​اليمن: الاحتكار يضاعف أسعار عصائر رمضان

> «الأيام» محمد راجح:

> دفعت الأزمة الطارئة المستفحلة في سوق الفاكهة مالك أحد المقاهي الشهيرة شمالي صنعاء إلى إيقاف بيع بعض أنواع العصائر نتيجة القفزة الكبيرة التي تشهدها أصناف الفاكهة التي تنتج منها هذه المشروبات الرائجة في شهر رمضان بعموم مدن ومناطق اليمن.

يقول حامد السامعي، لـ"العربي الجديد"، إنه قام بتفكيك آلة عصر البرتقال منذ نحو ثلاثة أيام ووضعها في المخزن لعدم القدرة على الاستمرار بنفس السعر السابق لعصائر برتقال الذي يتم "كبسه" أو فرمه عبر هذه الآلة ووضع هامش ربح مناسب.

ويضيف أن أسعاره تضاعفت بشكل مفاجئ منذ مطلع الأسبوع الحالي ولم يعد قادراً على تطبيق سعر عصائر هذه الفاكهة الذي كان يصل إلى 2400 ريال يمني.

وتشهد الأسواق المحلية في اليمن غلاء فاحشاً في أسعار جميع أنواع الفاكهة المتداولة، ما انعكس على أسعار العصائر في المحال التي يمثل لها رمضان موسماً سنوياً يرفع حركة المبيعات من العصائر الرائجة في هذا الشهر بمقابل انخفاض الإقبال على الوجبات السريعة التي تقدمها إلى أدنى مستوى.

وصدمت أسعار البرتقال خلال الأيام الماضية أسواق صنعاء ومدن يمنية أخرى، بعد أن قفزت بنسبة تزيد على 500% مع وصول سعر العلبة الواحدة إلى أكثر من 32 ألفاً بعدما كانت 15 ألف ريال، وتجاوز سعر الكيلوغرام من الأفوكادو 2000 ريال.

يصف المواطن طلال فرحان، ما يجرى في سوق الفاكهة بالانفلات بسبب ما تشهده من غلاء فاحش، جعل من تواجد العصائر في كثير من موائد الأسر اليمنية الرمضانية "حلماً بعيد المنال".

يتحدث فرحان، وهو من سكان منطقة المنصورة في عدن جنوبي اليمن، لـ"العربي الجديد"، أن توفير ما أمكن من الفاكهة والعصائر كما دأبت العادة في مثل هذه الأيام من شهر رمضان كالليمون والمانغو يتطلب موازنة تعادل ما يتم إنفاقه على الاحتياجات الغذائية الضرورية.

في حين يقول مصعب النجار، من سكان العاصمة اليمنية صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إن مائدته الرمضانية تكاد تخلو من العصائر التي كانت ترافق وجبة الإفطار كتقليد ثابت، إذ لا تقل أهميتها عن التمور، وكان يكفي 200 ريال لشراء كيلوغرام من الليمون وعصره في المنزل، بينما لا يتمكن الآن من شراء البرتقال.

ويرجع باعة فاكهة وملاك كافيهات عصائر ووجبات سريعة، أثناء رصد "العربي الجديد" لعدد من الأسواق المحلية في اليمن أسباب ارتفاع أسعار بعض أصناف الفاكهة كالبرتقال بدرجة رئيسية والمانغو والليمون وغيرها من الأصناف المكونة للعصائر الرائجة في رمضان إلى الاحتكار بشكل خاص ونقص المعروض من هذه المنتجات الزراعية.

ويؤكد بائع خضروات وفاكهة، عبد الرحمن العتمي، لـ"العربي الجديد"، أن هناك تراجعا في مستوى التوزيع من مختلف أصناف الفاكهة خلال الفترة الماضية، في حين زادت أسعار بعض الخضروات منذ أيام كالطماطم التي تجاوز سعرها 800 ريال للكيلوغرام نتيجة الإقبال الكثيف عليها خلال شهر رمضان.

من جانبه، يشير إلياس الوصابي، تاجر، في حديثة لـ"العربي الجديد"، إلى تداخل مجموعة من العوامل وتسببها في هذه الأزمة منها ما يتعلق بمشاكل الإنتاج والتوزيع، إضافة إلى إقدام السلطات المعنية على تقنين استيراد أصناف عديدة من الفاكهة أثر على مستوى عرضها في الأسواق.

وتنتج الفواكه في جميع محافظات اليمن وبنسب مختلفة من محافظة إلى أخرى، لكن وبالرغم من أهمية هذه المنتجات لما لها من قيمة غذائية ومردود اقتصادي إلا أنها لم تحقق تطوراً كبيراً في إنتاجيتها بمستويات اقتصادية وتجارية مناسبة نظراً لتدني المساحة المزروعة بهذه المحاصيل نتيجةً للتوسع في زراعة القات.

ويشكل إنتاج الفواكه في اليمن بحسب بيانات زراعية نسبة (18.7%) بالمتوسط من إجمالي الإنتاج في الجمهورية اليمنية.

وتقدر البيانات الزراعية الحكومية، إنتاج اليمن من الفواكه بنحو 1.5 مليون طن سنوياً، يتصدرها المانغو بحوالي 400 ألف طن من مساحة 25 ألف هكتار، ثم يأتي العنب في المرتبة الثانية بكمية إنتاج تقدر بنحو 200 ألف طن، والموز بنحو 130 ألف طن، ونحو 116 ألف طن الكمية المنتجة من البرتقال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى