​فتيات يكافحن الجهل باليمن.. أكثر من 1000 طالبة بلا مدرسة بسبب الصراع

> عبدالباسط القادري:

> في ذروة الظهيرة، تتوجّه قرابة ألف طالبة باتجاه مدرستهن المؤقتة بمدينة ذُوباب الساحلية، فتيات يكافحن متاعب حرارة الشمس التي ترافقهن طوال الطريق، وحتى داخل فصول الدراسة المكتظة والتي تفتقر للمكيفات، علاوة على تحديات أخرى مثل نقص المدرسات وعدم توفر الكتاب المدرسي.
  • إصرار على التعلم
منذ خمس سنوات، تُواصِل هؤلاء الطالبات، اللواتي يتوزعن على مختلف المراحل التعليمية (أساسي، إعدادي، ثانوي) رحلتَهن التعليمية في ظلّ هذه الظروف بالغة القساوة، والتي تزداد سوءًا بالرغم من توقف المواجهات عام 2018 في هذه المديرية المنكوبة.
تجدر الإشارة إلى أنّ التعليم واحد من القطاعات التي نالت منها الحرب، حيث تم تدمير عشرات المدارس، وتشريد مئات من المعلمين والطلاب. إحدى هذه المدارس: مدرسة الحكمة للبنات (المدرسة التي تضمّ هؤلاء الفتيات، والبالغ عددهن قرابة الألف)، إذ ما تزال المدرسة مدمرة على حالها حتى اللحظة، بالرغم من المطالب المستمرة من قبل الأهالي والطلاب والمعلمين للحكومة والمنظمات المعنية بإعادة بنائها، والنظر بشأنها.
  • خيارات مرة
يتحدّث علي محمد عمر الفتاحي، مدير مدرسة الحكمة للبنات، عن بعض تفاصيل المعاناة التي تواجه الطالبات في مدرسة الحكمة، بسبب دمار المدرسة جراء الصراع، مشيرًا إلى أنّ الخيار يبقى إمّا التوقف أو اختيار فترة غير الفترة الصباحية لتتعلم الفتيات فيها، وكانت مدرسة الشعب للبنين هي الأنسب والأقرب، وهو ما تم لاحقًا، رغم تحمّل الفتيات متاعب بالجملة، لكن حرصهن على إكمال تعليمهن دفعهن للصبر والكفاح.
ويضيف الفتاحي: "لم تقتصر التحديات عقب انتهاء الصراع في منطقة ذُوباب، على إعادة بناء المدارس المتضررة، بل امتدت لتشمل تفاصيل أخرى، مثل غياب الكادر التعليمي، وشحة مفرطة في الأدوات والأثاث، أمور عقّدت كثيرًا من وضع الطالبات، وأوضاع المعلمين المتبقين هناك. ولذلك كانت هناك مبادرات مجتمعية بحدود الاستطاعة، حاولت أن تخرج بالتعليم من شرنقة هذا العجز القائم، من بين هذه المبادرات: مبادرة 15 فتاة في مدرسة الحكمة للبنات، تطوعن للتدريس مقابل أجر بسيط لا يتجاوز 20 ألف ريال شهريًّا لكل واحدة، يتم توفيره من اشتراكٍ شهريّ، على كل طالبة ألف ريال".
ويتابع الفتاحي حديثه: "حبًّا في التعليم؛ اتخذنا من العراء مقرًّا للتدريس، لعدم توفر بديل، وبجهود المتطوعات في مدرسة الحكمة، حاولنا تسيير العملية التعليمية، على أمل أن تلتفت الجهات المعنية لوضعنا، وتعيد تأهيل المدرسة، حتى تعود الأمور لسابق عهدها، إذ إنّنا في الوقت الراهن، لا خيار أمامنا إلّا التدريس في الفترة المسائية، حيث يكون التركيز ضعيفًا، وحرارة الشمس مرتفعة، أو التدريس في العراء مجدّدًا في الفترة الصباحية".
  • تداعيات ومطالب
من جهة أخرى، يشير سمير عبدالله، أحد سكان مديرية ذُوباب، إلى التداعيات السلبية التي لحقت بالطالبات جراء الحرب عمومًا، ومن ذلك توقُّف العديد منهن عن الدراسة؛ لعدم قدرة أسرهن على تحمل نفقات الدراسة، في ظلّ وضع عام يتصدره الفقر والبطالة.
ودعا سمير، نيابةً عن آباء ذُوباب، الجهات المعنية إلى سرعة تأهيل مدرسة الحكمة للبنات؛ لتخفيف الازدحام في مدرسة البنين، وإنقاذ التعليم المتردّي جراء عدم وجود مبنى، وانعدام الكتاب المدرسي، الذي يضطر الطلاب والطالبات إلى تحمّل تكاليف طباعة مقرراته.
خيوط

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى