حرص صيني على إتمام تطبيع العلاقات بين طهران والرياض

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​قالت أوساط سياسية خليجية لـ "العرب" إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الصيني شي جينبينغ وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعكس في أحد جوانبه حرص بكين الشديد على إنجاح مسار تطبيع العلاقات بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران.

وتشير الأوساط إلى أن الأمر بالنسبة إلى بكين يتجاوز مجرد جمع شريكين تربطهما بها علاقات وثيقة، إلى رغبة في فرض نفسها طرفا فاعلا على الساحة الدولية، يزاحم الولايات المتحدة في مراكز نفوذها التقليدية.

وتلفت الأوساط ذاتها إلى أن استقرار منطقة الشرق الأوسط وتبريد الجبهات بين القوى المتنازعة ينطويان أيضا على مصلحة كبيرة بالنسبة إلى الصين، سواء في ارتباط بتجارتها أو في علاقة بإمدادات الطاقة.

وأجرى الرئيس الصيني محادثة هاتفية مع ولي العهد السعودي ركزت على دعم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الجاري بين الرياض وطهران، وعلى تعزيز العلاقات الثنائية، في سياق الشراكة الإستراتيجية التي أعلنا عنها في وقت سابق.

وتشهد العلاقات السعودية – الصينية تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، ويعزو مراقبون ذلك إلى السياسة الأميركية المتخبطة، والمتخاذلة في بعض الأحيان في دعم شريكها الرئيسي في المنطقة.

وعبرت السعودية وغيرها من دول الخليج عن القلق بشأن ما ترى أنه نأي من جانب الولايات المتحدة عن المنطقة، ومن ثم اتجهت لتنويع الشراكات مع التركيز على المصالح الأمنية والاقتصادية الخاصة بها.

ويرى متابعون أن الاتفاق السعودي – الإيراني يعكس واقع أن الصين قررت الانخراط بقوة في هذه الساحة التي ظلت لعقود حكرا على الولايات المتحدة، وأن بكين باتت مقتنعة بأن تعزيز علاقتها التجارية والاقتصادية يتطلب بالضرورة مشاركة دبلوماسية فاعلة.

ومن المنتظر أن يجتمع وزيرا خارجية السعودية وإيران خلال شهر رمضان الجاري، إثر اتفاق الرياض وطهران عقب محادثات في بكين على استئناف العلاقات بينهما بعد سنوات من الخصومة التي هددت الاستقرار في الخليج وساهمت في تأجيج صراعات في الشرق الأوسط.

وكانت السعودية وإيران أعلنتا في العاشر من مارس الجاري استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

وجاء الاتفاق السعودي - الإيراني إثر استضافة بكين بين 6 و10 مارس الجاري مباحثات سعودية - إيرانية، "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة كل منهما في حل الخلافات"، وفق البيان.

ويرى مراقبون أن الحرص الصيني مع الظروف الإقليمية والدولية التي تبدو مهيّأة كلها عوامل ستتضافر من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين اللدودين، لكن ذلك لا يعني حسم جميع القضايا الخلافية بينهما.

ويشير المراقبون إلى أن الملف اليمني سيكون أبرز اختبار لهذا التحول المفاجئ في العلاقات السعودية – الإيرانية، حيث يدعم كل منهما طرفا متضادا في الصراع المتفجر منذ عام 2014.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى