محللون: مؤشرات إيجابية على قرب عودة العلاقات بين السعودية وإيران

> "الأيام" غرفة الأخبار

>
​بعثت تصريحات وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بشأن التواصل بين الرياض وطهران برسائل إيجابية حول العلاقات بين البلدين، أنعشت الآمال في عودة جادة للتفاوض المتوقف منذ أبريل/نيسان من العام الماضي 2022.

هل اقتربت السعودية وإيران من إعادة العلاقات المتوترة منذ سنوات وتأثير ذلك على ملفات المنطقة؟
بدايةًَ، يقول د.عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي، "قبل أن ننظر إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، خلال كلمته في جلسة في منتدى دافوس- والتي قال فيها إن المملكة تواصلت مع إيران وتحاول إيجاد طريق للحوار- على أنها دعوة للحوار المباشر، أعتقد أن هذا التصريح هو استمرار للجهود السعودية والخطاب الرسمي للملكة في عدة مناسبات، سواء من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أو ولي العهد ثم وزير الخارجية، حيث تم رصد تلك الرسائل الإيجابية منهم جميعا للحوار مع إيران، ومد يد السلام والتقارب والحوار والتعاون من أجل المنطقة".
  • رغبة أم تكتيك
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "لكن ما يقلقني كثيرا في هذه المرحلة، ربما صدور بعض الإشارات الإيجابية من طهران حول التقارب، وأنا أنظر لها كمحلل سياسي بأنها "تكتيك" وليس عمل استراتيجي في هذه المرحلة، نظرًا لأن إيران تمر بالكثير من العواصف الداخلية والخارجية، لذلك رأت أن تنحني لتلك العواصف وتحاول أن تصفر مشاكلها مع المنطقة".

وتابع العساف: "نحن نريد أن يكون هذا الحوار من الجانب الإيراني هدفا استراتيجيا وليس تكتيكيا مرحليا، من أجل الخروج من عنق الزجاجة التي تمر بها في هذه المرحلة".
  • النظام العالمي
وقال المحلل السياسي: "أعتقد أن الخليج في المرحلة القادمة مقبل على تطور جديد ونوعي والمنطقة بشكل عام، وفق تشكيلات النظام العالمي الجديد"، مضيفا: "أصبح العالم اليوم أكثر قدرة على تحديد رؤيته المستقبلية بعيدا عن نظام القطبية أو الانتظام بمنظومة دولية".

واعتبر العساف أن "الخليج اليوم وإيران أدركا جيدا أن تكاليف السلام أقل بكثير من تكاليف الحرب، وأن تلك الجهود يجب أن يتم توجيهها إلى التنمية، وأن طهران يجب أن تؤمن بأن العقيدة التي تؤمن بها لا يمكن فرضها بالقوة، كما لا يمكن أن تتعايش مع النظام العالمي الجديد ولا يمكن تطبيقها".
وطالب إيران بأن تغير من استراتيجيتها وأفكارها لكي تصبح دولة وليس ثورة.
  • تقدم ملموس
في المقابل، يشير د.حسن هاني زاده، المحلل السياسي الإيراني، إلى أن المفاوضات بين السعودية وإيران عمرها أكثر من 20 شهرا في العاصمة العراقية بغداد بين وفدين من الرياض وطهران، وقد أحرزت تلك اللقاءات تقدما ملموسا فيما يتعلق بالجانب الأمني والاجتماعي وعودة العلاقات السياسية بين البلدين.

وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن "الظروف الإقليمية والأزمة في إيران عرقلت المسار لبعض الوقت، خاصة وأنه كان هناك تدخل من بعض الدول الإقليمية، وكذلك الإعلام السعودي الذي أجج الصراع داخل إيران و فاقم الأزمة، وهنا توقفت المفاوضات".

وتابع زاده: "لكن بعد اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في الأردن على هامش مؤتمر (بغداد 2)، تم التوصل إلى صيغة مشتركة لاستئناف المفاوضات مجددا بين السعودية وإيران في بغداد بإشراف الحكومة العراقية".
وبحسب المحلل السياسي، هناك أمل في التوصل إلى اتفاق وإلى سلام بين إيران والسعودية وعودة العلاقات بين البلدين.
  • الحرب اليمنية
ووصف زاده تصريحات الخارجية السعودية بـ "الإيجابية"، مؤكدًا أن الجانب الإيراني لديه رغبة للتوصل إلى اتفاق وعودة المفاوضات تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وحول علاقة التهدئة في اليمن بالتصريحات الإيجابية السعودية، يقول المحلل السياسي: "الحرب والصراع الدائر بين اليمن والسعودية هو ربما صراع قديم جديد، لكن السعودية أعلنت من جانب واحد وقف إطلاق النار بينها وبين اليمن، وهناك رغبة لدى الجانبين سواء في الرياض أو صنعاء لإنهاء الصراع، لأن السعودية تكبدت خسائر وأيضا الشعب اليمني تكبد خسائر جسيمة".

وأضاف في هذا الصدد: "لذا هناك بادرة من قبل السعودية ومن سلطنة عمان التي تتوسط لإنهاء الحرب، وربما هذه الأمور تصل بالطرفين لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وقد تترك أثرا إيجابا على مجريات الأحداث في المنطقة، ومنها العلاقات بين السعودية وإيران".
ولفت زاده إلى أنه بطبيعة الحال، كل الملفات مرتبطة ببعضها بعضا سواء في لبنان وسوريا والعراق، هذه الأمور متشابكة ومتشابهة والعلاقات بين الرياض وطهران لها تأثير على كل الأحداث في المنطقة.
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، إن المملكة تواصلت مع إيران، لافتًا إلى أن الرياض تحاول إيجاد مسار للحوار مع الجميع.

وأضاف، خلال كلمته في جلسة في منتدى دافوس شارك فيها وزراء خليجيون وأوروبيون: "الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة... ونحاول إيجاد مسار للحوار مع الجميع ونركز على التنمية".
كما اعتبر وزير الخارجية السعودي أن "التركيز على التنمية بدلا من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران والآخرين بأن هناك مسارات أخرى للرخاء المشترك".

كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال قبل عدة أيام، إن "السعودية لم تتوفر لديها الإرادة الكافية بعد لعودة العلاقات مع إيران".
وصرح عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى لبنان: "لدينا النية والإرادة اللازمة لتطبيع العلاقات مع السعودية ولكن نعتقد أن الجانب السعودي ليس لديه الاستعدادات المطلوبة لعودة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي"، حسب وكالة الطلبة الإيرانية "إسنا".

وأضاف: "لقد أجرينا حتى الآن خمس جولات من المحادثات المهمة مع السعودية في بغداد، وکذلك أجريت في مؤتمر بغداد 2 في الأردن محادثة وجيزة مع وزير الخارجية السعودي، وكان هناك إجماع بين الجانبين على أن المحادثات يجب أن تستمر بين البلدين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى