الجنوب خارج اللعبة

> تحاصرنا المعاناة سياسيا ومعيشيا، وفي زحمة المواقف الهشة نجدهم يقرؤون علينا شروط نهاية الحرب.

الجنوب برع اللعبة وربما هو اللعبة، فقد سقطت كثير من الأوراق، ولم تنكشف غير عورتنا، ولم يعد هناك مكان لكي تقف الأصنام باحترام.

يكادون يرسمون خارطة طريق السلام ، وبشروط أنصار الله، ودون أن يمروا على محطتنا أو سؤالنا عن مصيرنا كحق أصيل أو يشاورونا لتحسين شروط الاستسلام كحق شرفي.

مازلنا (نتشعبط) بعهد الرجال للرجال، ولكن إحساسنا بالضعف يقتلنا، ونعتقد أنه لم يعد بوسعنا إلا أن ننتظر في هوامش التسوية، ونقرر بعدها كيف نستقبل الصفعة !. كيف سيحترمون تضحياتنا ونصرنا وقرارنا، ونحن نكرر تنازلنا بلا شروط، وبعضنا يتسابق على بيعنا ؟، حتى أن إعلام مجلسنا أمسى يتحاشى كلمات التحرير والاستقلال، وقليلا ما يمرون عليها كإسقاط واجب، وهذا لكي لا يستفزوا حليفهم !.

بالوصاية لن نحرر شبرا أو نصنع حلما، وبات على المجلس أن يقر بأن تفويضهم ليس آية، ولا يعني أن الجنوب كله على دينهم وحدهم لا شريك لهم، ومشروع بلا رؤية لن يسترد حقا ولو بعد ألف عام.

يكفيكم المراهنة على الخارج، نحتاج أن تعودوا إلى الداخل، وتلملموا ما تبقى من مواقفكم بلا شعارات أو حسابات، وتصطفوا بجبهة واحدة دون اللون أو عنصرية، وذلك قبل أن نصبح كلنا خاسرين، وعندها ستلاحقكم لعناتنا في حياتكم وإلى قبوركم.

لا نحسد على وضعنا، وربما لا نملك ما يجعلنا نتمرد، ولكننا لسنا أهل مذلة وانحناؤنا مؤلم، ونعتقد أننا كشفنا ظهرنا حين فرطنا بفخامة الرئيس (هادي)، وأمسينا (ملطشة) للكبير والصغير وفوق وتحت الطاولة، ومازلنا لا نتعلم، وننزف مزيدا من المواقف والشرفاء.

القوي يختار حياته، ويستأهل البرد من ضيع رجاله .. اللهم لا شماتة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى