​هل يطلق انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي سباق تسلح إقليمي؟

> طهران«الأيام»الشرق +أ ف ب:

> حذَّر خبراء من انطلاق "سباق تسلّح نووي" في المنطقة، في حال نفذت إيران تهديداتها بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، هدد الأحد، بانسحاب بلاده من معاهدة الحدِّ من انتشار الأسلحة النووية، "إذا لم يصحح الاتحاد الأوروبي موقفه تجاه طهران"، وذلك في محاولة لدعم "الحرس الثوري" بوجه مساعٍ أوروبية لتصنيفه "منظمة إرهابية".

وتعليقاً على هذه التهديدات ومدى واقعيتها، قال نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق مايكل مولوروي في تصريحات لـ"الشرق" إنَّ "إيران استخدمت هذه التهديدات بطريقة تزعزع الأمن، ولكن إذا ما حدث ذلك(الانسحاب)، فإنَّ بعض الدول، بما فيها إسرائيل، ستعتبر ذلك تهديداً وجودياً لها، وقد تقرر أنْ تقوم بضربة استباقية ضدَّ بعض المنشآت".

وأضاف: "قد تؤدي الخطوة الإيرانية أيضاً، إلى سباق نووي، لأنَّ كثيراً من دول المنطقة لن تقبل أن تكون لإيران قدرات أو أسلحة نووية، وقد تبحث الحصول على سلاح نووي رادع".

وأشار مولروي إلى أنَّ إيران "تتقدَّم بسرعة باتجاه اكتساب سلاح نووي، وهناك أدلة عديدة على امتلاكها مادَّة كافية لتصنيع 4 أسلحة نووية، وربما في غضون أشهر يمكن أن تحقق ذلك"، مؤكداً أنَّ "فكرة الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ستعزز قلق الكثير من الدول من اكتساب إيران للسلاح النووي، ما من شأنه زعزعة المنطقة".

انتشار الأسلحة النووية

وفي السياق، قال أستاذ الإعلام في "جامعة الملك سعود" والخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، علي العنزي إنَّه في حال "انسحبت إيران من المعاهدة، ونفذت تهديدها الذي يعد نوعاً من الابتزاز، فإنَّ ذلك سينعكس سلباً على طهران، التي ستواجه عزلة دولية".

وأشار إلى أنَّ "من شأن هكذا خطوة إيرانية أن تمثل "خطورة على المنطقة، كما يمكن أن تؤدي إلى زيادة التواجد العسكري الدولي وتحديداً الأميركي في المنطقة".

ولفت إلى أن الخطوة الإيرانية تنذر أيضاً بـ"انتشار الأسلحة النووية، لأنَّ بعض دول المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي، في حال سعت إيران لامتلاك الأسلحة النووية".

واعتبر العنزي أنَّ "الجانب الإيراني دائماً يبتز المجتمع الدولي في تصريحاته، وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ففي عام 2020 هدَّد البرلمان الإيراني بخطوةمماثلة، وها هو وزير الخارجية  الحالي يهدد اليوم أيضاً بالأمر ذاته".

وأضاف: "أعتقد أنَّ إيران تحاول ابتزاز المجتمع الدولي بهذه التهديدات حتى تأخذ ما تريده، والعودة إلى الاتفاق النووي بشروطها، لكن هذا صعب".

فشل الدبلوماسية

وفي ما يتعلق بالرد الدولي على هذه التصعيد الإيراني، قال نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق: "أعتقد أنَّ المجتمع الدولي يفضل أن يسلك مسار الدبلوماسية مع إيران"، معتبراً أنَّ الدبلوماسية "فشلت حتى الآن".

وأشار إلى أنَّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "يحاولان احتواء إيران على أمل تفادي نزاع آخر، في ظل الكثير من النزاعات الأخرى التي يدور رحاها في العالم".

واعتبر أن التهديدات الإيرانية "قد تزعزع المنطقة"، لافتاً إلى أن"الولايات المتحدة وشركاءها بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من دول المنطقة، يجب أن تكون قلقة حيال هذه التطورات".

وعن الموقف الأميركي من التوجه الأوروبي لتصنيف "الحرس الثوري" منظمة إرهابية، قال مولروي: "خلال المفاوضات لإعادة إيران للامتثال إلى الاتفاق النووي، تجنبت الولايات المتحدة اتخاذ أي إجراء يغضب نظام طهران، ولكن هذا أصبح وراءنا، ولا أحد ما زال يعتقد بوجود إمكانية لإحياء الاتفاق، حتى الرئيس جو بايدن الذي كان من أكبر داعمي هذا الحل".

وأضاف: "لا أعتقد أنَّ الولايات المتحدة تعارض تصنيف الحرس الثوري، وقد فعلنا ذلك تحت الإدارة السابقة، حيث اعتبرت إدارة (الرئيس دونالد) ترمب الحرس الثوري منظمة إرهابية، وهذا لم يتغير، ولا أعتقد أنَّ الولايات المتحدة ستسعى لإقناع الاتحاد الأوروبي بالعدول عن هذه الخطوة".

استقرار المنطقة

وفي ما يتعلق بالتحركات المتوقعة من الجانب الخليجي للرد على التهديدات الإيرانية، قال علي العنزي إنَّ "الجانب الخليجي دائماً يسعى للحلول الدبلوماسية، ولا يرغب في حدوث أي زعزعة لأمن المنطقة، وأمن إمدادات الطاقة، ويسعى لاستقرار المنطقة".

وتوقع أنه إذا "استمرَّ التصعيد الإيراني، فمن المحتمل أن تتوجه دول الخليج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وإلى الضغوط الاقتصادية".

وشدد على أنَّ "دول الخليج لا تريد عسكرة المنطقة، وهي ضد الانتشار النووي"، مذكراً بأن "هذا ما صرحت به السعودية في كلمتها أمام الأمم المتحدة، التي شددت فيها على أنها تريد المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها إسرائيل، التي لم توقع على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية".

وقال العنزي إن "الكرة في الملعب الإيراني والجانب الدولي"، معتبراً أن "على إيران أن تدرك أن التصعيد ليس في صالح الجميع، ويمكنه أن ينعكس سلباً على إيران". وقال: "إذا اندلعت أي مواجهة بين إيران والمجتمع الدولي، فلن تكون في صالح الجميع. ولهذا، فإن دول الخليج لا تريد أن ترى حرباً أخرى في المنطقة، وتسعى لإبعادها عن شبح الحروب والمواجهات".

تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الأوروبي، تبنى الخميس، قراراً يدعو الاتحاد الأوروبي إلى إدراج "الحرس الثوري" الإيراني في القائمة السوداء لـ"المنظمات الإرهابية".

ورداً على القرار، هددت إيران بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي انضمت إليها رسمياً في 15 مايو عام 1974، عندما دخل اتفاق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران لتطبيق "ضمانات" منصوص عليها في وثيقة تتيح للوكالة الأممية التحقُّق من وفاء طهران بالتزاماتها، وعدم تحريف استخدامات الطاقة النووية لأهداف عسكرية، حيز التنفيذ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى