​الناتو يسعى لتعزيز العلاقات بآسيا ومواجهة تهديدات بكين وبيونج يانج

> سول«الأيام»يونهاب:

> وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرج، الأحد، إلى سول في بداية جولة آسيوية، تهدف لتعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة حرب أوكرانيا، وتنامي المنافسة مع الصين، و"تهديدات" وكوريا الشمالية.

ومن المقرر أن يلتقي ستولتنبرج في سول، الرئيس يون سوك-يول، ووزيري الخارجية باك جين والدفاع الوطني لي سونج-سوب، ومسؤولين كبار آخرين، ثم يتوجه إلى طوكيو، الاثنين، حيث يلتقي رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، ومسؤولين يابانيين آخرين، وفق بيان للحلف.

وقال ستولتنبرج في مقابلة مع وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" في بروكسل، نُشرت، الأحد: "أؤمن بشدة أننا بحاجة لتعزيز الشراكة بين كوريا وحلف شمال الأطلسي، لأن الأمن يصبح متداخلاً أكثر فأكثر".

وأضاف: "ما يحدث في آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ يهم أوروبا وحلف شمال الأطلسي والعكس بالعكس".

وتابع: "علينا التصدي لتلك التهديدات والتحديات العالمية، بما في ذلك التحديات القادمة من الصين، وإحدى سبل القيام بذلك هي بالطبع العمل بشكل أوثق مع الشركاء في المنطقة".

وسلط ستولتنبرج الضوء على التهديدات التي تمثلها الصين، وهي الدولة التي وصفها الحلف لأول مرة بأنها "تحد أمني" في وثيقته الاستراتيجية الرئيسية، العام الماضي.

الصين تعزز قدرات جيشها

وأضاف ستولتنبرج: "تستثمر الصين بكثافة في تعزيز القدرات العسكرية الحديثة الجديدة، مثل الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تصل إلى جميع أراضي دول الحلف، وتعمل بجد وسرعة على توسيع قدراتها النووية".

وتابع: "نرى كيف تقوم الصين أيضاً بإكراه وتخويف البلدان الأخرى، على سبيل المثال في منطقة بحر الصين الجنوبي، وهذا أمر مهم للتجارة العالمية ولحرية الملاحة".

ومن المتوقع أن تجذب الجولة الآسيوية لستولتنبرج، اهتماماً خاصاً في الصين، حيث يبدو أن بكين تشعر بالقلق من مشاركة الحلف الإقليمية العميقة وراء نطاق نفوذها خارج الأطلسي، وسط تصاعد التنافس الأميركي الصيني، بحسب الوكالة.

وقال ستولتنبرج إن "ناتو" سيظل "التحالف الإقليمي لأميركا الشمالية وأوروبا"، مضيفاً أن "منطقتنا تلك تتأثر بالتهديدات والتحديات العالمية الواقعة خارجها".

أزمة تايوان

وفي ما يتعلّق بالمخاوف من أن الصين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ربما تقدم على فرض سيطرتها على تايوان، أشار ستولتنبرج إلى أن "قادة العالم الاستبداديين يراقبون بعناية إلى أي مدى سينجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه العدوانية".

وأضاف: "إذا فاز الرئيس بوتين في أوكرانيا، فإن الرسالة ستكون هي أن استخدام القادة المستبدين للقوة العسكرية الوحشية، وانتهاكهم للقانون الدولي، تجعلهم يحققون ما يريدون".

وتابع: "سيكون هذا خطراً علينا جميعاً، بما في ذلك كوريا الجنوبية، لأن الرسالة حينئذٍ هي أن استخدام القوة هو وسيلة القادة المستبدين لتحقيق أهدافهم. وبالطبع، تعد تايوان مثالاً على ذلك".

تهديدات كوريا الشمالية

من ناحية أخرى، اعتبر ستولتنبرج أن كوريا الشمالية تمثل "تهديداً أمنياً عالمياً"، مشيراً إلى تقارير عن دعم كوريا الشمالية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وقال: "رأينا كيف أن المجموعة التطوعية، التي تقوم بدور كبير في حرب العدوان الروسية، تلقت الصواريخ من كوريا الشمالية"، مؤكداً أن "كوريا الشمالية تشكل تهديداً للمنطقة بأسرها، ولكنها تشكل أيضاً تهديداً للأمن العالمي".

وكان ستولتنبرج يشير إلى إعلان واشنطن أن كوريا الشمالية سلّمت شحنة أسلحة إلى شركة شبه عسكرية روسية المسماة بمجموعة "فاجنر"، لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وهي تهمة نفتها بيونج يانج.

شراكة مع سول

وأعرب أمين عام الحلف عن تطلعه إلى التحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي في سول، بشأن مجالات التعاون الثنائي، مثل الأمن الإلكتروني ومجالات التكنولوجيا المختلفة.

وأعلن عزمه دعوة الرئيس الكوري إلى حضور قمة الحلف هذا العام، ووصف مشاركة يون في قمة مدريد في العام الماضي بأنها "حدث تاريخي"، لأنه كان أول رئيس كوري جنوبي يحضر قمة "ناتو".

وتطرّق ستولتنبرج إلى القضية الحساسة المتعلقة بحاجة كوريا الجنوبية إلى سياسة المشاركة النووية مع الولايات المتحدة، على غرار مجموعة التخطيط النووي التابعة للحلف، لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية.

ولفت إلى أن "الردع الموسع" من قبل واشنطن "نجح" لسنوات عديدة، وأبرز هدف حلفاء ناتو "المهم" المتمثل في الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وقال: "أعتقد أن القرار في ذلك يعود إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن هدف الحلف هو "عالم يخلو من الأسلحة النووية".

وأضاف: "ما دامت الأسلحة النووية موجودة، سيظل (ناتو) تحالفاً نووياً، لأنه لو تصورنا عالماً تمتلك فيه الصين وروسيا وكوريا الشمالية أسلحة نووية، ولا يمتلك فيه أعضاء الحلف تلك الأسلحة، فهذا عالم أكثر خطورة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى