​اليمنيات تقتحمن المهن الذكورية المحتكرة.. زبيدة اللحجي أول يمنية عاملة في المقاولات

> لؤي سلطان

>
خاضت زبيدة اللحجي (55 سنة)، تجربة اقتحام مجال المقاولات، كأول امرأة يمنية تنافس الذكور في هذا المجال الحيوي الذي كان حكرًا على الرجال دون النساء، حتى قررت اللحجي أن تجرب حظَّها في مجال المقاولات، وهو ما نجحت فيه من خلال العمل بمشروع خاص، من تنفيذ الصندوق الاجتماعي للتنمية (حكومي)، برصف إحدى الطرق بمحافظة تعز.

تقول اللحجي لـ"خيوط": "كانت هذه التجربة بمثابة مغامرة حقيقية، خضتها بكل حماس وجدية، دفعني إليها أكثر، الحماسُ الذي لاحظته من الجميع حول ضرورة إشراك المرأة في مجالات العمل والمقاولات".

اكتسبت زبيدة، التي تعمل على تطوير قدراتها باستمرار، تجارب سابقة من أعمال مقاولات بسيطة إلى جانب تجارب سابقة لها في أعمال تجارية متنوعة.

تستطرد اللحجي: "استغرقت في إعداد الدراسة الخاصة بالمشروع حوالي 7 أيام، عملت بشكل متواصل، واستعنت خلالها ببعض ممن لديهم خبرة في مجال المقاولات، بهدف خوض هذه التجربة التي تعتبر نادرة ومحتكرة من قبل الرجال، كأول امرأة تخوض في هذا المجال الذي لم تعتَد عليه إلى جانب مهن وأعمال أخرى تتجنبها بسبب النظرة المتوارثة القاصرة تجاه المرأة في المجتمع".

شهدت الفترة الماضية بروزًا لافتًا للنساء اليمنيات العاملات والمتفوقات في ميادين العلم والعمل والتعليم، إذ أثبتت الكثيرات جدارتَهن في خوض تجارب عمل وإدارة مشاريع عديدة، بعضها كانت محتكرة على الرجال.

كسر الاحتكار
بعد أن استكملت اللحجي عمل دراسة الجدوى، تقدمت ضمن آخرين تنافسوا للفوز بمناقصة تنفيذ مشروع خاص برصف الطرق في محافظة تعز، حيث ساهمت عوامل عدة أهّلتها للفوز بتنفيذ المشروع.
تتحدث زبيدة عن الدافع الرئيسي لدخولها هذا العالم المجهول بالنسبة لها، والمكتظ بالمنافسين ممن لهم باع طويل وخبرة كبيرة وعلاقات كثيرة في مجال المقاولات؛ قائلة: "لم يكن خياري ربح مبالغ مالية باهظة، إنما كانت الغاية خوض هذه التجربة بحد ذاتها، وكسر النظرة النمطية غير الصحيحة التي ترى عدم أهلية المرأة للمشاركة في قطاع الأعمال والتشييد".

وتؤكد أنّها كانت حريصة على ترسيخ قناعة جديدة في أذهان الناس، تتعلق بقدرة المرأة على المشاركة في مختلف المجالات، وإنجاز كل الأعمال والمهام التي كانوا يعتقدون أنّ الرجال وحدهم قادرين على تنفيذها والقيام بها.

عوامل نجاح
عوامل كثيرة صبت في نجاح اللحجي وخوض هذه التجربة، إلى جانب توفر الحجَر للرصف، في مكان قريب من مكان تنفيذ العمل، الأمر الذي وفر تكلفة النقل، إلى جانب مساعدة أسرتها وابنها، في هذا العمل النوعي والنادر على المرأة في اليمن.
يقول عبدالعزيز الدخيني- رئيس اللجنة المجتمعية المشرفة على تنفيذ هذا المشروع في مناطق بمديرية جبل حبشي، في محافظة تعز، لـ"خيوط": "استطاعت زبيدة اللحجي تقديم دراسة جيدة، حرصت خلالها حرصًا شديدًا على خوض هذه التجربة، وإثبات جدارتها وأحقيتها في تنفيذ المشروع، يدعمها في ذلك خبرتها ومساهمتها المجتمعية السابقة".

بدأت تنفيذ العمل في المشروع بحسب المخطط المعد مسبقًا للإنجاز، لكن الأهم - وفق حديث الدخيني- يتمثل في الحالة الإيجابية لهذه التجربة، التي أسهمت في كسر الاعتقاد السائد بعدم أهلية المرأة اليمنية في مشاركة الرجل في كل المجالات وميادين العمل المختلفة.

من جانبه، يعتبر توفيق العامري- ضابط مشاريع الطرق في الصندوق الاجتماعي للتنمية، في حديثه لـ"خيوط"، أنّ تجربة اللحجي إنجاز عظيم لسوق العمل وللمرأة اليمنية بشكل عام، وللمرأة الريفية على وجه الخصوص، خاصة أنّها أظهرت بتفانيها وعزيمتها قدرة وتمكُّن المرأة في اليمن على المنافسة والفوز والنجاح في مجال كان مقتصرًا على الرجال.

ويسعى الصندوق الاجتماعي للتنمية من خلال أنشطته الإنمائية، إلى إشراك المرأة في كل الأنشطة التنموية، ودعمها لمنافسة الرجل، ضمن مشروعه الهادف إلى تنمية المجتمع، وترسيخ مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، وكذا تنمية مهارات النساء وتمكينهن من الاستقلال والاعتماد على أنفسهن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى