول "اصبحنا نخاف أن نحلم فكثير هي الفواجع التي مرت علينا في 2022 أفقدتنا الحلم فمنذ 2015 توقفنا عن الحلم فنحن كنا نحلم بدولة ونظام قائم لكن للأسف حُلمَنا أصبح كابوسا، وأصبحنا نخاف حتى من أقرب الناس إلينا بالرغم من ذلك نثق بأن الله سيغير الحال، فكل حقوقنا وطموحاتنا انتهكت فنحن نعيش حربًا سيئة، لا تسمع فيها طلق الرَّصاص ولكن ترى الدماء في الطرقات ونرى أفراد تختفي ولم نعلم أين هم؟ ونعيش أسوأ حرب، وهي حرب الخدْمَات ضيَّقوا علينا في كل شيء ".

وأضافت "أمنياتي وأحلامي لم تعد لي، بل أحلم أن يتحسن الوضع الخدمي في الوطن ليس من أجلنا ولكن من أجل أبنائنا وتتحسن الخدمات الصحية، والحمد لله بدأت بوادر الأمل تتحقق مع افتتاح مستشفى عدن العام، وأتمنى أن تستوعب الجميع، وأمنيتي أيضا أن يتحسن وضع التعليم ويتلقى أبناءنا العلم والأخلاق والتربية الصحيحة، ونقتل غول الغِشّ في مدارسنا وأتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في المنهج وإعادة مادة اللغة الإنجليزية من مرحلة الروضة فالعالم أصبح يتحدث الإنجليزية ".

الناشطة السياسية نعمه السيلي
الناشطة السياسية نعمه السيلي
الناشطة السياسية والمجتمعية نعمة علي أحمد السيلي تحدثت عن رؤيتها للعام الجديد 2023 وقالت "يصعب على المرء أن يتطلع إلى رؤية حول ما سيحمله العام الجديد عام 2023م، فمن الواضح أن الحرب هي قدرنا الذي سنواجه فيه عامنا الجديد إذ لا يبدو في الأفق أي مؤشر لحل جذري لما نعيشه على مدى الثمان سنوات الماضية وسنة أخرى باتت على الأبواب".

وقالت "أمالنا بالسلام بعيد المنال وانتصار أي طرف في حربه على الآخر أيضا بعيد المنال فواقع الحال يقول أن الأمور ستبقى على ما هي عليه بين الأطراف المتصارعة فلا غالب ولا مغلوب ولا يلوح في الأفق أي حسم عسكري ولا إمكانية لأي تسوية سياسية أو هدنة".

وعن السبب قالت "لأن الجميع لا يمتلك قراره بسبب طبيعة الحرب الذي اتخذت بعدًا إقليميا ودوليا وأصبحت الدول المسيطرة على القرار الدُّوَليّ هي من تحدد متى وكيف ستنتهي الحرب؟

وحسب قولها "ما يجري على أرض الواقع هو صراع قوي ونفوذ إقليمي ودولي ومصالح الدول المتحكمة بالقرار الدولي هي من تحدد بوصلة الصراع والقوى المحلية مجرد أدوات تنفذ ما تؤمر به".

وأضافت "لهذا لا يمكننا التنبؤ بما ستؤول إليه الحرب لأنها مرتبطة بمصالح الدول على المستوى الإقليمي والدولي والمرجح أن يتخذ الصراع طابع الاستمرار إذا تقاطعت مصالح تلك الدول المنخرطة في الصراع فهم اللاعبون الأساسيون والموجهون لهذه الحرب ".

وأكدتا السيلي بانه لا حل يلوح بالأفق إلا إذا توافقت هذه الأطراف على ضمان مصالحها".

وقالت "أي انطباعات إيجابية بالعام الميلادي الجديد في ظل ما نعانيه من حياة الذل والمهانة وويلات الحرب والماسي والظلم الذي يعانيه الغالبية العظمى بسبب تحكم فئة كتب عليها قيادة هذه البلاد لكنها لا تمتلك قرارها لأنها لا تعي معنى القيادة والمسؤولية وما يجب عمله لانتشال الأوضاع المأساوية التي يعانيها هذا الشعب على مدى ثمان سنوات ولم يلمس أي خطوة إيجابية لتصحيح أوضاع البلاد بل المشاهد أن الأزمات التي يواجهها الشعب تزداد يوما بعد يوم إلى حد أن الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن تبحث وتتمنى أن تجد طريقة تضمن له ولأفراد عائلتها الحياة الكريمة".

وقالت "إن السلام مطلب أساسي وجوهري لمعظم المواطنين من أبناء هذا الوطن لأننا ندرك جيدا بأن ما سيتحقق بالسلام أكثر بكثير عما ستحققه الحرب المدمرة".

وأكدت على ضرورة وأهمية أن يتوصل الفرقاء إلى الحل وذلك في الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار للتوصل إلى اتفاق ورؤية موحدة لإخراج الوطن من أتون الحرب وتغليب المصلحة العامة للوطن على المصالح الذاتية الضيقة التي لم نجنِ منها سوى الويلات فكلنا نعلم أننا في وطن مستباح وثروات تنهب دون وجه حق فلا طريق أمامنا غير طريق التوافق والتكاتف لاستعادة حقنا المسلوب وبناء دولتنا المنشودة، دولة النظام والقانون الذي هي مطلب كل وطني شريف".

أمنيات وطموحات للأمن وسلام

د. فهمي القشاش
د. فهمي القشاش
الدكتور فهمي القشاش متفائل بالعام الجديد وقال "ها قد جاء عام جديد، أتمنى من الله أن يكون هذا العام عامًا مميزًا لكلّ الأحبة والأصدقاء، وأن يكون بداية رائعة لكل الأحلام الجميلة التي ينتظرها الجميع ولكل الوجوه الباسمة والأحاديث المتفائلة والنوايا الجميلة".

وخاطب د. فهمي المواطنين ناصحاً بأن يستقبلوا العام الجديد بحب وسلام حيث قال "استقبلوا السنة الجديدة2023 بكل حب وسلام ورضا وأمل وكونوا واثقين بربكم".

وتمنى في ختام حديثة أن تنعم البلاد بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار والرخاء متمنيا عام سعيد للجميع.

الشاعر أنور عمر
الشاعر أنور عمر
الشاعر أنور عمر أبو هاني يؤكد في حديثة بأن الأمل بالله عظيم وقال "نحن وبفضل الله لم نفقد الأمل سوف تأتي أيام جميله تصبح فيها هذه الأيام مجرد ذكرى عام2023 م عام سيحمل الخير وسيكون عام السلام بإذن الله".

وعن طموحاته الشخصية قال "بحكم سني فانا في الستينيات عندي طموح ومن طموحات وآمالي أن أزوج آخر أبنائي و أطبع أعمالي الأدبية(شعر) في ديوان فأنا عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين".

د. ابتهاج سعيد الخيبه
د. ابتهاج سعيد الخيبه
د. ابتهاج سعيد محمد احمد الخيبة ترسل عبر صحيفة "الأيام" التهاني والتبريكات بحلول العام الميلادي الجديد 2023م متمنية أن يكون هذا العام عام السلام والأمان والتقدم والازدهار ليس في اليمن وحسب بل في كل العالم وأن تكون كل الأمور طيبة"، ولدى د. ابتهاج الكثير من الأمنيات التي تتمنى أن تتحقق على أرض الواقع حيث قالت عن آمالها وأمنياتها "نأمل أن ينتهي شبح الحرب في هذا الوطن الذي أنهكته الحروب المتواصلة وأن يكون هناك أمان وإيجاد حل لمشكلة اليمن السياسية لمصلحة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً ".

قالت "أني كامرأة ومواطنة في المحافظات الجنوبية أتمنى من الله عز وجل أن يحقق لنا الأمن والأمان والاستقرار وتتحسن ظروفنا المعيشية وتخف الأسعار الجنونية وأن ترتفع العملة وتتوحد ما بين الشمال والجنوب ويتحسن المستوى المعيشي على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وصحياً وتعليمياً وخدماتياً ".

وتتمنى أيضا للشباب الذي حضرت حفل تخرجهم من الجامعة أن يوفقهم الله في أعمالهم وكل خريجي الجامعة وأن يكون هناك مخرج لهم في الوظيفة ويعيشوا حياتهم الطبيعية و يحقق لكل أب وأم أمنياتهم في حياة افضل".

وعلى المستوي الشخصي قالت "أن يوفق الله أولادها ويحقق لهما ما يتمنوه وأن يعيش أحفادي الجيل القادم بخير وأمان واستقرار وأن تكون حياتهم ميسرة أسوة ببقية الشعوب التي يعيش أطفالها برخاء".

أ. عثمان مثنى
أ. عثمان مثنى
التربوي القدير عثمان مثنى يتمنى الخروج من النفق المظلم وقال "أتمني أن يسود الخير والأمان ونخرج من هذا النفق المظلم الذي لا نرى فيه بصيص للنور، على الرغم من هذا نتفاءل ونقول يارب".

وعن الطموحات والأمنيات قال "طموحاتي الشخصية هي أن أرى عموري وعثمان الصغير ومن في سنهم أن يعيشوا بسعادة وأمان ويكون مستقبلهم أفضل".

وعن الحرب الدائرة قال "الحرب تتوقف! وكيف تقسم الغنائم ولمن؟ الآن يتنافسون بينهم البين وإن شاء الله شرهم لهم والخير لنا والله قادر على كل شيء".

سفيرة السلام والنوايا الحسنة أفراح جابر
سفيرة السلام والنوايا الحسنة أفراح جابر
سفيرة النوايا الحسنة أفراح جابر تتمنى في عام 2023 م على المستوى العام أن يكون اليمن يمن حديث ومتطور ومستقر وأن تسود الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة وتطوريها وتحقيق العدالة والتنمية وإيجاد العيش الكريم للمواطن اليمني وتحقيق الأمن والأمان وإعادة هيبة الدولة وأن يعم السلام في أنحاء اليمن وأن يكون هذا العام عامًا مميزًا وأن تعود اليمن في رخاء العيش و يكون جميع الأحبة والأصدقاء في خير، و بداية رائعة لكل الأحلام الجميلة التي ينتظر الجميع تحقيقها.

وعن الأمنيات على المستوى الشخصي قالت "طموحي أن أكون في خير وسعادة وتحقيق جميع أحلامي، وأن تعيش عدن في أمن وأمان وسلام وأن تستقر العملة وتنخفض أسعار المواد الغذائية وترتفع رواتب الموظفين".

خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى