شهر المعاني.. رمضان أكرم

>  وجه الزمان يضحك، يبتسم

رمضان مشرق على الكون يطل

نحن ما نزال باليمن ضحايا حرب ضروس، حدث فلا حرج، يتكالبون يتقاتلون باسمنا يحكمون ، يتحكمون وعلى الأرض، قتل ودمار وخراب وتمزق في الروابط والمشاعر والكل غدا غدا، سيهتف أهلا أهلا بك رمضان، شهرا للصوم، للتوبة، للقيام، للسجود، ولله في عباده شوون.

رمضان آية الزمان شهر، دهر، حقب، أزمان توالت عبرة، معجزات، غيرت مجرى الكون. رمضان كان عبرة كان خيرا. كان شهرا مميزا في فضاء الزمان المكان. أراده المولى خيرا من ألف شهر، فريدا في المعنى في الجوهر، يحمل في طياته، برسالته بطقوسه، إيمانا عميقا لله، للكون للإنسان، عملا صالحا وخيرا على الأرض يعم الجميع.

رمضان المعنى الكريم، كريم المناقب، خير من ألف شهر، به أنزل القرآن الكريم، شهر التسامي، مجدا لمكانة وكرامة الإنسان. تلك آيات رمضان حددها المولى و تلك معانيه التي بدونها ممارستها قولا و فعلا على الأرض، يصير الزمان يصبح مجرد تواصل أزمان، خواء تضبط مقاييسه فقط الأهواء الفاقدة الإيمان. وتلك لعمري بعيدة كل البعد عن جوهر الإيمان، جوهر نفحات الإيمان نفحات شهر رمضان.

والنفس تسأل ونحن نلج تباشير شهر كريم، تباشير تلوح تحمل معها من البشائر الكثير، فهل نقول مرحبا أهلا وسهلا رمضان، لأننا رأينا على القرب من محيا مقدمك، بشائر خير وعلى بعد آلاف المسافات، وعلى مقربة من جدار الصين ابتسامة أيضا تلوح.. تلوح بفجر جديد، يحمل بطياته الكثير، فهل سيكون لمقدمك ما نأمله من معانٍ حاملة معها ما نتمناه من فرح يعزز للكون للناس فرحة تدوم، بواد طحنته ملهاة مأساة الحرب الضروس، تلك التي طحنت شعبا.

كان ذات يوم ينتسب ليمن سموه باليمن السعيد، هكذا نحلم وأنت كريم وأنت شهر كريم، وها نحن نقف على أولى خطى عتبات بابك، وأنت تدلف بقعة جرداء، أحرقها اللهيب، طحن شعبا، شرد جيلا مزق أواصره، وبتنا على شفا حبل الوريد، حبلا ينزف دما صديدا، تخالطه الأحقاد، وتباعد ذات البين، وما هكذا كنا من سنين، فهل نحلم أن نرى بمقدمك غير ذلك، والله ما ذلك على الله ببعيد، إن أراد المتقاتلون طي صفحات الإثم، إثمهم، وقالوا أهلا بك حقا، يا رمضان، خاصة وقد توافقوا على إطلاق سراح من كانوا يعتقلونهم طيلة سنوات الحرب العجاف، قل لهم يا رمضان لا تطلقوهم بالقطارة فما هكذا كان بسطاء القوم يتوقعون، ولا هكذا تورد الإبل، أطلقوا سراحهم جميعا، يمنيين، سعوديين، سودانيين، ممن نكب بهم الزمان من حيث لا يعلمون، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. نقول:

مرحبا أيها الشهر الفضيل، وتبا لماراثون الحرب الضروس وضلالات تجار الحروب.

مرحبا مرحبا بك يا رمضان يا ذا الذي قال فيك أبو الشيص الخزاعي:

يا حبَّذا الزَور الَذي زارا

كأَنَّهُ مُقتَبسٌ نارا

نَفسي فِداء لكَ مِن زائر

ما حَلَّ حَتى قيلَ قَد سارا

مَرَّ بِبابِ الدارِ فاجتازَها

يا لَيتَهُ لَو دَخَلَ الدَارا

بشغف الكل ينتظر رمضانا كريما، يهللون لمقدمه، يرددون الذكر ينتظرون الخير، ولا ينتظرون خيرا من أحد سواه قد أوصلتهم ناصية الحرب، وأجلاف الحروب نسيان أشياء، لكنهم ألين أفئدة، لمقدمكم يعون كيف يتصرفون، نكتب هذا كى لا نختم الشهر ولا نرى شيئا ولا شيء في حياتنا استجد،

مرحبا بك يا رمضان لكنك مثل ضوء يهل، ينير يفرح، ونشوة الكون دعاء صلوات، صياما، سجودا، وتمضي كلمح البرق، ندعو لعودتك وأنت دوما تعود بالخير دوما تعود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى