لماذا الجنوب يدفع الثمن.. يتحمل أوزار هذه الحرب؟

> قامت الحرب بهدف استعادة الدولة وعاصمتها صنعاء، وتشكلت شرعية ممن كان لهم دور بارز في تسليم صنعاء للحوثي، سواء كان بمساعدته للوصول إلى صنعاء أو بالهروب وترك صنعاء مفتوحة ومشرعة الأبواب. ولم يطلقوا رصاصة واحده بينما لديهم ترسانه من الأسلحة ووحدات عسكرية قادرة -إن تحركت- على أن تدافع عن العاصمة أو حتى مناطق مهمة مثل الحديدة، التي يتواجد فيها أعداد كثيرة من القوات التابعة للشرعية، ولكن الأمور تسير بهذا الوجه "سلم واستلم" وبعدها لجأوا إلى المملكة لإنقاذهم والتي لم تتاخر في إعلان الحرب وتكوين عاصفة الحزم.

الجنوب واجه الغزو الشمالي بمقاومه شعبية وبامكانياته الذاتية، والأسلحة الشخصية، حتى أتى الدعم من التحالف وتحرر الجنوب في غضون ثلاثة أشهر وساهم في تحرير أجزاء كبيرة من الشمال، هل أحد سأل نفسه، لماذا تحرر الجنوب في هذه الفترة القصيرة، بينما الشرعية لم تنجز تحرير أي محافظة شمالية واحدة خلال ثمان سنوات ؟

لماذا الإصرار على فرض الأطراف الشمالية ( التي سلمت صنعاء ) لإدارة الجنوب تحت حجة أنهم يمثلون الشرعية؟

خلال الثمان السنوات الماضية، تعرض الجنوب بشتى أنًواع الإرهاب من قتل الجنوبيين، ومحاصرة الجنوب عبر تعطيل الخدمات وتأخير دفع المرتبات للقوات الجنوبية وكل الموظفين الجنوبيين والمتقاعدين، كما تعرض للأهمال، ولم يتم إعادة إعمار ما دمرته الحرب من هو المسؤول عن ذلك؟ وهل من الحكمة استمرار الضغط على المنتصرين الجنوبيين لإرغامهم بالقبول بتسوية غير عادلة؟ولماذا العالم والإقليم لا يتدخل ويوقف العبث بالجنوب؟ ما هي مصلحتهم في السكوت على حصار شعب بأكمله ؟

لماذا العالم والإقليم يتفاوض مع الإنقلابيين في صنعاء، وتحت أي ثمن لمراضاته، بالقبول بالهدنة وبما في ذلك تمكينه من البقاء حاكما وإغرائه بدفع مرتبات موظفيه العسكريين والمدنيين من ثروات الجنوب؟ بينما أبناء أرض الجنوب تمنع عنهم المرتبات لأشهر وتحجب عنهم الخدمات ويعيشون تحت خط الفقر؟ هل يستطيع أحد تفسير هذا اللغز ؟

هل أصبح الجنوب أرضا بلا شعب، حتى يتم تقرير مصيره من قبل أناس لا صلة لهم بأرض الجنوب؟ أين مواثيق الأمم المتحدة المتعلقه بحق الشعوب في تقرير مصيرها؟ لماذا يساهم العالم والإقليم في فرض نظام سياسي على الجنوب غزاه ثلاث مرات خلال ثلاثة عقود، ومتحفز حتى اللحظة بتكرار ذلك؟ هل أحد سأل نفسه من العالم والإقليم، لماذا الجنوبيون صابرون ومتحملون للظلم، ويدافعون عن أرضهم بدون مرتبات، ويحاربون الإرهاب الموجه ضد الجنوب ومتحملين تدني الخدمات ؟ وهل يوجد شعب في أي أرض في العالم مثل شعب الجنوب، صابر على الحصار وتنهب ثرواته أمام عينيه؟ لماذا يرغم العالم والإقليم الجنوب على وحدة سياسية، فشلت من أول يوم وبنيت على الغدر والفهلوة، وسببت كوارث وحروبا مستدامة خلال العقود الماضية، وأصبح استمراراها يهدد السلم والأمن العالميين؟

وأسئلة كثيرة تحتاج أجوبة ممن يديرون العالم والإقليم.

أصبح واضحا بأن الحرب في اليمن، تحولت إلى صراع إقليمي، وأن الحرب أيضا تحولت من إعادة الشرعية إلى صنعاء إلى إعادتها إلى عدن، وما زالت الحرب مستمرة بكل الوسائل على أرض الجنوب، وهناك مؤشرات وأدلة بأن الشرعية والحوثي على توافق كلي، بان هدفهم النهائي السيطرة على الجنوب، وأن الشرعية تخلت عن عودتها إلى صنعاء بشكل نهائي وهناك شواهد كثيرة، وأدلة تؤشر على ذلك بدءا من الانسحابات غير المبررة، وتسليم المعسكرات بكل ما تحتويه من أسلحه للحوثي ومن خلال تمرير الأسلحة، بمختلف أنواعها القادمة من إيران عبر شرق البلاد، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة عبر المنطقة العسكرية الأولى، والتي تتموضع في المهرة، ووادي حضرموت، ومن خلال توقيف عمليات تحرير ميناء الحديدة، وأخيرا موافقة الشرعية على صرف مرتبات كافة موظفي الحوثي العسكريين والمدنيين من ثروات الجنوب، والكثير من القضايا وبالذات في المجال الاقتصادي، والتي اتخذتها الحكومة وكلها تخدم الحوثي وتضر بمصالح الجنوب.

لماذا يراد للجنوب أن يظل ساحة حرب مفتوحة، لصالح من في العالم والإقليم؟ هذه السياسية التي يتم تغذيتها عبر الإرهاب الموجه ضد الجنوب وعبر إحكام الحصار على شعبه والتي تمارسه أطراف شمالية في الشًرعية وغيرها؟

كما يقولون -كثر الضغط يولد الانفجار- وشعب الجنوب تحمل فوق طاقته، والخوف أن يولد كثرة هذا الضغط الموجه ضده من جميع الاتجاهات إلى الانفجار العظيم، الذي يصعب السيطرة عليه، ولهذا لا توجد مصلحة لأحد بأن تكون هذه المنطقة الاستراتيجية في العالم، مصدر خطر لأمن العالم والإقليم. ومن الأهمية بمكان مراجعة السياسات الخاطئة، التي توجه ضد الجنوب، وعدم شيطنة الجنوب من قبل القائمين على هذا الشأن، سواء كانوا من الإقليم أو العالم وأمن الجنوب هو أمن الإقليم والعالم، وأي لعب على وتر الإرهاب وإحكام الحصار على الجنوبيين ليست في مصلحة الإقليم والعالم.
خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى