وفد أمريكي يزور الرياض وثلاث أولويات على طاولة المباحثات

> واشنطن «الأيام»:

>
يشارك وفد حكومي أمريكي رفيع المستوى في اجتماعات مجموعة العمل المشتركة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة قضايا أمنية مهمة في المنطقة بمقدمتها الملف اليمني، والتهديدات الإيرانية للمنطقة، والدفاعات الجوية والبحرية، وذلك في خضم توتر العلاقات بين المملكة وواشنطن على خلفية قرار مجموعة أوبك بخفض انتاج النفط.

وخلال الفترة ما بين 13 وحتى 16 فبراير الجاري، سيجتمع الوفد الأميركي مع ممثلين عن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة لمناقشة الأولويات المشتركة في العاصمة السعودية، الرياض، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية الأميركية، الجمعة.
ووفق البيان، فإن اجتماعات مجموعة العمل الثلاثة ستتركز على ثلاث أولويات، وهي: الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري، وإيران ومكافحة الإرهاب.

ويترأس الوفد الأميركي، المبعوث الخاص لشؤون إيران القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب، روبرت مالي، والمبعوث الأميركي الخاص بالإنابة للتحالف الدولي لهزيمة داعش، كريستوفر لاندبرغ، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانييل بينيم، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الدفاع عن الشرق الأوسط، دانا سترول.

كما سيرافق الوفد الرفيع قادة مدنيون وعسكريون كبار آخرون.
وتظهر هذه الاجتماعات الالتزام المشترك للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال التعاون عبر مجموعة من القضايا، بحسب البيان الأميركي.

لطالما كررت الولايات المتحدة تأكيداتها على التزامها بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تؤدي منذ عقود دورا سياسيا وعسكريا محوريا.
وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات إستراتيجية، وفق ما يؤكد البلدان، رغم بعض التباينات التي طرأت في الفترة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بقطاع النفط، بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية خفض إنتاج النفط في الخامس من أكتوبر الماضي على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.

وقد أثار قرار أوبك+ غضب الولايات المتحدة التي قالت إنه لا يخلو من خلفيات سياسية وأن السعودية تعمل على مواءمة سياستها في مجال الطاقة مع روسيا، وهو ما يتعارض وجهود واشنطن وحلفائها الغربيين في تضييق الخناق على موسكو.
ولوحت واشنطن بالذهاب في خيار مراجعة العلاقات مع الرياض غير مستبعدة فرض عقوبات على المملكة.

ورفضت الرياض هذا الموقف الأميركي بشكل قاطع، وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن قرار أوبك+ ليس له أي سند سياسي وأنه اقتصادي بحت بطبيعته.
ويرى مراقبون أن توجه الوفد الأميركي للرياض لمناقشة هذه الملفات المهمة، لا يعكس أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد النزول من الشجرة التي سبق وأن صعدتها بعد قرار أوبك+، رغم أنها تدرك أن أي خطوة سلبية تجاه المملكة ستنعكس سلبا عليها خصوصا وأن القيادة السعودية كانت لوحت بأن لديها الكثير من الخيارات ومنها تعزيز العلاقات شرقا.

وتأتي هذه الاجتماعات بعد أن احتضنت السعودية الأسبوع الماضي المناورات العسكرية "رماح النصر" بنسختها الثالثة، في مركز الحرب الجوي بالقطاع الشرقي، بمشاركة عشر دول، من بينها الولايات المتحدة، تحاكي مواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة، وخصوصا السعودية وإسرائيل، وذلك في ظل التغيرات الجيوسياسية الدولية بعد الحرب الأوكرانية وتعزيز التحالف الروسي - الإيراني.

وكانت الرياض قد بدأت محادثات مباشرة مع طهران على المستوى الأمني عام 2021 في محاولة لاحتواء التوتر، وسط حالة من عدم اليقين في الخليج بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.

واتهمت السعودية إيران بالمسؤولية عن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على منشآت نفطية بها عام 2019، وهو ما تنفيه طهران. ويدور تنافس بينهما منذ عقود ويدعم كل جانب حلفاء يخوضون حروبا بالوكالة في أنحاء المنطقة.
في صيف العام الماضي، أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن الشرق الأوسط"، وذلك على هامش زيارته للمنطقة في جولة شملت السعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى