مدرسة في البريقة تقرع أجراس الانهيار وإدارتها تستغيث لإنقاذها

> عدن «الأيام» علي الصبيحي:

> انطلاقة متعثرة بدت منذ الوهلة الأولى للعام الدراسي 2022 - 2023 عقب إضراب مفتوح نفذه معلمو المدارس في عدن قبل بدء العام الدراسي احتجاجا على تدهور أوضاعهم المعيشية وتجاهل مطالبهم الحقوقية في ظل انسلاخ الحكومة عن إحساسها ومسؤولياتها تجاه الأجيال الأمر الذي أثار حفيظة سلطة المجلس الانتقالي وحرك ضمير الوطنية الخالصة لديه ممثلة بتدخل عيدروس قاسم الزبيدي ووزير الدولة محافظ عدن أحمد حامد لملس بعملية قيصرية لإنقاذ المشهد بمنح الأساتذة زيادة طفيفة على الراتب بعيدا عن موازنة الدولة وهيكلة الأجور إلا أن تلك اللفتة الوطنية لم تكن كافية لنيل المطالب من وزارة التربية والتعليم ووزارتي الخدمة المدنية والمالية التي رأى المعلمون أن حقوقهم لا تؤخذ من بين أيديهم إلا غلابا.

ذاك هو حال المشهد التربوي في عدن والمناطق المحررة بعد انطلاق العام الدراسي بأساتذة منهكين وبيئة تعليمية غير ملائمة لم يكن القطاع التعليمي معها بقادر على الصمود في ذاك الوضع الصعب.


ومصير الطلاب من جهة أخرى مهدد أيضا لم يسعفه وضع معظم أولياء الأمور المعيشي الذي غدا هو الآخر في الحضيض بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد وأدت إلى انهيار مالي كبير أثّر على القطاع التربوي أيضا فأودى بسقوط صرح هذه المؤسسة وتهدم أركانه.

مدرسة النصر للتعليم الأساسي في صلاح الدين بالبريقة لا بصيص أمل لها في نهاية هذا النفق المظلم فكل مدرسة هناك تحاول حل مشكلتها من خلال الخيّرين والأصل ألا يتضمن عمل إدارتها البحث عن ممولين لدعمها فهذا عمل الدولة لا عمل المعلم والناظر ولا حتى أولياء الأمور الذين أضحى كل منهم يبحث عن حلول بديلة ولا حلول جذرية تلوح في الأفق لاسيما والأعوام الدراسية منذ سنوات مهددة وتقبع على حافة الانهيار ولم يحرك القطاع التربوي ساكنا لإنقاذ وطن ربما سيقعد أبناؤه الحالمون في المنازل ينتظرون سنوات التجهيل القادمة وليست منهم ببعيد.

مدير مدرسة النصر الأساسي محمد الحسني أوضح بأن الوضع لم يعد يقوى على الصمود فالمدرسة التي تزدحم بأكثر من 600 طالب غدت مكتظة بطلاب المرحلة الأساسية من السابع حتى الصف التاسع حيث يقعد في الفصل الدراسي خمسة طلاب على الكرسي الواحد، في وقت تعاني معه المدرسة من أزمة معلمين خانقة ومن شحة في الكتب والأثاث المدرسية والحمامات ودورات المياه وهي أيضا بلا مختبر ولا أنشطة رياضية، وأضحى طلابها في العراء بلا سقيفة تظللهم أو تقيهم حر الشموس اللاهبة، أما مكاتب الإدارة بما فيها مكتب المدير وكذا مكتب المعلمين فهي في حال يرثى لها وأشد منهم طاقم التدريس المتعاقد دون مرتبات.

وأضاف الحسني: "قبلت إدارة المدرسة بداية العام دون مقومات بعد أن أوشكت أن تغلق أبوابها حرصا مني على مستقبل أبناءنا وبذلت كل الجهود بحثا عن مساندة لكن للأسف وجدت نفسي وحيدا أخوض معركة غير متكافئة محاولا سد الثغرات بالرسوم المدرسية الرمزية التي لم تكن كافية فقد اتسع الخرق على الراتق ولم يعد لدي القدرة على مواصلة المسيرة إلا أن تتدخل الجهات المختصة في الدولة والقادة ورجال المال والأعمال والمجتمع وأنا بريء أمام الله والناس أجمعين وللبيت رب يحميه".


مدرسة رسمية اسمها النصر للتعليم الأساسي قوامها يتعدى الـ 600 طالب من مستوى سابع وثامن وتاسع طاقمها بأكمله متعاقد ولا يوجد فيها غير معلم واحد رسمي وقد عجزت إدارتها عن دفع مرتباتهم وغدت عقيمة القدرة على تدارك الوضع، المدرسة توشك على السقوط عما قريب ومثلها كثير من المدارس التي لم تعد تبني الإنسان بل تقتل الأوطان وذلك هو نهج كل من أراد أن يهدم حضارة فأنه يبدأها بدك دعائم الأسرة والتعليم ويسقط القدوة التي سقطت كما تنبأ لها يوما د. مصطفى محمود.

فهل من مستدرك أو غيور تحركه نخوة مروءة أو ستفنى الأجيال في غياهب الجهل المقيت؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى