التلال والروضة .. درس كروي لاذع
أكره التوقعات في مباريات كرة القدم كراهية الذباب للون الأزرق ، لكن أحدهم فاجأني قبل دقائق على انطلاقة مباراة التلال والروضة أمس السبت في بطولة كأس عدن طالبا بإلحاح توقعي مع تدعيمه بمبررات مقنعة .. وأمام ضغط الكاميرا ، وجوال الصوت رميت بتوقعي لصالح التلال ، إنطلاقا من تلك الهالة التي أحاطت بالتلال ، والدعاية التي قرنت توقعي بالعديد من الصفقات التي أبرمها مدربه الكابتن قيس محمد صالح.
أشعر بانزعاج حقيقي لأنني حشرت نفسي في توقعات خيوطها أوهن من بيت العنكبوت ، مع لعبة لا منطق لها ، تلعب فيها الاستماتة والتضحية دورا هاما في تقليص الفوارق .. للأمانة جئت مشدودا بما يقال عن التلال وصفقاته وتغييره لجلده ، لكنني اندهشت كثيرا للأداء البطولي المستميت الذي غلف أداء فريق الروضة ، فارضا إيقاع التعادل السلبي ، حين حول لاعبوه مرماهم إلى خرم إبرة ، استحالت معه أحلام مرور الجمل التلالي إلى كابوس مزعج.
فاز التلال بفارق ركلات الترجيح بعد أن عاش جمهوره الكبير على أعصابه ، و كسب الروضة تعاطف واحترام كل الذين شاهدوا أداءه البطولي المستميت ، وهنا من واجبي تقديم الشكر للاعبي الروضة فردا فردا، ليس لأنهم تجاوزوا ظروفهم الصعبة فحسب ، ولكن لأنهم لقنوني درسا وعلموني بعد هذا العمر الطويل أن كرة القدم لعبة لا منطق لها وأن مباريات الكؤوس غالبا مليئة بدراما المفاجآت ، وأن التوقع فيها مهما بدت الموازين مختلة وغير متكافئة لعب بالنار .. نعم تأهل التلال إلى الدور القادم ، بعد فوز عسير جاء محمولا فوق معاناة لا حصر لها ، فيما فاز الروضة بقلوب وعقول كل الذين وقفوا يصفقون لرئيس نادي الروضة الكابتن القدير جمال عمر .. مهنئين إدارته على هذا الفريق المكافح ، الذي يرفع الرأس.
لا يستقيم الحديث عن الأداء البطولي والقتالي للاعبي الروضة ، دون الإشارة إلى المدرب الشاب (أكرم الربان) ، الذي كان ربانا في قراءة أفكار لاعبي التلال ، والأهم أنه كان يعي الهدف الذي يسعى إليه ، فلعب على إمكانيات لاعبيه ووظفها داخل الملعب توظيفا جيدا أتاحت له فرصة التكيف مع الخصم.
وباركت للاعبي التلال وجهازهم الفني ، وكنت بصراحة سعيدا لبقاء النكهة التلالية حاضرة في الدور القادم ، وكان الكابتن وجدان شاذلي مدير عام مكتب الشباب و الرياضة بعدن يجلس إلى يساري في منصة ملعب الشهيد الحبيشي ، حيث كان هو الآخر يعتقد أن التلال في نزهة، ربما لأنه انخدع بتوقعي، وعندما انتهت المباراة على إيقاع التعادل السلبي سألني ضاحكا : هاه ماذا تتوقع لمباراة الغد بعد درس الروضة المجاني؟ .. أجبت على طريقة إخواننا المصريين : توبة من بعد ذي النوبة.
أشعر بانزعاج حقيقي لأنني حشرت نفسي في توقعات خيوطها أوهن من بيت العنكبوت ، مع لعبة لا منطق لها ، تلعب فيها الاستماتة والتضحية دورا هاما في تقليص الفوارق .. للأمانة جئت مشدودا بما يقال عن التلال وصفقاته وتغييره لجلده ، لكنني اندهشت كثيرا للأداء البطولي المستميت الذي غلف أداء فريق الروضة ، فارضا إيقاع التعادل السلبي ، حين حول لاعبوه مرماهم إلى خرم إبرة ، استحالت معه أحلام مرور الجمل التلالي إلى كابوس مزعج.
فاز التلال بفارق ركلات الترجيح بعد أن عاش جمهوره الكبير على أعصابه ، و كسب الروضة تعاطف واحترام كل الذين شاهدوا أداءه البطولي المستميت ، وهنا من واجبي تقديم الشكر للاعبي الروضة فردا فردا، ليس لأنهم تجاوزوا ظروفهم الصعبة فحسب ، ولكن لأنهم لقنوني درسا وعلموني بعد هذا العمر الطويل أن كرة القدم لعبة لا منطق لها وأن مباريات الكؤوس غالبا مليئة بدراما المفاجآت ، وأن التوقع فيها مهما بدت الموازين مختلة وغير متكافئة لعب بالنار .. نعم تأهل التلال إلى الدور القادم ، بعد فوز عسير جاء محمولا فوق معاناة لا حصر لها ، فيما فاز الروضة بقلوب وعقول كل الذين وقفوا يصفقون لرئيس نادي الروضة الكابتن القدير جمال عمر .. مهنئين إدارته على هذا الفريق المكافح ، الذي يرفع الرأس.
لا يستقيم الحديث عن الأداء البطولي والقتالي للاعبي الروضة ، دون الإشارة إلى المدرب الشاب (أكرم الربان) ، الذي كان ربانا في قراءة أفكار لاعبي التلال ، والأهم أنه كان يعي الهدف الذي يسعى إليه ، فلعب على إمكانيات لاعبيه ووظفها داخل الملعب توظيفا جيدا أتاحت له فرصة التكيف مع الخصم.
وباركت للاعبي التلال وجهازهم الفني ، وكنت بصراحة سعيدا لبقاء النكهة التلالية حاضرة في الدور القادم ، وكان الكابتن وجدان شاذلي مدير عام مكتب الشباب و الرياضة بعدن يجلس إلى يساري في منصة ملعب الشهيد الحبيشي ، حيث كان هو الآخر يعتقد أن التلال في نزهة، ربما لأنه انخدع بتوقعي، وعندما انتهت المباراة على إيقاع التعادل السلبي سألني ضاحكا : هاه ماذا تتوقع لمباراة الغد بعد درس الروضة المجاني؟ .. أجبت على طريقة إخواننا المصريين : توبة من بعد ذي النوبة.