خبير اقتصادي: تراجع النفط الصخري بأمريكا سيقود لحقبة جديدة من القوة لدول الخليج

> "الأيام" وكالات

>
​بين المفكر العربي والخبير الاقتصادي الدولي طلال أبو غزالة، الأربعاء، أن الواردات الأمريكية من النفط إلى أوروبا كانت في بداية أزمة الطاقة العالمية دليلا على الدور الأمريكي الحيوي في دعم أوروبا خلال هذه الأوضاع "المقلقة للغاية".

وكتب المفكر والخبير الاقتصادي أبو غزالة في صحيفة "الجزائر الآن" أنه "ومع تطبيق الحظر على إمدادات الطاقة الروسية، وجدت أوروبا نفسها في مأزق لأنها كانت تعتمد على الطاقة الرخيصة والوفيرة من الجانب الروسي، ولكن تزامنا مع تنفيذ العقوبات على النفط الروسي، وقطع روسيا لإمدادات الغاز إلى أوروبا، استفادت الولايات المتحدة من ذلك الوضع، حيث ارتفعت صادراتها النفطية بشكل كبير، مما ساعد صادرات النفط الخام الأمريكية على الوصول إلى مستوى قياسي جديد في العام 2022، وتمكنت من تلبية الطلب الخارجي إلى حد كبير بسبب ثورة النفط الصخري التي حدثت على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية والتي سمحت لها بالتحكم في الأسعار، ومع الطلب العالمي الهائل وتأثرسلاسل إمداد الطاقة، استطاعت أمريكا تهدئة أسواق النفط الخام المتقلبة".

وأوضح أبو غزالة أن "الاستثمارات الضخمة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية أنشأت مناعة ضد تقلبات الطاقة العالمية حيث منحها إنتاج النفط الصخري قدرا كبيرا من الحرية، كما أن وفرة النفط الصخري حمت الأمريكيين من أسعار الطاقة الباهظة مما سمح لهم بالحفاظ على ميزة تنافسية مقارنة بالبلدان الأخرى، ومع ذلك، وفقًا للعديد من المحللين، فإن هذا الوضع يقترب من نهايته بسبب ارتفاع تكاليف النفط الصخري، ونقص العمالة، والآبار الجديدة التي تنتج نفطًا أقل، وكذلك الآبار الحالية التي تنتج نفطًا أقل بشكل طبيعي مع مرور الوقت، مما يعني ضرورة حفر آبار جديدة باستمرار".

وأكد المفكر الاقتصادي أبو غزالة أن "صناعة النفط الصخري في أمريكا شهدت العديد من حالات الإفلاس أثناء الوباء، وتم طرد عشرات الآلاف من العمال، وتعطل المعدات باهظة الثمن، مع احتياج منصات الحفر إلى صيانة، وحتى إغلاق العديد منها، وكما ارتفعت تكاليف الحفر والأجور بشكل كبير مما جعل الاستثمار في هذه الصناعة يمثل إشكالية في مرحلة ما، وكان النفط الصخري هو البديل الذي ينافس أوبك، مع سيطرة الولايات المتحدة على أسعار النفط لبعض الوقت".

وأشار أبو غزالة إلى أنه "حاليا تستفيد دول أوبك من زيادة الطلب على النفط عالميا ولا تتوافر بدائل له، وستفقد الولايات المتحدة سيطرتها على أسعار النفط ويبدو أنه من كان في يوم من الأيام موردا ضخما للنفط قد يقترب من النفاد".

وبحسب رأي أبو غزالة فإن العودة إلى النظام العالمي السابق في صناعة النفط أمر وارد، مما يعني إعادة الطاقة النفطية إلى أيدي دول أوبك، ونظرا لأن إزالة الكربون أصبحت الآن موضوعا رئيسيا عبر اقتصادات العالم، فمن غير المرجح أن يدخل المستثمرون في مشاريع النفط الصخري باهظة الثمن وكثيفة الكربون والتي تستغرق سنوات لتؤتي ثمارها، بل يفضلون وضع جهودهم في تلك التي تم إنشاؤها بالفعل.

وأكد الباحث والمفكر الاقتصادي أبو غزالة في نهاية كلامه أنه "وفي محاولة للسيطرة على الأسعار بدلا من تركها في أيدي قوى السوق، أطلقت إدارة بايدن ملايين البراميل من النفط الخام في السوق، وطالبت المملكة العربية السعودية بمزيد من الإمدادات وخففت العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي، وتكمن المشكلة إلى أنه بدلا من تقليل الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة هذا الاعتماد، مما لا يتماشى مع جهود إزالة الكربون حول العالم والحاجة إلى الحد من انبعاثاتنا لإنقاذ العالم من آثار تغير المناخ".

في الشأن ذاته، يحذر المحللون والمسؤولون التنفيذيون من أنه مع تفكك نظام الطاقة العالمي القائم بسرعة، فقد يدخل العالم مرحلة من التقلبات في سوق النفط، وستعاني الدول المستوردة من مشكلات اقتصادية، لكنهم يرون أن أزمة تراجع النفط الصخري ستقود إلى حقبة جديدة من القوة للدول المنتجة للنفط، خاصة السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى التي تشكل مجموعة منتجي "أوبك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى