هل أصبح أهالي عدن أقليات؟

> قال لي رجل مسن من أهالي عدن الطيبين: هل أصبحنا في عدن من الأقليات؟ قالها والكلمة تخنقه وعيناه تدمعان، كان موقفاً صعباً بالنسبة لي تمنيت لو أن الأرض تبتلعني، لا أعرف كيف أرد على سؤاله.

ولكني قلت له لقد أصبح أهالي عدن غرباء في مدينتهم عدن، -وأرجو ألا يفسر كلامي على أنه مناطقية- ولكنها الحقيقة حيث أصبح أبناء عدن مهمشين من كل شيء، ولا أدري لماذا توجعهم ويغضبون من كلمة (أبناء عدن) هي كلمات مثل آلاف الكلمات؟

في كل المحافظات الجنوبية المحررة تجد من يشغلون المناصب الرفيعة من أبناء المحافظة نفسها إلا في عدن الكل يزاحم أبناءها على المناصب الرفيعة وحتى المتوسطة وكأنهم يستكثرون على أبناء عدن هذه المناصب، انظروا إلى الوظائف الحكومية داخل عدن تذهب لمن وهذا ظاهر للعيان، ولا يحتاج إلى جدالا.

لكم الله يا أهالي عدن الطيبين، حتى فلذات أكبادهم حرموا من الوظائف الحكومية فهي محرمة عليهم وحُرم أولادهم من الابتعاث الخارجي للدراسة، لأن آباءهم ليسوا من أصحاب المناصب الرفيعة لإدخال أبنائهم مع كشوفات أبناء أصحاب المناصب الرفيعة الذين هم أساسا من خارج محافظة عدن وكما قلت هذه ليست مناطقية ولكن يا سادة (العدالة في الظلم مساواة).

إنهم لم ينصفوا أبناء هذه المحافظة، فالكل ينظر إلى أبناء عدن وكأنهم ليسوا من أبناء العاصمة التي قبلت الكل وأنتم لم تقبلوا كوادرها ولا أهلها الذين عاشوا مئات السنين في هذه الأرض الطيبة.

كل مسؤول تم تعيينه في عدن وهو من محافظة أخرى يأتي بالحاشية من أهله وأهل منطقته (إذا ما كان أغلب أهالي منطقته) وهي حقيقة مؤلمة، التمسها كل أهالي عدن، وليس من الآن فقط، بل من عقود مضت.

وحتى وإن قبلوا تعيين كادر أو اثنين أو ثلاثة من أبناء عدن، فذلك حتى لا يقال إن أصحاب السلطة همشوا أهالي عدن، ولكن في الأساس يكون منصب هؤلاء الكوادر الذين عينوا (ديكوراً) فقط ومنزوعاً من كامل الصلاحيات، وكما يقال في المثل (كوز مركوز) فقط لكي يعطوا انطباعاً أنهم يعينون أبناء عدن.

لكم رب اسمه الكريم يا أهالي عدن اصبروا وصابروا، وقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل في الذين أوصلوا مدينة عدن إلى هذا الوضع المأساوي، وأذاقوا أهلها الذل والهوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى