الحوار علامة رُشد

> المؤتمر التشاوري الذي دعا إليه عيدروس الزبيدي علامة نُضج ومحور رُشد وضمان انتقال الجنوب إلى مرحلة السلامة والاستقرار والتي يمكن على أساسها صياغة ملامح المستقبل.

الحوار ارتحال من الخصومة والجدل والإلتهاب والتراشق الخطابي العبثي المؤجج للصراع إلى حالة من الرزانة والرصانة والمسؤولية والالتزام يسودها المنطق وتترجح فيها كفة العقل والحكمة والتوسط والقيمة والمبدأ. ويأتي الحوار تتويجا لانتصار الروح الجنوبية الجامعة انتصارا للغة التحاور والتفاهم للكلمة وللمنطق والحجة كسرٌ للشرور وكبحٌ للتوجهات العنفية، التي تحاول استغلال الأوضاع المحتقنة والأجواء الملبدة للإعلان عن وجودها الهدام.

ندرك حجم التكالب من جهات ومراكز قوى على مشروع دولة الجنوب الآخذ في التخلق والتشكل، والتي تعمل على تنشيط النزعات الفوضوية، وافتعال العراقيل في المحافظات الجنوبية في تأجيج الأزمات وإغراق البلاد في الفوضى مستهدفة تقويض أسس مسيرتنا نحو الجنوب ونسف إمكانات النهوض، ولهذا كانت الدعوة إلى مؤتمر تشاوري جامع في هذه المرحلة خطوة هامة لتحقيق الشروط الملائمة لإرساء دعائم مشروع دولة الجنوب، الذي يواجه الكثير من العواصف والانقسامات الباعثة على القلق.

ويبدو أن أبناء الجنوب باختيارهم هذا الحوار سبيلا لحسم التباينات والخلافات ودواعي الانقسام مستوعبين الدرس تماما، ومدركين أهمية إيجاد إجماع وطني جنوبي واصطفاف شعبي حول مجمل القضايا المصيرية، التي تحدد وترسم صورة الوطن المنشود.

هذا المؤتمر ليس حوار بين أطراف أو جهات ولا مفروضا من جهة على أخرى ولا مقيدا ولاحصريا على فئة ولا تتحكم فيه أو تحدده الإملاءات. ليس حوار سلطة ومعارضة، إنما هو حوار الجنوبيين كلهم الذين يشكلون السلطة الحقيقية الضامنة لنجاحه، والحاضنة لمخرجاته والمعنية بإنفاذ كل قراراته وتوصياته ومن هنا تكمن قوة هذا الحوار، وإن نجاحه وتحقيق أهدافه مرهونٌ بمدى إيماننا به واستيعابنا لأهميته ولضرورته على الصعيد الوطني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى