جماعة إسرائيلية متطرفة تجمع التبرعات في أمريكا

> "الأيام" العرب

> ​تجمع إحدى المجموعات الإسرائيلية تبرعات معفاة من الضرائب من الأميركيين لفائدة متطرفين يهود مدانين في جرائم كراهية، في خطوة تظهر أن اليمين المتطرف في إسرائيل يكتسب موطئ قدم جديدا في الولايات المتحدة.

ولا يمكن تحديد مبلغ الأموال التي جمعتها هذه المجموعة، لكنّ تقصيا لوكالة الأسوشيتد برس ومنصة شومريم لمسار الأموال كشف عن وصولها إلى متطرفين إسرائيليين مسجونين من بينهم قاتل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين وأشخاص أدينوا في هجمات أدت إلى مقتل فلسطينيين.

وسهّل ترتيب جمع التبرعات في الخارج على المجموعة الإسرائيلية، شلوم أسيرايش، تلقي الأموال من الأميركيين الذين يمكنهم تقديم مساهماتهم باستخدام بطاقة ائتمان والمطالبة بخصم ضريبي على ذلك.

وتنظم أطراف متنوعة (من المستشفيات إلى الجامعات والجمعيات الخيرية) العديد من الحملات لفائدة جهات داخل إسرائيل، وتجمع الأموال من خلال أذرع موجودة في الولايات المتحدة. لكن اعتماد مجموعة تساعد المتطرفين اليهود لهذه الإستراتيجية يثير أسئلة قانونية وأخلاقية.

ويتزامن الأمر مع صعود حكومة يمينية متطرفة جديدة إلى السلطة في إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وبحسب منشورات شلوم أسيرايش الترويجية فإن المستفيدين منها هم يجال عامير الذي اغتال رابين في 1995، وعميرام بن أوليئل المدان في جريمة قتل طفل فلسطيني ووالديه في حريق متعمّد سنة 2015، ويوسف حاييم بن دافيد المدان باختطاف صبي فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما في القدس وقتله في 2014.

وتساعد المجموعة، كذلك، متطرفا يهوديا قتل فتاة إسرائيلية تبلغ من العمر 16 عاما طعنا في موكب فخر المثليين في القدس سنة 2015.

وتجمع شلوم أسيرايش، أو “رفاهية سجنائك”، الأموال في إسرائيل منذ 2018 على الأقل، وسُجّلت رسميا كمنظمة غير ربحية في 2020.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد استجوبت ما لا يقل عن خمسة من مؤسسي المجموعة من قبلُ بشأن جرائم تتعلق بأنشطتهم ضد الفلسطينيين، وتقرر القبض على البعض بتهم ثابتة ضدهم.

وأشاد المستفيدون في المقابل بسخاء المجموعة بتدخلها فيما وصفوه بالأوقات الصعبة. وكتبت عائلة بن أوليئل، الذي يقضي ثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة، في رسالة نُشرت على صفحة المجموعة على فيسبوك “ليس لديكم فكرة عن مدى مساعدتكم لنا”.

ولا يوفر التسجيل الرسمي لشلوم أسيرايش في سجل إسرائيل غير الربحي الكثير من البيانات نظرا لكونها منظمة جديدة نسبيا، ولا يشير إلى مقدار الأموال التي جمعتها. لكن المنظمة أشارت في منشوراتها الترويجية التي أذاعتها مؤخرا القناة 13 الإسرائيلية إلى أنها جمعت 150 ألف شيكل (حوالي 43 ألف دولار).

وطالما سعت المنظمات الإسرائيلية غير الربحية إلى الحصول على تمويل في الخارج، وكانت الولايات المتحدة مصدرا رئيسيا لهذا الأمر.

ووفقا للأرقام التي نشرتها مستشارة المنظمات غير الربحية في إسرائيل نوغا زيفان تبرعت المنظمات اليهودية الأميركية وحدها بين عامي 2018 و2020 بملياري دولار لإسرائيل سنويا.

وكثيرا ما جمعت الجماعات اليمينية الإسرائيلية الأموال في الولايات المتحدة. لكن دفير كاريف، المسؤول السابق في وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية شين بيت المتخصصة في التعامل مع العنف اليهودي، قال إن هذا النهج غير مألوف بالنسبة إلى اليهود المتطرفين.

وذكر أن الجماعة ربما قررت اتباع أسلوب جماعات إسرائيلية يمينية متطرفة أخرى، وخاصة حركة كاخ العنصرية المعادية للعرب التي قال إنها كانت بارعة في جمع الأموال هناك منذ عقود.

يُذكر أن الوزير البارز في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الجديدة إيتمار بن غفير هو تلميذ مؤسس كاخ، الحاخام مائير كاهانا، الذي كان ممنوعا من ممارسة السياسة في إسرائيل.

وليس من الواضح متى بدأت شلوم أسيرايش العمل مع منظمة “وورلد أوف تزيداكا”، وهي منظمة غير ربحية في نيوجيرسي تقول إنها تعمل “لتمكين أيّ فرد أو منظمة من جمع الأموال لقضية محددة”.

ويمكن للمانحين في الولايات المتحدة الدخول إلى موقع شلوم أسيرايش والنقر على رابط ينقلهم إلى صفحة التبرع التي تستضيفها “وورلد أوف تزيداكا”. كما يمكنهم أيضا التبرع مباشرة من موقع المنظمة الأميركية نفسها.

ووفقا لفيديو تقديمي على موقع “وورلد أوف تزيداكا”، يجب على جامعي التبرعات إدراج الحاخام كمرجع والحصول على الموافقة من لجنة دينية.

ويتقاضى الموقع 28 دولارا شهريا و3 في المئة من العمليات كرسوم معالجة لتحويل الأموال إلى حساب بنكي إسرائيلي، ويركز معظمها على “مساعدة العائلات اليهودية المنكوبة”.

وقالت إيلين أبريل، وهي خبيرة في الضرائب والجمعيات الخيرية في كلية لويولا للحقوق في لوس أنجلس، إن المجرمين المدانين وعائلاتهم يمكن اعتبارهم محتاجين ويمكن اعتبار مساعدتهم هدفا خيريا مسموحا به. وذكرت أنه في حين يمكن اعتبار دعم شخص مُدان بارتكاب أعمال إرهابية بمثابة تشجيع للنشاط الإجرامي، إلا أن ذلك يحتاج إلى إثبات.

لكن المحامي الذي أدار الوحدة غير الربحية التابعة لمصلحة الضرائب في التسعينات من القرن الماضي ماركوس أوينز اتخذ موقفا أكثر صرامة. وقال إن “وزارة العدل الأميركية تنظر إلى مساعدة أسر الإرهابيين على أنها شكل من أشكال الدعم المادي للإرهاب نفسه”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى