​قوات درع الوطن

>
انقسمت الآراء حول "قوات درع الوطن"، هناك من رآها عنوانا لخلاف سعودي إماراتي، ومن يراها ضد الجنوب ومشروعه ومن جعلها تأسيسا لصراعات جنوبية جنوبية قادمة، وبعضهم تطوّع بأن الإمارات همشت قائد هذه القوات.. إلخ.

تشكيل القوات السلفية بدعم سعودي والدفع بها هو العودة إلى البدايات، فمن رفض السلفية في سياقه التاريخي في "دماج" على أساس حوثي/ زيدي سيُقَابل برفض سلفي/ سني في سياقه التاريخي في دلالة رئيسية على تغيّر استراتيجية الحرب التي ستتخذ منحى حل سياسي مع التحالف وبالذات المملكة وتنتقل إلى الداخل حربا بالوكالة سلفية تدعمها المملكة وإلى حد ما التحالف وحوثية تدعمها إيران.

جاءت لتحل محل قوات الشرعية فشلت وقد صرفت عليها السعودية المليارات طيلة سنوات الحرب والنتيجة "كمن يحلب في غربال" فهم المتأثرون بقرار إنشائها والضجيج حولها لن يؤثر على الجنوب فليس من مصلحة السعودية ولا قوات درع الوطن تحويل المعركة جنوبا مع أن الشكوك مشروعة والاحتياطات يجب أن تظل في ذروتها على أن لا يُترك مجال أن يستغلها الذين ستحل محلهم فيوجهون الرأي العام الجنوبي ويحملونه "أسفارهم" باستغلال الفضاء الإليكتروني لخلق رأي عام في الجنوب ضد المملكة بأنها صممتها ضد الجنوب.

درع الوطن أغلق "ملف الهيكلة" أو إمكانية هيكلة أي جيش يمني في إطار حل سياسي فلن تتسع هيكلته للحوثية والسلفية مهما حاولوا، وإذا كان من جهة/ جهات لمصلحتها إفشال قوات "درع الوطن" فهي الجهات والأحزاب التي ظلت تطالب بالهيكلة  بشروطها بمناسبة وبلا مناسبة.

ألوية بقيادات سلفية بأفراد وقيادات جنوبية منها ثلاثة ألوية ستتشكل بقيادات من محافظة البيضاء وثلاثة من تعز، فالبيضاء تركها جيش الشرعية خلال الحرب للإرهاب والحوثي، وتعز وهي عزوة "العليمي" تعيث فيها المليشيات قتلا وخرابا ولا يفصلها عن الحوثي إلا طربال أزرق.

ستتبع العليمي فالقوات المسماة شرعية لن تواليه ولو دخل "الجمل في سم الخياط" والتحالف يعلم ذلك لكنها لن تدعم "ديْوَلته" في الجنوب ولو اختار هذا الخيار فإنه خاسر وهي خاسرة، مجالها الجبهات مع الحوثي ومليشيات الفوضى وليس إعادة احتلال عدن.

إذا حاربت الإرهاب ستكون من تحالف محاربته وإن لم تحاربه ستلاقي مصير "النصرة وأخواتها في سوريا" وحينها ستتم الحرب عليه بالطائفية كالحال في سوريا والعراق على حساب الحواضن السنية شمالا وجنوبا.

تتميز السلفية عن الإخوانية أنهم لا يطالبون بأثمان سياسية أو سلطوية مقابل انخراطهم في قتال الحوثي عكس الإخوان الذين لا يقدمون شيئا إلا بمقابل سياسي أو سلطوي.

السلفيون الجنوبيون لن يتقاتلوا مع سلفيي العمالقة الجنوبية ولا القوات الجنوبية، فعداوتهم على أساس عقائدي وليس أساس سلطوي كتجربة الإخوان حين ارتدوا جنوبا والسلفي الجنوبي لن يرتد ببندقيته ضد السلفي الجنوبي ولا غيره ما دام للحوثي قوة تصول -وهو سيظل قوى صائلة تعلمه السلفية والتحالف- وهذه القوات ستصحح المعادلة التي ظلت تعطلها قوى سياسية وحزبية يمنية بعدم توحيد البندقية ضد الحوثي إلا بأثمان سياسية وسلطوية في الجنوب، وتوحيد البندقية طالب به الانتقالي وقواته من اليوم الأول وأكدت عليه مخرجات الرياض وتنصلت منه قوى وأحزاب يمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى