نأسف يامصر

> نأسف يامصر... فقد مرت أسابيع على التصريح المشؤوم لوزير خارجية"الشر- عية" وما حرّكت شرعيته ساكنا، لا اعتذرت ولا أقالته، ولا عملت أي إجراء يخفف ما أحدثته التصريحات، بل وقفت متفرجة على مرضاها، وهم يعودون من مطار القاهرة و"أذن من طين وأذن من عجين".
بل إن دبلوماسي كبير فيها، كتب مطولة يدافع فيها عن فشل شرعيته، في هزيمة الانقلاب في الشمال، وأن سبب ذلك أن الجنوبيين حرروا بلادهم وسينفصلون -حد وصفه-
هل سمعت مصر أو غيرها سخافة شوارعية، أقبح من سخافة ذلك الدبلوماسي الشرعنجي. هذه هي عقلية الشر- عية. ما سنحرر الشمال خوفا أن ينفصل الجنوب!! 

نأسف يامصر.. فهي شرعية لا تخجل بلا مسؤولية، تعتقدونها منظومة مسؤولة وهم"فلول خردة" خرجوا هاربين مذعورين لا يجمعها إلا الخوف من الحوثي، وفساد ظلوا يعتلفون فيه، زادوا عليه أضعافا، فجمّع التحالف العربي شتاتهم وسماهم (الشرعية)، والمعنى الأقرب لهم "الشر- عية" جمعت الشر والعي "عدم الإبانة"، ليس لديهم من المؤهلات الوطنية أو الإنسانية مايستحقون مسماهم.

كان ممكنا أن يزور وزير خارجية"الشر- عية" الحبشة و"يخزّن قات هرري" ويقضي أوقات فراغه في أي مكان!!  ويلهو بأي شيء!! لأنه في الأصل فارغ كشرعيته، له يختار مايشاء من التصريحات عن الانقلاب ..عن فشل شرعيته طيلة ثماني سنوات، وعن تصميم العالم بإعادتها !! حتى  أن له الحق بطلب دعم شقيقته أثيوبيا، بأن تساهم في عودتها، ولو أنه "طلب المنحوس من خايب الرجا" لكن اختياره لسد النهضة والتصريح والدعم لحكومة أثيوبيا كان موقفا ساذجا كسذاجة شرعيته.

من حق المصريين أن يحسبوه موقفا عدائيا، وإنكارا لجميل لمصر وشعب مصر وشهداء مصر، التي ما قدّمت المال في اليمن فقط بل دفعت فلذات كبدها فيه، ولما رفعت يدها عنه لم تتدخل في شؤونه ولا غذّت نزاعاته، ولا صنعت لها مراكز نفوذ فيه بل أعطت اليمنيين امتيازات في الإقامة والعلاج والاستثمار، رغم أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، فإن المقيمين فيها بمئات الألاف أو تزيد وظل ذلك معروفا لايمكن نكرانه.

تعودنا شمالا وجنوبا أن تقدّم الحكومة ووزراؤها و"دواشينها" مصالحها ومصالح شللها على حساب معاناة الناس، لكن ظلت مساحة فيها "عيب" لا ينتهكونها، وهي كل مايؤثر على من هم خارج البلاد، سواء دفعت بهم الحاجة للاغتراب، أو مرضى وظلت هذه المساحة مصانة، بما يشبه ميثاق شرف غير مكتوب، خاصة لجمهورية مصر العربية حتى انطلقت بلاغة بن مبارك، فكانت بلا أدنى شعور بالمسؤولية، وزاد الطين بلّة، أن الرئاسي ورئاسة الوزراء لم تحرك ساكنا حتى الآن، وأن الأمر لايعنيها، فكبرت كرة الثلج على حساب المواطن المريض، أما هوامير الفساد السياسي والحزبي، فلن تنالهم إجراءات تمس مصالحهم وهو مايجب أن تقوم به السلطات المصرية ضدهم.

كل الناس بمختلف مشاربهم السياسية والحزبية، مهما تعارضت اتجاهاتهم أو حتى تقاتلت، فإن الجميع شمالا وجنوبا، كان رافضا للتصريحات، فمصر العربية استقبلت بلا منّ ولا أذى المريض والهارب والمستثمر، حتى بائع التجزئة وصاحب "البوفيه" ولم تطلب جزاءً من أحد فهل جزاؤها تلك التصريحات التي أقل مايمكن وصفها بأنها غبية كغباء شرعيتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى