عدن تحت سوط العذاب القاسي

> هكذا تبدو ملامح عدن شاحبة منكسرة تحت وطأة العقاب الذي طال أمده، فهل هو غدر الزمان وأهله أسئلة كثيرة تلك التي ترتبط بما آل إليه حالنا في سلسلة عذاب هي الأقسى في تاريخ هذه العاصمة الحضارية التاريخية إن جاز التعبير، والتي لم تعش قط ماهي عليه من بؤس بمثل ما نحن فيه منذ ما يزيد عن عقد من الزمان.

واقع لم تظهر معه نجدة الأشقاء ممن أداروا ظهورهم للجنوب عموما ومعاناته، فماذا يمكنهم القول عن مدينة تبدو حزينة، منطفئة يجوب سكانها الأنحاء بحثا عن قطرة ماء، ويستنفذون كل البدائل بحثًا عن مصباح إنارة، يتلمسون عبره فطورهم الفقير في أمسيات الشهر الكريم هكذا يبدو كل شيء واجفا في مدينة كان يملأ جنباتها صخب الحياة والتجارة ويعتلي صدر منابرها خطاب التراحم وتكثر في مناسباتها أيادي العطاء، إنهم كرام القوم التي حلت بهم سنوات عجاف ولم تأتي بعد إغاثة الأشقاء إلا أننا لم نفقد الأمل برحمة الخالق من منطلق إيماني خالص، ومن منظور وتلك الأيام نتداولها بين الناس هكذا يبدو صمت المدينة وحزنها لا يثير شفقة الأشقاء للأسف، رغم أن الحال لا يتطلب العطاء المادي كما يظن البعض ولكنه مرتبط بالبعد السياسي الذي لا يراد له أن يعبر عن تطلعات شعبنا الأمر الذي دعا لممارسة نمط جماعي من العذاب، عبر سوء الخدمات ناهيك عن تعطيل وجه الحياة عبر الجانب الاقتصادي لمجتمع يعاني من تبعيات سنوات الحرب وآثارها المدمرة، ومستويات بطاله غير مسبوقة واقع لا يمكن معه التنبؤ بحال أفضل على المدى القريب وهنا نسأل هل قسوة التعذيب التي تمارس بحق الجنوب عموما تشكل توطئة لحلول سياسيه عادلة وقادرة على الصمود حتى مع تجاوزها حقائق التاريخ والجغرافيا، وهل الجنوب صاحب الحق في أرضه وثرواته واقع لا يشكل تجاهله إلا تأسيسا لمعادلات سياسية لا يمكنها الصمود لأن جوهر الظلم والجبروت لم يشكل قط سبيلا للحلول المنصفة ومعطيات التاريخ شاهده.

لقد طال أمد الليل في الجنوب الصامد الصابر وكل المعادلات السياسية الغير منصفة والغير عادلة لا ولن تمثل جسرا صوب المستقبل فهل ترانا مازلنا نحسن الظن بمحيطنا الإقليمي وعواصمه التي تنبض بالحياة والرفاه على مقربة من شقيق أدمته المعاناة وسحقته سنوات الحرب المصحوبة بحرب الخدمات والمعيشة إنها دوامات عجيبة يراد من خلالها كسر إرادتنا وتطلعاتنا الحياتية المشروعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى