دعوة لترسيخ المواقف من قضية الجنوب الوطنية

> وجدت نفسي مضطرا في ظل الجدل والتفاعل والغضب الجنوبي المشروع الحاصل في المشهد السياسي العام، أثر تصريحات العليمي بشأن قضية الجنوب، وقد كرسنا لها موضوعات ثلاثة وضعنا رأينا فيها وحددنا موقفنا منها وتم نشرها في حينه، غير أنني ارتأيت هنا بأنه من المناسب أن أعيد بعض الفقرات الطويلة التي تضمنها موضوعنا المنشور بتاريخ 20 ديسمبر 2022م، أي قبل شهرين ونصف تقريبا، وكان تحت عنوان: "الفعل الاستراتيجي المنظم البعيد عن ردود الأفعال هو المطلوب" .

وأدعو هنا مخلصا القُرَّاء الكرام الذين سيطلعون عليها، إعادة القراءة والتمعن في مضمونها واستخلاص ما يرونه مناسبا من وجهة نظرهم ومتسقا مع مواقفهم وقناعاتهم، وهي على النحو التالي:

1 - الشعب الذي ينتصر لهدفه ومشروعه الوطني بعظيم التضحيات وبسخاء وطني نادر وبعزة وشموخ رغم كل آلامه وجراحه ومعاناته، ويسعى حثيثا لاستعادة سيادته وكرامته وحريته ودولته الوطنية الجنوبية، ويتمتع بإرادة وطنية صلبة ويمتلك الكثير من مقومات الصمود والثبات والمواجهة المشروعة، لا يمكن ومن غير المقبول حبسه في إطار دائرة ردود الأفعال عند كل فعل مضاد لإرادته وحقه المشروع، أو لأية ضربة يتلقاها من خصومه وأعدائه وبأي صورة كانت.

2 - ففي حالة البقاء الدائم في إطار رد الفعل إنما يعكس ذلك مع الأسف الموقف المشوش وربما المرتبك ولأسباب داخلية وخارجية كثيرة، وما ينتج عن ذلك من ضعف أو تغييب للدور الاستثنائي المطلوب للقيادات والنخب السياسية والوطنية الجنوبية المختلفة، ومحاولة شل قدرتها على تسيير دفة الفعل الاستراتيجي المنظم الذي يعكس قناعاتها الوطنية ووضوح الرؤية لديها وثبات السير نحو الهدف دون أن تتوه في دهاليز بعض التحالفات المؤقتة غير الجادة التي أملتها الظروف وطبيعة المرحلة.

3 - إن الموقف يتطلب التعامل الحاسم والمنظم والمدرك لطبيعة كل خطوة وبحسابات دقيقة لنتائجها وتداعياتها المحتملة، والمدرك بوعي لطبيعة الأوضاع القائمة حتى يكون للفعل السياسي حضورًا قويًا ومتماسكًا بين صفوف الناس ولا تدخلهم في متاهات ردود الأفعال الآنية التي تختلط عليهم فيها الأوراق وتربك حركتهم المنظمة نحو هدفهم وبما يجعلهم في حالة يقظة تنتظم فيها صفوفهم وتتضاعف فيها قدراتهم على خوض غمار التحديات وبثقة ونجاح مهما كانت المصاعب والعراقيل التي تنتصب في طريقهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى