النبي يونس في الظلمات الثلاث

> ذكر نبي الله يونس بن متى باسمه"يونس" في القرآن أربع مرات في سورة النساء والأنعام ويونس والصافات، وذكر بوصفه ولقبه "ذي النون" و"صاحب الحوت" في موضعين من سورتي "الأنبياء" و"القلم" قال الله تعالى في سورة الأنبياء: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ  فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وقال تعالى في سورة القلم: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ  لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ  فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.

وخرج  يونس عليه السلام من أرض قومه متّجها نحو البحر. ويبدو من النصوص الواردة في قصة يونس أنّ الله لم يأمره بهذا الخروج، حيث وصفه الله بالآبِق، والآبق هو العبد الهارب، قال تعالى: ((إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ))،وكان على سيدنا يونس أن يسلّم لأمر الله، فليس لنبيٍ أن يترك بلده وقريته ويخرج أو يهاجر دون إذنٍ من الله، لذلك نهى الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون كصاحب الحوت في حِدّة وقلّة صبره، قال تعالى: ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ)).

وقد أخبرنا الله أنّ قوم يونس نفعهم إيمانهم بعد نزول العذاب عليهم، ورفعه عنهم بعد إحاطته بهم، قال تعالى: ((فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ)).

* الظلمات الثلاث ليونس
أمر الله عز وجل سيدنا يونس أن ينشر دين الإسلام بين أهله وقومه، ولكن واجهته العديد من العقبات والمشاكل، و تتالت عليه الأمور حتى ابتلعه الحوت في بطن البحر وظل يردد لا إله إلا أنت سبحانك ربي إني كنت من الظالمين حتى استجاب له ربه ونجاه من الكرب الشديد.
وقال تعالى: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)).

 ومن هنا نعرف أن من الظلمات الثلاث التي حدثت لنبي الله يونس عليه السلام هم:
 ظلمة الليل .
ظلمة البحر.
ظلمة الحوت.
وذلك بعد أن أرسل رب العزة الحوت إلى سيدنا يونس حتى يبتلعه، واستنادا إلى ذلك قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ((فالتقمه الحوت وهو مليم)) صدق الله العظيم.

* استجابة الله لدعاء يونس
وقد سمع نبي الله يونس تسبيح الحصى ودوابّ البحر وهو في بطن الحوت، فأدرك ما استحقّ عليه من اللوم، فأقبل على الله وأثنى عليه، فذكره، وسبّحه، وتضرّع إليه بأن يفرّج كربه، وألهمه الله الكلمات التي تبدّد الظلمات، وتُزيل الكربات، فنادى ربّه مسبّحا ونادما على ما كان منه، قال تعالى: ((وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ))،وأنبت الله عليه شجرةً من يقطينٍ يستظل بها ويأكل منها، وذكر العلماء في حكمة إنبات اليقطين عليه أنّها شجرةٌ فيها نفعٌ كثير، ومقوّية للبدن، ويؤكل ثمره بكل أشكاله نيّئا ومطبوخا، وبقشره وببزره أيضا، ولمّا تعافى يونس -عليه السلام- أمره الله بالعودة إلى قومه الذين غادرهم، فوجدهم مؤمنين بالله منتظرين عودته ليتّبعوه، فمكث معهم يُعلّمهم ويرشدهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى