الخلاف بين البحرين وقطر ليس سياسيا وله أبعاد كثيرة

> "الأيام" غرفة الأخبار

> ​قالت مصادر خليجية مطلعة لـ "العرب" على الأجواء التي سادت لقاء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني الثلاثاء في الرياض إن السعودية مارست ضغوطا على الطرفين من أجل التقدم في حل الخلافات الثنائية واللحاق دون إبطاء بمسار المصالحة الخليجية الذي أسست له قمة العلا منذ عامين.

وأضافت هذه المصادر أن البحرين أبدت تحفظها على وضع الاجتماع تحت عنوان المصالحة، وتقول إنه من المبكر الحديث عن حل كل الخلافات في اجتماع وزاري، وذلك لشكها في التزام قطر بتطبيق أي تفاهمات جديدة، ولأن الأمر يحتاج إلى خطوات عملية تثبت حسن النوايا، خاصة في مجال الحملات المستمرة على البحرين في وسائل الإعلام القطرية.

ولا يُعرف ما إذا كان وزير الخارجية القطري قد تعهّد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يضغط لأجل حل الخلافات الخليجية، بوقف الحملات على البحرين، وما إذا كان قادرا بالفعل على تنفيذ هذا التعهد حتى وإن سعى إلى ذلك.

ويمكن أن تكون طبيعة تغطية قناة الجزيرة وقناة العربي القطريتين لقضية التجسس على معارضين، المرفوعة ضد المنامة في بريطانيا، امتحانا لصدق نوايا قطر في التهدئة مع البحرين، وإظهار أن لقاء الرياض بين وزيري خارجية البلدين قد خطا خطوة فعلية نحو المصالحة.

وقضت المحكمة العليا في لندن الأربعاء بأن البحرين لا يمكنها أن تتخذ من حصانة الدولة سببا لعرقلة دعوى قضائية رفعها معارضان في بريطانيا قالا إن حكومة البحرين اخترقت أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهما ببرنامج للتجسس.

ومنذ 2011 اتخذت وسائل الإعلام القطرية، وخاصة قناة الجزيرة، موضوع المعارضة ورقة ضغط على البحرين، حيث تحولت القناة إلى فضاء للدعاية لهذه المعارضة، وهو أمر مفهوم ومرده التحالف القطري مع إيران التي تدعم هذه المعارضة الشيعية للوصول إلى الحكم.

وهذه هي نقطة الاختبار الثانية بعد وقف الحملات الإعلامية، حيث أقر لقاء الرياض بين وزيري خارجية قطر والبحرين تشكيل لجنة مشتركة لحل الخلافات، وتضم اللجنة ممثلين من جهازيْ أمن الدولة في البلدين، وهذا يعني أن البحرين ستضع قوائم بأسماء مطلوبين إما موجودين في الدوحة أو يظهرون على وسائل الإعلام القطرية لمهاجمة المنامة، وتطالب بتسليمهم أو منعهم من دخول قطر ومن الظهور في وسائل إعلامها.

ويقول المراقبون لـ "العرب" إن الخلاف حول الحملات الإعلامية والتنسيق الأمني بشأن المطلوبين يمكن أن يقوض عملية المصالحة التي تضغط السعودية لإنجاحها من خلال استضافة لقاء الشيخ محمد بن عبدالرحمن وعبداللطيف الزياني، خاصة أن الخلاف بين البلدين له أبعاد كثيرة وذات خلفيات تتعلق بالصراع على الحدود وليس مجرد خلاف سياسي.

وكانت الحدود البحرية بين البلدين مسرحا لحوادث متكررة في ديسمبر 2020 ويناير 2021، منها اعتراض خفر السواحل القطريين لسفن بحرينية، حتى بعد قمة العلا.

وتقول الدوحة إن السفن البحرينية تدخل المياه الإقليمية القطرية بشكل غير قانوني، بينما تقول المنامة إن هذه الحوادث تمثل “استهدافا قطريا ممنهجا لأرواح وأرزاق البحارة البحرينيين”.

وبعد العديد من الحوادث البحرية حلقت البحرين بأربع طائرات مقاتلة فوق المياه الإقليمية لقطر، حسب ما أوردته الدوحة في رسالة إلى مجلس الأمن.

لكن المنامة في رسالة إلى الأمم المتحدة نفت اختراقها للمجال الجوي القطري، متحدثة عن تدريبات روتينية في الأجواء السعودية والبحرينية.

وذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا) أن اللقاء الذي تم في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يتخذ من الرياض مقرا له، قد بحث “وضع الآليات والإجراءات اللازمة لإطلاق مسار المباحثات على مستوى اللجان الثنائية، وفقًا لما تضمنه بيان العلا عام 2021 لإنهاء الملفات الخاصة المعلقة بينهما”.

وأكد الجانبان “أهمية العمل والتعاون بين البلدين بما يعزز العلاقات الأخوية، ويحقق تطلعات شعبيهما في الأمن والاستقرار والتنمية، ويدعم مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

ولم تفوت البحرين في الفترة الأخيرة أي فرصة لإرسال إشارات علنية إلى قطر بشأن ضرورة حل القضايا العالقة بينهما، في محاولة من المنامة لوضع حد لمراوغات الدوحة وتهربها من أي التزامات تجاه المصالحة.

ولفت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ أيام إلى “ضرورة الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس التعاون الخليجي وبيان قمة العلا، ومواصلة تنسيق مواقف دول المجلس في المحافل الدولية كافة”.

وشدد الملك حمد بن عيسى على “أهمية العمل على حل القضايا والمسائل العالقة كافة بين المنامة والدوحة، بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين ويحافظ على تماسك مجلس التعاون، وأمن المنطقة واستقرارها”.

وجاءت تصريحات الملك حمد بن عيسى بعد مرور نحو أسبوع على اتصال هاتفي جرى بين ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وشدد ولي عهد البحرين خلال الاتصال على “ما يجمع البلدين والشعبين من علاقات أخوية”، معربا عن “أهمية العمل على حل القضايا والمسائل العالقة كافة بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين ويحافظ على تماسك مجلس التعاون الخليجي وأمن المنطقة واستقرارها”.

وكانت البحرين تعتقد أن لقاء الملك حمد بن عيسى والشيخ تميم على هامش قمة أبوظبي التشاورية ستتبعه إجراءات قطرية عاجلة، على رأسها توجيه الإعلام القطري بوقف الحملات، لكن ذلك لم يحصل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى