الهزّة الأرضية في لبنان تكشف عورات الحكومة

> الأيام"القدس العربي":

>
كشف موضوع الهزة الأرضية القوية التي ضربت لبنان بالتزامن مع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا عورات الحكومة اللبنانية غير المهيأة كما يلزم لمواجهة أي كارثة طبيعية، وأن الاستراتيجيات التي وضعتها هيئة ادارة الكوارث التي تضم ممثلين عن رئاسة الوزراء والوزارات المختصة والاجهزة الامنية والمدنية بقيت استراتيجيات على الورق من دون أي جاهزية مسبقة لاستباق الكوارث والوقاية منها، وكل ما يمكن أن تلجأ إليه هو القيام بردة فعل وليس بالفعل بدليل أن العديد من الابنية القديمة والمتصدّعة لم يتم تدعيمها واعادة تأهيلها كي تستطيع الصمود في وجه أي زلزال قد يتعرّض له لبنان ويجنّب وقوع ضحايا.

وقد فتح موضوع الزلزال النقاش حول وضع هذه الابنية التي تمّ تشييدها قبل صدور مرسوم السلامة العامة الصادر عام 2005 الذي شدّد على إلزامية أن تكون الابنية الحديثة مقاومة للزلازل، في وقت حذّر أحد الخبراء البيئيين بول ابي راشد من خطر بناء السدود المائية فوق الفوالق والخطوط المعرّضة للهزّات، مسمياً كلاً من سد جنّة في اعالي جبيل وكسروان وسد بسري على تخوم منطقة جزين.

وكانت خبيرة في المركز الوطني للجيولوجيا مارلين البراكس حذّرت من حركة الهزّات غير الاعتيادية التي يتعرّض لها لبنان، ما فسّره مواطنون أن البلاد باتت عرضة لزلزال ما دفعهم إلى الخوف الشديد.

وقد علّق وزير الأعلام زياد المكاري على ما نُشر قائلاً في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”: “انتشرت بعد الهزة الأرضية الليلة أخبار زائفة ضلّلت المواطنين وزرعت في نفوسهم الهلع”، وشدّد على أن “الاعلام أمام مسؤولية مجتمعية وطنية في مكافحة المعلومات المفبركة، ووسائل التواصل الاجتماعي مدعوة إلى التحقق والتأني في النشر”.

بموازاة ذلك، عادت إلى مطار رفيق الحريري الدولي بعثة البحث والإنقاذ اللبنانية التي تضم عناصر من فوج الهندسة في الجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت آتية من إسطنبول في تركيا، بعد انتهاء المهمّة التي كُلفت بها.

واستقبل البعثة في صالون الشرف في المطار وزيرا البيئة والاشغال ناصر ياسين وعلي حمية والسفير التركي في لبنان علي باريش اولوزوي، ومحافظ بيروت مروان عبود، ومدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى وعدد من الضباط.

وأكد سفير لبنان في تركيا غسان المعلم “أن اعمال البحث لا تزال جارية عن المفقودَين اللبنانييَن الياس حداد ومحمد المحمد تحديداً في موقع الفندق في أنطاليا حيث كانا موجودين، وحيث خرج منه أيضاً المواطن اللبناني باسل حبقوق بخير”، مضيفاً “تبلغنا عن حوالي ستين أو سبعين اسماً مفقود الاتصال بهم حتى اللحظة”، مشيراً إلى “أن السفارة تعمل ليلاً نهاراً لمعرفة مصير آخر لبناني موجود في تركيا”.

اما في سوريا، فتُواصل بعثة البحث والإنقاذ اللبنانية في مدينة جبلة أعمالها لليوم الرابع على التوالي وذلك بحسب ما أفاد الجيش اللبناني في تغريدة عبر “تويتر”.

وبالتزامن، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي ترأس الوفد الوزاري إلى دمشق السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا وجرى البحث في الخطوات التي قام بها لبنان على أثر وقوع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا خاصةً لجهة فتح مطار رفيق الحريري الدولي وجميع المرافئ اللبنانية لاستقبال المساعدات المقدمة إلى سوريا، إضافةً إلى إرسال عدد من الآليات للمساهمة في رفع الأنقاض وإرسال بعثتين للمساعدة في إنقاذ المتضررين جراء الزلزال.

وقد ثمنت السفيرة شيا هذه الخطوات وشددت على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة والأشخاص المتضررين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى