أوجاع الوطن تزداد سوءا

> في أغلب مجتمعات العالم، هناك مجتمعات حدثت فيها ثورات، وهناك مجتمعات كانت فقيرة وضعيفة وتعيش تحت المستعمر، وكذلك يوجد مجتمعات دمرتها الحروب الداخلية والتي أدت إلى أن تبقى هذه المجتمعات في ضياع وعدم قدرة على النهوض، وبإصرار أبنائها وحبهم لوطنهم استطاعوا النهوض بمجتمعهم وبناء دولهم، والذين اختاروا قدوتهم -من الرجال الذين صارعوا وضحوا بحياتهم لينتصر الوطن- دون غيرهم، وتأكدنا من ذلك بعد وفاتهم بأنهم تركوا أسرهم بدون أية أموال أو شركات أو عقارات، وعلينا أن لا نذهب بعيدا، فبلدنا خير دليل لذلك فعلينا مراجعة تاريخ الوطن الذي خسر أفضل رجاله، وفقد الكثير من أبنائه الذين كانوا يأملون بالعيش في وطن يحتويهم بالنظام والقانون.

إلا أن بعض الهفوات والأخطاء، التي أدت إلى أن تكون خنجرا مسموما في ظهر الوطن، الذي غلب عليه حب الذات، من القيادات التي ظهرت حقيقتها، واتضحت المؤامرة بعد ثورة الربيع العربي، والتي أُفرغت من أهدافها النبيلة للنهوض بحياة كريمة لكل المواطنين، حيث سحبت أهداف الشباب من تحت أقدامهم لتتسلمها قيادات ومسئولين، أوهن من خيوط العنكبوت كان هدفهم الرئيسي هو الصعود على ظهر الشعب والاهتمام بالذات، بسحبهم بساط خزينة الدولة لجيوبهم واستثمروا أموال الوطن ببلدان العالم بأسماء مقربين لهم، ولحاشيتهم -والأقربون أولى- في رعاية قصورهم وأبراجهم ومشاريعهم بدول عدة لم يمكثوا بها لمدة شهر بالكثير كسياحة قبل الربيع العربي واليوم هم من أصحاب الإستثمارات فيها.

وبعد ذلك برزت صورة مأساوية بوطني حيث لم يجد أبناءه سوى الألم والدماء، وافتتاح بيوت العزاء والبكاء المستمر بسبب نتائج ثورة لم تمضِ كما هدف لها شبابها، فيؤسفنا أن نرى الوطن بلا مؤسسات ولا قوانين ولايوجد فيه أبسط مقومات الحياة.

فدائما كنا نرى الثوار ورجالات الدولة لايغادرون وطنهم، حتى بعد خروجهم من السلطة إلا في وطني، الذي خرجت قيادته وأعلنت أنها حكومة منفى، ليس بهدف استعادة الوطن بقدر ماكان هدفها بناء الذات والعيش في رخاء وبحبوحة، متجاوزين كل الأعراف والقيم لمعنى قيادة شعب وللأسف استمرت هذه القيادة في بناء نفسها طيلة ثمانية أعوام، وتضرب في الميت دون البحث عن محاولة لإنعاشه وإعادته للحياة. نحن كمواطنين لانريد أن نعيش مثل مواطني دول الجوار، لكننا نريد أن نعيش ربع حياة قاداتنا وأسرهم، والذين إذا سألت أحد أبنائهم عن اليمن يكون رده بأي قارة هي؟؟ لتستمر أوجاع الوطن وتزداد سوءا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى