الكشف عن خفايا وأسرار ألغام الحوثي في البيضاء ويافع

> لحج/البيضاء "الأيام" صالح لجوري

>
 من المعروف عالمياً لدى خبراء إدارات الحروب والعمليات القتالية في الجيوش النظامية وكذا حروب المواجهات الطارئة مثل حرب العصابات والمليشيات الناشئة، أن لسلاح الألغام فاعلية تدميرية ضد أي عدو مفترض، وقد تغير بين لحظة وأخرى من موازين المعركة بالكامل، وفي اليمن اُستخدم هذا السلاح قديما وحديثا بطرق إجرامية خاطئة أسفرت عن نتائج كارثية مدمرة، لازال المجتمع يعاني منها في الكثير من المناطق، لم تقتصر أضرار هذا السلاح الصامت الخفي على جرائم القتل للأبرياء بأبشع الصور الوحشية بل هناك أضرار نفسية ومعنوية ستبقى ملازمة لكثير من التجمعات السكانية وعالقة في أذهانهم كل أصناف الخوف والألم والانكسار وعاهات مستديمة أفقدت الكثيرين حق الحياة والعيش بأجسام سليمة وحياة طبيعية، ومن مصائب العصر وأزماته الكارثية أن ابتلاء اليمن جنوبه وشماله أو ما كان يعرف بدولة الجنوب ودولة الشمال بمليشيات الحوثي الإرهابية أسوأ عدو كهنوتي انتقامي يتفنن في صناعة الموت والإجرام بكل حقد وكراهية للمجتمع في كل مكان.


ففي محافظة البيضاء ذات التركيبة المجتمعية القبلية بواقع 50 % ونحو 25 تجمعات سكانية بدويةو25, تجمعات حضرية ومن المعروف في هذه المحافظة الواسعة أن معظم قبائلها في جنوب محافظة البيضاء وشرقها لها عداء تاريخي مع الأئمة وما بعدها من الدويلات التي نشأت بعدها أو تفرعت منها باسم جمهوريات و مشيخات أو جمهورية المشيخات التي سرعان ما تبخرت كعجاج هشيم التبن تذروه عاصفة الجهل والتخلف والانحراف السلوكي لمليشيات الحوثي الإجرامية التي صبت جام حقدها على سكان قبائل آل حميقان وهي من أفضل وأشجع قبائل اليمن فمنذ أن اُحتلت مدينة البيضاء وصولا إلى مديرية الزاهر العاصمة الإدارية لقبائل آل حميقان بدأت المليشيات بنفث سمومها في كل مكان.

وزاد من شغف حقدها وانتقامها ضد هذه القبائل التي أجزم أنه لا توجد قبائل على مستوى اليمن قاتلت أكثر من سبع سنوات بجهود ذاتية في ضل حصار مطبق عليها من كل الجهات وهي تزداد شراسة وصمود وتحدي حتى خذلها الجميع وسهلوا الطريق لمليشيات الحوثي لكسر صمود المقاومة.
  • مليشيات الحوثي تستقدم كميات من الألغام المتنوعة
بعد أن سيطرت مليشيات الحوثي على مناطق آل حميقان ودخلت مع القوات الجنوبية في مواجهات قتالية بكافة أنواع الأسلحة على حدود يافع أرادت أن تمارس هوايتها المفضلة وهي الانتقام الذي يحركه حقد متراكم ضد هذه القبائل فعمدت إلى استقدام كميات هائلة من الألغام الفتاكة المتنوعة وزرعها في معظم المناطق بطرق عشوائية متفرقة في مناطق مأهولة بالسكان المدنيين في آل حميقان.
  • الألغام تحصد أرواح الأطفال
منذ سيطرة مليشيات الحوثي على مناطق ال حميقان تحصد الألغام أرواح عشرات الأطفال من الطلاب والرعاة وهناك تكتم شديد من قبل المليشيات ولا يمكن السماح بنشر أي خبر عن الحوادث من مناطق سيطرتها أو السماح لأولياء دم الضحايا بالإدلاء بأي تصريح أو شكوى أو ما شابه ذلك إلا ما ندر وتم نشره من خارج مناطق سيطرة المليشيات كما أن الألغام يتم زراعتها في القرى والمراعي والمزارع بسرية تامة دون علم السكان في الوقت الذي لا تسمح فيه المليشيات لأي برامج توعوية بهذا الخصوص حتى في المساجد لا يمكن الحديث عن خطر الألغام مما جعل الأطفال والرعاة والطلاب والأهالي معرضين للخطر في كل وقت ولا يكاد يمر يوم واحد دون وقوع ضحايا جراء انفجارات الألغام جنوب محافظة البيضاء آل حميقان.


لماذا تزرع المليشيات الألغام عشوائيا في مناطق هي تحت سيطرتها؟
يتساءل الكثيرون لماذا تزرع المليشيات الألغام بطريقة عشوائية وبكل سرية في مناطق هي تحت سيطرتها ؟! ولم تكن حدودية مع جبهة يافع بل في عمق المليشيات الاستراتيجي، نحن أيضا وجهنا هذا السؤال وغيره لعدد من العقلاء في المناطق ذاتها، وكانت الإجابات شبه متقاربه: "مليشيات الحوثي تريد القضاء على ما تبقى منا بواسطة الألغام".

والحقيقة أن هذه الإجابة صحيحة إضافة إلى أن المليشيات تريد أن تحاصر السكان بالإحباط والخوف وتعطل أي تحرك، ليس تحرك مقاوم ضدها فقط بل وصل الحال بهؤلاء الناس المغلوبين على أمرهم إلى حد إجبارهم على تعطيل أعمالهم وترك وسائل عيشهم حيث اضطرت العديد من الأسر إلى بيع الأغنام والمواشي الأخرى التي هي مصدر دخلهم بسبب خوفهم على أبنائهم من الألغام المزروعة في مراعي الأغنام والتي سبق وأن حصدت الكثير من أرواح الأطفال.
  • زراعة الألغام في مناطق مديرية الحد الحدودية مع البيضاء
هناك عدت أهداف تسعى مليشيات الحوثي إلى تحقيقها من زراعة الألغام في مناطق مدنية مأهولة بالسكان في القرى والمناطق الحدودية في مديرية الحد مثل ريشان، آل علي صلاح، امسر، المخنق، حصاحص، ذمكلي، آل الحيد، وغيرها من القرى.

أهمها بحسب قراءات ميدانية استطلاعية :-

أولا: خلق حالة من الرعب لدى السكان وتعطيل حركتهم ومنعهم من مشاركة الجيش والقوات العسكرية الجنوبية المرابطة بالقرب من مناطقهم .. وكذلك حصد المزيد من الأروح بين الأهالي انتقاما منهم لمواقفهم الشجاعة في التصدي للمليشيات في عدت أماكن.


ثانيا: زرع بذور الفتنة القبلية والثائر بين قبائل الحد وآل حميقان المتجاورة جغرافيا من خلال تسريب بعض الشائعات والأخبار المغلوطة التي تفيد بأن عملاء متحوثين من آل حميقان هم من يقوموا بزراعة الألغام في مناطق الحد، لوجود حركة تنقل بين القبائل في المناطق المذكورة من جهة ومن جهة أخرى الإيحاء من قبل المليشيات بأن هذه التصرفات تأتي من متحوثين في مناطق آل حميقان انتقاما من أبناء الحد دون علم مليشيات الحوثي ومشرفيها في مناطق التماس، وهذا يعني أن جماعة الحوثي لم تكتفِ بالتدمير والأضرار المباشرة للألغام في مناطق مديرية الحد بل تهدف إلى زرع الفتنة والتفرقة والثأر والصراعات القبلية في الحاضر والمستقبل.
  • ضحايا الألغام المدنيين من النساء والأطفال والمسنين
1 - الطفل صالح علي عبدالرب الحميقاني

2 - عارف محمد سالم الحميقاني

قتلا في منطقة قربة الزاهر في يوليو2022م بانفجار لغم أثناء مرورهما مع أغنامهما في طريق اعتقدا أنه آمن.

3 - الطفل عبدالله محمد طاهر محمد الحميقاني منطقة ضحوه مديرية الزاهر مايو2022م.

4 - الطفل محمد احمد عبدالله الوحيشي (14 عام)

5 - الطفل احمد عبدالله محمد البنه مكان الانفجار غول السقل تابع لمديرية الزاهر

6 - عبدالله محمد طاهر محمد الحميقاني 25/5/2022 الزاهر.

7 - علي فضل صالح احمد الحبجي 29/5/2022 طفل12عام الحبج .

8 – نور علي عبدالله السراري 15/6/2022 العمر 50عام منطقة السملان .

9 - محمد ناصر النمشي ، طفل 15عام 22/4/2016م قرية مثلة.

10 - سليمان محمود غريب الحميقاني ،طفل 10أعوام 2/10/2016منطقة القوعة.

11 - محمد صالح محمد الحميقاني الزاهر 2021م .

12 – أحمد موسى الفروي الحميقاني 60عام مسن منطقة الفروة 21/7/2018.

13 - محمد أحمد العماد القربي ، 65عام مسن منطقة قربة 22/10/2018.

14 - عبدالله احمد علي حسين 18عام 3/6/2019 منطقة قربة.

15 - عبدالقادر عبدالقوي عبدالرب طفل 15عام منطقة قربة 3/6/2019 .

16 - نبيل احمد صالح علي النجدي، 16عام 2019/12/14 منطقة النسرين.

17 - يوسف عبدالرب محمد الحميقاني 21عام منطقة قربة 2020/1/12.

18 - عارف علي محمد غرامة الحميقاني ، منطقة النسرين 2020/9/2.

19 - صالح ناصر حسين علي النجدي ،منطقة النسرين ،2020/2/2.

20 - عوض عبدالله محمد عوض الحبجي طفل13عام ،الحبج 2021/6/15.

21 - عبدالرب محمد عبدالرب الحبجي ،طفل 12عام ،الحبج 2021/6/15.

22 - عوني حسين ضيف الله عبدالرب الحبجي ،طفل13عام ،الحبج 2021/6/15.

23 - محمد عبدالخالق صالح البرماني ، طفل 11عام منطقة آل برمان 2021/10/18.

24 - طارق محمد حسين العروي طفل 12عام ،آل برمان 2021/10/18.

25 - حسين محمد حسين الدفعي، طفل منطقة الحبج،2022/3/17.

26 - حفصة عبدالله زيد الحميقاني 60عام امرأة مسنه، منطقة ذا مخشب .2022/4/3.

27 - أحمد بن احمد محمد .منطقة ذي مكلي الحد يافع .10/1/2023.

28 - عبد الرب صالح علي 60عام استشهد بمقذوف ناسف انفجر في باحة منزله وإصابة 3من أفراد أسرته طفلين وامرأة منطقة المخنق الحد 2023/1/10.

29 - محمد علي صالح ، استشهد في انفجار لغم بمنطقة ريشان الحد وإصابة 3 آخرين .مطلع يناير 2023.
  • ضحايا الألغام المدنيين (الإصابات البالغة المستديمة والشلل)
1 - محمد ناصر أحمد سعد الحميقاني ،9 أعوام طفل، الحبج، 2022/5/29.

2 - عبدالله أحمد حسين البارعي قرية آل البارعي ،17عام2022/7/21.

3 - صالح يوسف محسن البارعي 19عام آل البارعي 2022/7/21.

4 - سليمان عبدالله مصوع البرماني طفل منطقة السملان 2022/8/7.

5 – نصر عبدالله مصوع البرماني طفل ، منطقة السملان 2022/8/7.

6 - أيوب طاهر ناصر الحميقاني ،طفل ، السملان، 2022/11/19.

7 - انتصار أحمد محسن عواد قرية مثلة ، 2016/4/22.

9 - حسين محمود أحمد حسين عواد ، طفل 10أعوام ،قرية مثلة ، 2016/4/22.

10 - أحمد محمود حسين عواد ،طفل 12عام قرية مثلة ، 2016/4/22.

11 - ياسين عبدالسلام الحاج ،طفل،10أعوام منطقة القوعة . 2016/2/9.

13 - شاكر علي أحمد الحاج ، 8أعوام ، القوعة ،2016/2/9.

14 - أحمد حسين سيف ،14عام ،قرية مثلة ،2016/4/22.

15 - محسن علي الحبجي الحبج 22/10/2018.

16 - عبدالرحمن أحمد حسين علي النجدي الحميقاني ، النسرين 2/2/2020.

17 - صالح علي محمد عشا، الزاهر ،15/2/2021.

18 - محمد علي أحمد عبدالله الحبجي ,طفل 12عام, الحبج 15/6/2022.

19 - حسين أحمد حسين العروي طفل13عام ،آل برمان،18/10/2021.

20 - ماهر محمد حسين سالم العروي،طفل12عام آل برمان 18/10/2021.

21 - ريم عمر صالح محمد البرماني طفله9أعوام،السملان،9/1/2022.

22 - حسين صالح حسين الدفعي طفل ،الحبج،17/3/2022.

23 - مصطفى محضار الحبجي إصابة بالغة شلل، 2021م منطقة الحبج.

24 - عبدالله محمد علي عبدالحبيب ، منطقة ذي مكلي الحد.

25 - محمد محسن الجوهري ، منطقة ذي امكلي الحد بتاريخ 10/1/2023.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام والمعلومات هي ما تم رصده وتوثيقه من قبلنا، وهناك عشرات القتلى ومئات الجرحى في محافظة البيضاء وحدود يافع لحج، لم يتم الحصول على معلومات بيانية بأسمائهم بسبب فرض الحصار المطبق على مناطق البيضاء من قبل مليشيات الحوثي وإهمال المعنيين في مناطق يافع .
  • من ممتلكات المدنيين التي تم إتلافها بانفجارات الألغام
1 - شاحنة لمالكها سعيد الصقر ، الفروة،30/3/2019.

2 - قاطرة نقل لمالكها الغولي عواد الحميقاني، الزاهر ،5/9/2021.

3 - إتلاف ناقلة صغيرة وإصابة مالكها ، عبدالقوي حسين أحمد الحميقاني العمر40عام،الزاهر،21/7/2022.

4 - سيارة لمالكها أحمد صالح محسن الحميقاني،ذي مخشب،20/7/2022.

5 - سيارة لمالكها، موسى صالح عبدالله العبدني،المجريش،25/10/2022.

6 - سيارة لمالكها أحمد بن أحمد محمد ذي مكلي الحد 10/1/2023.

7 - سيارتين لمالكها عبدالرب صالح علي ، المخنق الحد 10/1/2023 .بالإضافة إلى عشرات المركبات من وسائل نقل البضائع والسيارات الصغيرة لم يتم توثيقها، اتلفت خلال الفترة من 2016 وحتى 2023 جراء انفجارات الألغام .
  • غياب الدور الحقوقي والإنساني والإعلامي ساهم في ازدياد الجريمة
تجدر الإشارة إلى أن انعدام دور المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام وإهمال حكومة الشرعية والانتقالي وقوات التحالف العربي شجع مليشيات الحوثي وسهّل لها الظروف المناسبة للتمادي في ارتكاب الجرائم وإخفائها عن أنظار العالم والمجتمع المحلي، مما أدى إلى ازدياد انتشار الجريمة وتفاقم معاناة السكان وإلحاق أضرار بالغة في المناطق النائية في الحد محافظة لحج، وفي جنوب محافظة البيضاء

خاصة في زراعة الألغام العشوائية التي تعتبر أخطر سلاح تستخدمه المليشيات ضد السكان قبل أن تستخدمه ضد أي قوة عسكرية، في الوقت الذي لا توجد أي منظمة أو مؤسسة تعنى في مكافحة زراعة الألغام أو العمل على نزعها من المناطق والقرى المأهولة بالسكان، ناهيك عن إهمال الحكومة في المناطق المحررة وكذلك القوات الجنوبية التي لم توفر أدوات الحماية للمواطنين، مثل الحواجز المتعارف عليها في مناطق النزاعات المسلحة والإشارات التي تدل على مناطق وجود الألغام وعدم وجود فريق هندسي في المنطقة، أو وسائل ردع تجبر المليشيات على التراجع عن همجيتها وأهدافها الإجرامية في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى