جهود أممية أمريكية لإنقاذ هدنة اليمن التي وصلت إلى نقطة حرجة

> عدن "الأيام" العرب

> ​قالت مصادر سياسية يمنية مطلعة إن زيارة المبعوثين الأممي هانس غروندبرغ والأميركي تيموثي ليندركينغ إلى العاصمة السعودية الرياض ولقائمها برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي على صلة وثيقة بنتائج الوساطة العمانية لتمديد الهدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين والمفاوضات التي تجري في العاصمة العمانية مسقط والتي وصلت إلى نقطة حرجة في ظل تشبث الحوثيين بمطالبهم.

وأشارت المصادر إلى أن الجهود الأممية والأميركية المتزامنة تأتي كمحاولة لإنقاذ المفاوضات ومنع تجدد الحرب التي باتت تلوح في أفق الأزمة اليمنية مع وصول كل جهود إحياء المسار السياسي إلى طريق مسدود.

وعن توقعاته لمصير الهدنة في اليمن في ظل المؤشرات المتزايدة على عودة شبح الحرب، ربط إياد قاسم مدير مركز سوث 24 للأخبار والدراسات استمرار الهدنة بما أسماه “استمرار التنازلات التي تقدمها الحكومة المعترف بها دوليا لميليشيات الحوثيين”، حسب وصفه، مشيرا إلى أن “هناك طرفا وحيدا استثمر الهدنة لصالحه فقط هو الحوثي، بينما الهدنة منهارة عمليا في جنوب اليمن والمناطق المحررة، حيث لا تزال جميع موانئ ومرافق النفط تحت طائلة القصف الحوثي، الأمر الذي شل القدرة الاقتصادية للحكومة، ويهدد بانهيار اقتصادي كبير”.

وعن احتمالات نجاح الجهود الأممية والأميركية في إنقاذ الهدنة، تابع قاسم “أي مساع لتمديد الهدنة لا تضع الحسابات الخاطئة التي قادت إلى هذا الواقع في الحسبان ستضاعف وترحل التهديدات إلى مراحل مقبلة. إذا ما كانت ستنجح الجهود الدولية في إبرام هدنة جديدة أو تمديدها بالشروط السابقة، فهذا خاضع لعدة اعتبارات من أبرزها التوافق بشأن ذلك داخل المجلس الرئاسي، ووجود آلية لمنع تكرار إخفاقات الهدن السابقة، ومدى تواؤم المصالح الحوثية – الإيرانية، وقدرة السعودية على وضع إستراتيجية واضحة للجمع بين مصالحها الخاصة والمصالح الأساسية لليمنيين”.

واستبعد قاسم في ختام تصريحه لـ”العرب” العودة إلى مواجهات عسكرية واسعة النطاق خصوصا مع السعودية، لافتا إلى وجود تهديدات حوثية لمرافق النفط وخطوط الملاحة الدولية في الجنوب قد تستمر لتحقيق أكبر قدر من التنازلات العسكرية، وربما قد تندلع مواجهات في جبهات بعينها بهدف تسخين المشهد بشكل عام.

وحول نجاح جهود اللحظات الأخيرة التي يبذلها المبعوثان الأممي والأميركي لمنع انهيار الهدنة وتجدد العنف في ظل المؤشرات المتزايدة على استعداد أطراف الصراع لخوض جولة جديدة من المواجهات المسلحة، أشار الباحث السياسي اليمني ومدير المرصد الإعلامي رماح الجبري إلى أن مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية تشهد حالة احتقان شعبية واسعة ونقمة ضدها، كون الهدنة كشفت الميليشيا وأظهرتها كعصابة لا تهتم لمصالح المواطنين وتتذرع بما تسميه العدوان لقمع المواطنين ونهب موارد الدولة خلال السنوات الماضية، ولذلك تسعى الميليشيا الحوثية لانتزاع مكاسب مادية بصرف الرواتب بهدف إسكات المواطنين في مناطق سيطرتها والتخفيف من معاناة الكثير من الناقمين ضدها أو قد تلجأ إلى استئناف المعركة العسكرية لذات الهدف وهو إسكات وقمع المواطنين بحجة أنها تخوض معركة ضد دول ما تسميه “العدوان”.

ورجح الجبري في تصريح لـ”العرب” عدم ذهاب الميليشيا الحوثية نحو الخيار العسكري في هذا التوقيت، حيث يرتبط تصعيدها بمحاولة ابتزاز المجتمع الدولي والإقليمي وتحالف دعم الشرعية أملاً في تحقيق مطالبها بما فيها صرف رواتب العسكريين من مقاتليها التي وصفها المبعوث الأميركي بأنها مستحيلة وتمثل إهانة للمجتمع الدولي.

واعتبر الجبري أن الحرب الاقتصادية التي يمارسها الحوثيون على الحكومة الشرعية باستهداف الموانئ ووقف تصدير النفط تعد ورقة أكثر قوة من استئناف المعارك العسكرية في الجبهات، لاسيما وأن الميليشيا الحوثية حاولت تغيير واقع المعركة وإسقاط مأرب خلال السنوات الماضية وعجزت عن ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى