"درع الوطن".. لماذا يلتزم الانتقالي الصمت حتى الآن؟

> المجلس الانتقالي الجنوبي لم يُـصدر عنه حتى اللحظة أي موقف رسمي يحدد به قبول أو رفض قرار الرئيس رشاد العليمي الذي نص على تشكيل قوات موالية له شخصيا وبتمويل سعودي باسم "درع الوطن" فهو أي الانتقالي يراوح بهذا الشأن بموقعه الغريب "المنطقة الرمادية" ، ونراه في وضع "حيص بيص" فلا هو قادرا على قول "لا" للسعودية ويصطدم بالتالي بصولجانها الغليظ الذي يتهيب منه دائما ولا هو قادرا أن يوافق علنا على القرار خشية مما قد يطاله من جلد وتقريع واسع النطاق من الغالبية الساحقة من الجنوبيين وليس فقط من أعضاء ومؤيديه.

لكنه بدأ بعض من المحسوبين عليه ولو على استحياء لتهيئة المزاج الشعبي الجنوبي للقبول بهذا الأمر من خلال الترويج لجنوبية قوات درع الوطن ليمتص من خلاله هذا الزعم غضب الغاضبين عليه في حال قرر الإذعان لقرار العليمي ولرغبات السعودية تحت خديعة مفادها أن هذه القوات ستحل محل المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت التي يناضل الانتقالي لإخراجها من هناك، فحضرموت ستكون المحافظة التي سيزورها العليمي بالأيام القليلة القادمة ليرسخ فيها نفوذه ويوطن فيها ذراعه العسكري الجديد، وهذا الأمر أي جنوبية هذه القوات هو خديعة قديمة جديدة تستهدف نهب ثروات الجنوب بغطاء جنوبي وضرب الصف الجنوبي ببعضه بعض، فكلنا نعرف أن قوات درع الوطن وإن كانت جنوبية الانتماء الجغرافي إلا أنها بعيدة تماما عن المشروع الوطني التحرري الجنوبي بل هي قوات عقائدية عابرة للسياسة وللجغرافيا بأيادٍ شمالية وسعودية محضة وتؤمن بما تزعمه بالمشروع الإسلامي العالمي.

فالانتماء الجغرافي دون القناعة الوطنية والسياسية ليس جواز أحمر يمنح صاحبه العبور حيثما شاء، فأن كان الانتماء الجغرافي وحده كفيلا بتجاوز الاختلاف السياسي لما اصطدم الانتقالي بالرئيس هادي وهو الجنوبي القح وكذا أحمد الميسري وغيرهم وغيرهم من الجنوبيين الواقفون في صف الطرف الآخر، ولما هلل الانتقالي بإخراج هادي من رئاسة الجمهورية وتنصيب بدلا عنه الشمالي رشاد العليمي.

سيطلق الانتقالي النار على قدميه إن هو واقف تحت أي مبرر على قرار العليمي، فهذه القوات ستكون مسدسا في خاصرة العليمي يشهره وقت الحاجة بوجه عيدروس الزبيدي داخل وخارج المجلس الرئاسي ومدفع يصوبه باتجاه القوات الجنوبية وبسند ومساندة سعودية لتدمير وابتلاع هذه القوات وإخضاع الجنوب بالمحصلة النهائية من جديد واحتلاله ونهب طاقاته بمسميات جديدة مخادعة.

نخشى أن يطول صمت الانتقالي حيال هذا الأمر، فالسكوت علامة الرضا وسيعمل "السكوت" بخطورة على تهيئة الناس شيئا فشيئا لتقبل هكذا أمر خطير كما حدث مع الجرعة السعرية القاتلة التي أعلنتها مؤخرا حكومة معين عبدالملك ووقف الانتقالي بموقف بين بين، المؤيد ضمنا والرافض علنا، وفي النهاية كان مسؤولو الانتقالي بعدد من المؤسسات أول من شرعن لهذه الجرعة على أرض الواقع، ومع ثقتنا المطلقة بإخلاص وثبات القائد عيدروس لقضيته لكن الضغوطات الهائلة التي يتعرض لها من التحالف العربي وما يجلبه من مؤامرات داخلية قد تفعل فعلها بمواقف الرجُل وتضعضع جبهته الداخلية المستهدفة أصلا من هؤلاء الشركاء الأعداء.

خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى