بعد مغادرة الوفد السعودي صنعاء.. الحوثيون يعلنون عن أجواء إيجابية وجدية

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​غادر الوفدان السعودي والعماني العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أيام من مفاوضات وصفتها جماعة الحوثي بـ”الصعبة والشاقة”، وأكدت أنه تم خلالها إحراز تقدم في بعض الملفات وأنه ستجرى جولات تفاوضية أخرى لبحث القضايا العالقة.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع بدء الحوثيين والسلطة الشرعية في اليمن عملية تبادل للمئات من الأسرى تشمل أسرى سعوديين، في خطوة مهمة تستهدف بناء الثقة بين الطرفين.

وتشكل المباحثات التي عقدت على مدار ستة أيام بين الحوثيين والسعودية بحضور عماني في صنعاء، محاولة لتذليل النقاط الخلافية للتوصل إلى اتفاق يستهدف وقفا مطولا لإطلاق النار يمهد لتسوية سياسية في بلد أنهكته الحرب.

ويرى مراقبون أن فرص التوصل إلى اتفاق بين الجماعة الموالية لإيران والرياض واردة وبقوة، لكن من غير المنتظر أن يجري ذلك قبل عيد الفطر بالنظر إلى التعقيدات الموجودة وإصرار الحوثيين على البعض من شروطهم.

وقال محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين قبيل مغادرته مطار صنعاء، ضمن الوفد العماني إلى مسقط، الجمعة “أنهينا جولة من المشاورات مع الوفد السعودي بحضور الوساطة العمانية في العاصمة صنعاء سادتها أجواء إيجابية والجدية”.

وأضاف عبدالسلام “خضنا مشاورات صعبة ومكثفة جدا ناقشت قضايا شائكة ومتشابكة في الملف الإنساني والعسكري والسياسي، وأحرزنا تقدما في بعض الملفات”، مشيرا إلى أنه “لم تستكمل ملفات أخرى، والوفد السعودي المفاوض غادر صنعاء للمزيد من المشاورات”.

وتابع “اتفقنا على الاستمرار في أجواء التهدئة القائمة المنسحبة على الهدنة وإبقاء التواصل قائما”. وجدد التأكيد على أن “وجهة نظرنا ثابته لجهة صرف الرواتب ووقف العدوان الشامل برا وبحرا وجوا وإنهاء الحصار واستكمال ملف الأسرى الذي شهدنا تباشيره اليوم”.

كما أكد رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين على أنه إذا حصلت أي انتكاسة فهم على أهبة الاستعداد و”نأمل ألا نصل إلى هذا الوضع وألا نخسر أجواء التفاؤل”.

واعتبر عبدالسلام أنه بما تحقق في ملف الأسرى فإن البلاد تتقدم إلى السلام أكثر، وهذا مرهون بما سيتحقق في المستقبل “حيث لم نصل إلى النقطة النهائية بعد”.

في المقابل لم تصدر السعودية أي موقف سلبي أو إيجابي حيال المفاوضات، فيما يبدو أنها لا تريد استباق الأمور، لاسيما وأن تمسك الحوثيين ببعض الشروط، يصعّب حسم قرار الاتفاق.

وتسعى السعودية التي تقود تحالفا في مواجهة الجماعة المتحالفة مع إيران منذ عام 2015 إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء تدخلها العسكري في حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت في جوع الملايين.

وتمثل زيارة الوفد السعودي، الذي ذكر مصدران يمنيان أنه غادر صنعاء الخميس تحركا للبناء على هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وانقضت في أكتوبر الماضي. وتأتي الزيارة أيضا في أعقاب اتفاق بين السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات في غضون شهرين.

وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات التي سهّلت سلطنة عمان إجراءها بين السعودية والحوثيين ركزت على وقف إطلاق النار وإعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بالكامل ودفع رواتب موظفي القطاع العام وجهود إعادة الإعمار وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.

وأشار مصدران يمنيان طلبا عدم ذكر اسميهما إلى أن الطرفين قد يتفقان على اتفاق هدنة ممتد إلى حين عملهما على تسوية الخلافات العالقة.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات إن النقاط العالقة الرئيسية تشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام، الذين يصر الحوثيون على أنهم يشملون أفراد القوات المسلحة، واستخدام إيرادات النفط ووضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.

وتدخل التحالف بقيادة السعودية لقتال الحوثيين بعدما دفعوا الحكومة المدعومة من الرياض إلى الخروج من صنعاء في أواخر عام 2014. والصراع متعدد الأوجه تتنافس فيه فصائل يمنية عديدة على النفوذ.

والحوثيون هم أصحاب السلطة الفعلية في شمال اليمن. والحكومة المعترف بها دوليا ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل برعاية سعودية العام الماضي وتولى السلطة من الرئيس اليمني في المنفى.

والأمم المتحدة ومجلس القيادة الرئاسي ليسا طرفا مباشرا في المحادثات بين السعودية والحوثيين. وتشكل المجلس لتقوية الكتلة المناهضة للحوثيين لكن الخلافات بين الفصائل اليمنية سببت له صعوبات.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو مجلس يحض على عودة دولة جنوب اليمن ويعد جزءا من التحالف المناهض للحوثيين، إنه يدعم مبادرات السلام هذه لكنه لن يقبل بشروط معينة.

وأوضح عمرو البيض المسؤول في المجلس يوم الثلاثاء إن هذه الشروط تشمل اقتسام إيرادات النفط بين الشمال والجنوب أو دمج فرعي البنك المركزي أو استخدام موارد الجنوب لدفع الرواتب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى