رسائل إيجابية ومقاربة إقليمية.. ما دلالات إيران بشأن لبنان والسعودية؟

> "الأيام" غرفة الأخبار

> ​وسط استمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، أطلق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رسائل إيجابية من بيروت، بشأن عدم تدخل بلاده في الشأن اللبناني، وتطلعه لتطبيع علاقاته مع المملكة.
تصريحات الوزير الإيراني مهمة باعتبار طهران من اللاعبين الأساسيين في لبنان، كما أنها جاءت على عكس المتوقع، حيث لم يزيد من حدة الأزمة خلال حديثه عن الأزمة السياسية هناك.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عقب لقائه مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، أن إيران لا تتدخل في شؤون لبنان، كما أن لديها النية والإرادة اللازمتان لتطبيع العلاقات مع السعودية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية التصريحات الإيرانية من لبنان، ومدى إمكانية أن تساهم في تقليل حدة الأزمة، لا سيما بعد مغازلتها للسعودية والتي تلعب دورًا هامًا في استقرار الأوضاع السياسية ببيروت.
  • تصريحات إيجابية
اعتبرت المحللة السياسية اللبنانية، ميساء عبد الخالق، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني التي أطلقها من بيروت حملت رسائل إيجابية للمملكة، وتطرقت إلى الحوارات التي جرت في بغداد للتصالح، هذه الإشارات والتصريحات كانت إيجابية ورحبت بعودة العلاقات بين إيران والمملكة، وبددت مخاوف البعض من الزيارة وإمكانية أن يطلق الوزير مواقفًا نارية من لبنان يزيد من أزماته السياسية.

وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، تصريحات وزير الخارجية الإيراني تعد مغازلة للمملكة من بيروت، وطهران توجه رسائل إيجابية للسعودية، بعد سلسلة من الحوارات الثنائية بينهما، التي جرت في العاصمة بغداد ، وخلال مؤتمر العراق 2 الذي عقد مؤخرا في الأردن، اتفقت الدولتان على استمرار الحوار الذي يمكن أن يؤدي لتطبيع العلاقات.

وقال الوزير الإيراني في خضم حديثه أيضا أن بلاده لا تتدخل بالشأن اللبناني، بعد سؤاله عن الفراغ الرئاسي، وعلى الرغم من أن جزءًا كبيرًا من اللبنانيين على المستوى الرسمي والشعبي يرون عكس ذلك، يمكن أن يؤكد الحديث عدم تدخل إيران في الشأن اللبناني في هذا التوقيت على الأقل.
ولفتت إلى أن وزير خارجية إيران نفى تدخل بلاده بالشأن الداخلي اللبناني، وقال إن بلاده لا تتدخل بحال من الأحوال في الأمور الداخلية للبنان الشقيق ودعا إلى تلاقي وتحاور كل التيارات السياسية اللبنانية من أجل التوصل لحل لمسألة الشغور الرئاسي.
  • مقاربة إقليمية
بدوره قال المحلل السياسي اللبناني، داوود رمال، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني وإطلالته وتصريحاته في لبنان، يمكن قراءتها بزاويتين؛ الأول بأن ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني موضوع كليًا في عهدة "حزب الله"، ولا داعي لمراجعة إيران في هذا الملف، وسبق وأن تحدث مع القيادات اللبنانية حول هذا الأمر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إيران خرجت كليًا من ملف الاستحقاق الرئاسي على قاعدة أنها لا تريد ورقة ضغط يظن البعض أنها تستطيع هي استخدامها بينما تستخدم ضدها في معالجة الملفات الإقليمية.

أما الزاوية الثانية، فقد تكون الزيارة لتحضير الأجواء اللبنانية، وإرسال الرسائل للحلفاء أكثر منها للخصوم، للقول بإن هناك أجواءً قد تفتح الباب على تحولات مرتقبة جذرية في العلاقات الإقليمية بين إيران والسعودية ودول الخليج.

ويرى أن الدبلوماسية الصامتة التي تقودها سلطنة عمان، قد تكون أثمرت عن نتائج على صعيد تنقية العلاقات العربية الإيرانية، وأنه لا بد من إشاعة هذه الأجواء من لبنان، والذي استخدم كرأس حربة في الصراع المحتدم الذي استمر منذ عام 2013 بين إيران والدول العربية على رأسها السعودية، على خلفية المواجهات في الساحة العراقية واليمنية والسورية.

وأكد أن الزيارة تقرأ بوجهة إيجابية وليست سلبية، باعتبار أن أي تحول أو ترتيب لتسويات إقليمية تنهي الأزمة السياسية في لبنان مهمة وضرورية.
وأعلن عبد اللهيان عقب لقائه مع نظيره اللبناني أن إيران ستبقى دائما وأبدا الصديق الصدوق الوفي للبنان في السراء والضراء على حد سواء.

وأشار عبداللهيان إنه "تداول مع بو حبيب حول أفضل السبل الآيلة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحة، لأننا نعتقد أن هذا التعاون ينعكس إيجابيا على مصلحة البلدين والشعبين".
وصرح عبد اللهيان، بالقول: "لدينا النية والإرادة اللازمتان لتطبيع العلاقات مع السعودية ولكن نعتقد أن الجانب السعودي ليس لديه الاستعدادات المطلوبة لعودة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي".

وأضاف: "لقد أجرينا حتى الآن خمس جولات من المحادثات الهامة مع السعودية في بغداد، وکذلك أجریت في مؤتمر بغداد 2 في الأردن محادثة وجیزة مع وزير الخارجية السعودي، وكان هناك إجماع بين الجانبين على أن المحادثات يجب أن تستمر بین البلدین".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى