صحة صنعاء: 80 طفلا من حديثي الولادة يموتون يوميًا بفعل قلة الأجهزة والأدوية

> صنعاء «الأيام» القدس العربي:

> لا يمر يوم دون أن نستقبل أكثر من عشر حالات من المواليد يطلب الطبيب إجراء أشعة مقطعية للدماغ، وتُظهر النتائج إصابتهم بضمور في الدماغ نتيجة أسباب كثيرة منها عدم توفر رعاية صحية للأم خلال الحمل، بالإضافة إلى الولادة بالمنزل بدون قابلة ما ينعكس على صحة المولود” يقول فياض الدبعي، طبيب أشعة في أحد مراكز التشخيص في صنعاء".

فيما يقول محمد الصالح، طبيب أطفال، لـ "القدس العربي": "يدفع الأطفال والنساء الثمن الباهظ لهذه الحرب، وتظهر معاناة الأطفال، وخاصة المواليد بوضع مخيف نتيجة تردي وضع الرعاية الصحية الإنجابية مع توقف نصف المرافق الصحية جراء الحرب، وثانيًا لضعف الوضع المادي لرب العائلة ما يجعله عاجزًا عن نقل الأم للولادة في مستشفى وتصير الأم عرضه للوفاة أو تعرض المولود للوفاة أو الإصابة بمشاكل صحية، وهي المشاكل التي تُصيب الأطفال حتى بعد ولادتهم نتيجة سوء التغذية الحاد ما يجعلهم أكثر عرضة لكثير من الأمراض".

يأتي هذا في ظل الدمار الذي ألحقته الحرب بالمنشآت الصحية، حتى أن نصفها لا يعمل حاليًا في اليمن، مع قلة عدد القابلات المؤهلات، وخاصة في الأرياف، بالإضافة إلى تردي الوضع المعيشي، ما يتسبب أحيانا بوفاة الأم وأحيانا بوفاة الوليد.

تؤكد تقارير دولية أن العواقب الإنسانية للصراع المستعر في اليمن منذ ثماني سنوات قد أدت إلى زيادة عدد الأطفال الخدج أو منخفضي الوزن عند الولادة وتزايد عدد النساء اللائي يعانين من نزيف حاد بعد الولادة.

ونتيجة لتراجع خدمات الرعاية الصحية الأولية جراء الحرب فقد ارتفعت مؤشرات وفاة الأطفال الخُدّج وإصابة بعضهم بأمراض ترافقهم مدى العُمر كالشلل الدماغي.

في المؤتمر الطبي العلمي الثالث حول أمراض حديثي الولادةـ الذي نظمه مستشفى السبعين بصنعاء، قال وزير الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ (غير معترف بها) طه المتوكل، إن خمسين % من الأطفال الخدج يتوفون بفعل تداعيات العدوان (غارات التحالف) والحصار، وأضاف الوزير أن غارات التحالف تسببت في قتل وجرح أكثر من 16 ألف طفل وامرأة.

وحسب الإحصائية التي أعلن المسؤول الصحي في صنعاء، فأن 80 طفلا من حديثي الولادة يموتون يوميًا بفعل قلة الأجهزة والأدوية والخبرات الطبية التي تسبب بها الحصار، مبينا أن الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي يقدر بقرابة 2000 حضانة بينما يتوفر منها 600 حضانة فقط.

وأشارت مديرة مستشفى السبعين في صنعاء، ماجدة الخطيب، إلى أن (غارات التحالف) والحصار قد تسبب بارتفاع نسبة الوفيات بحضانات المواليد بالمستشفى إلى 2.277 مولودا من إجمالي أكثر من 12.318 مولودا منذ عام 2016.

وحسب كلمة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" التي ألقاها في المؤتمر، حسن كبير، فأن إحصائيات الأمم المتحدة في اليمن تؤكد وفاة 25 ألف طفل سنويًا أي وفاة طفل كل عشر دقائق، وحسب المنظمة فاليمن يسجل أعلى معدلات وفيات الأطفال في الشرق الأوسط.

وسجلت إحصائيات الأمم المتحدة في اليمن وفاة 60 طفلًا من كل 1000 مولود حديث الولادة.

الجدير بالذكر أن 20.7 مليون يمني بحاجة للمساعدات منهم 11.3 مليون طفل.

وتشير التقديرات إلى أن امرأة يمنية تموت كل ساعتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة، وتعاني 20 أخريات من إصابات أو التهابات أو إعاقات يمكن الوقاية منها.

في حين أن عدد النساء والأطفال حديثي الولادة الذين ماتوا لأسباب مرتبطة بالحمل والولادة منذ بدء الأزمة لا يزال غير معروف، فقد ارتفعت معدلات الوفيات بشكل شبه مؤكد – وهذا في بلد يعاني بالفعل من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة.

قالت لطيفة البالغة من العمر 24 عامًا والمتزوجة في سن 16: "لقد انتظرت طفلي البكر لمدة ثماني سنوات، كنت أنا وزوجي سعداء عندما أصبحت حاملا، لكن عندما حان الوقت، لم أستطع الذهاب إلى المستشفى".

وحسب تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد توقف ما يقرب من نصف المرافق الصحية في اليمن عن العمل، مما أدى إلى عزل النساء الحوامل عن رعاية التوليد في حالات الطوارئ، حتى النساء اللواتي يعشن على مسافة قريبة من مرفق طبي عامل لا يستطعن في كثير من الأحيان تحمل تكاليف خدمات صحة الأم.

قالت لطيفة، في تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "لذلك قررت أن أنجب في المنزل، عندما حان الوقت، ذهبت والدتي لإحضار جارتنا، قابلة، تأخروا، وتوفي الطفل بداخلي، لقد ولد أزرق، ميتا".

وفق الأمم المتحدة يحتاج ما يقدر بنحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب إلى المساعدة في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك رعاية ما قبل الولادة، وخدمات الولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة، وتنظيم الأسرة والرعاية التوليدية الطارئة ورعاية الأطفال حديثي الولادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى