"الأيام" تقترب من معاناة الناس الصيفية مع انقطاع الكهرباء

> عدن «الأيام» ريم رامي:

> أزمة الكهرباء تقوض سبل عيش آلاف الأسر في عدن
> "نفاد الوقود".. النبأ السنوي الذي يخشاه العدنيون
> من البيوت إلى الشوارع إلى أماكن العمل.. الحر ينهك حياة آلاف البسطاء  

تسببت الضائقة المالية التي تعيشها البلاد للعام التاسع على التوالي وأزمة الكهرباء في تقويض سبل عيش ملايين الأشخاص في المدن الساحلية وخاصة العاصمة عدن، حيث أن أغلبية من عملت "الأيام" استطلاع معهم عن الكهرباء تحدثوا أن انقطاع الكهرباء أثر على قدرتهم على القيام بالمهام المنزليّة العاديّة المرتبطة بالحقوق، مثل الحصول على الماء أو طهي الطعام أو المشاركة في أنشطة التعليم والعمل، حتى أن أبرز اهتمامات الناس في المنطقة أصبح متمثل في مراقبة أحوال الطقس ودرجات الحرارة.


وأزمة الكهرباء في عدن ليست جديدة، فهي قديمة بقدم محطات التوليد التي بعضها تجاوزت عمرها الافتراضي، فهي معاناة كل صيف، فيما يشكو بعضها الآخر من غياب أعمال الصيانة، أما تكرار نفاد كمية الوقود فهذه قصة أخرى، تبدأ ذروة فصولها كل صيف ولا جديد سوى تزايد معاناة الناس في عدن.

ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، فإن الكثير من الكبار بالسن وكذلك المرضى وخاصة ذوي الأمراض المزمنة ، لا يستطيعون التحمل، الأمر الذي يضاعف معاناتهم أكثر فأكثر.

ويتهم الشارع العدني السياسيون والأشخاص المرتبطون بالطبقة السياسية باستخدام قطاع الكهرباء لتعزيز أهدافهم السياسية، بما في ذلك توزيع الوظائف في القطاع.


وفشلت الحكومات المتعاقبة على مدى عقود بإصلاح قطاع الكهرباء وتفشل الوعود المتكررة التي يقطعها مسؤولون في شتاء كل عام بتحسين خدمة الكهرباء استعدادا لمواجهة الصيف.

معاناة الناس مع الكهرباء
حسام الراجحي
حسام الراجحي

"الأيام" قامت بالنزول للشارع وإجراء استطلاع حول مسألة الكهرباء التي أرقت ملايين الناس وفي هذا الصدد، قال حسام الراجحي، عامل: "هذه مشكلة يعاني منها الكثير، ونحن معنا مواد مجمدة لأزم تشغيل الثلاجات 24 ساعة لكي لا تخرب علينا المواد، ونضطر لتشغيل المولدات للحفاظ على المواد، يبقى المولد شغال لمدة 5 - 6 ساعات وتعمل الكهرباء ساعتين، وبهذي الأيام لا يكفي الدخل لشراء أكثر كمية من الديزل لتشغيل المولد".

وتابع :"نتمنى من المسؤولين أن يحسنوا الوضع، ويناقشوا حلول الكهرباء، لأنها شيء أساسي من مقومات الحياة".

وتحدث سالم وجيه باحكوم، يعمل في سوبر ماركت لـ"الأيام": "تصبح بعض الأحيان المنتجات التي بحاجة إلى تبريد حارة ولا نستطيع أن نبيعها، وبعضها يفسد، وعند انقطاع الكهرباء لا نفتح الثلاجات التي فيها المواد المثلجة، وأيضًا الشراب والعصائر لا تبرد فكيف سيشربها الزبون في هذا الجو الحار".

وأضاف :"والدخل لا يكفي لشراء ديزل لتشغيل المولد عند انطفاء الكهرباء بهذه الساعات الأكثر غير المعتاد عليها".
حسام الشيباني
حسام الشيباني


وقالت سعاد عبدالله ردمان، مواطنة: "يقولون إن الكهرباء تتوقف عن العمل لأكثر من 6 ساعات، ولكن نحن بلا كهرباء نهائيًا، والسبب كما يزعمون أن مساكننا عشوائية، ورفضوا أن يمدوا لنا أسلاك الكهرباء، نحن نموت من الحر وأطفالنا، وحالتنا سيئة جدًا، ولا يعلمها إلا الله".

وتابعت: "لدينا طاقة شمسية، تشغل مروحه، لا مكيفات ولا ثلاجات، نتمنى قطرة ماء باردة، وللآن لم يعملوا لنا حل، لكل من يقرأ حديثي، لكل مسؤول باستطاعته أن يفعل حل لنا، ويرحم المواطنين، ويرحم الأطفال، والناس أمراض، لديهم أوجاع في القلب والربو وضيق التنفس، وأنا واحدة منهم".

حسام الشيباني، من كريتر سوق البز يقول :"نجد صعوبة من خدمة الكهرباء، يتوقف عملنا وتتوقف علينا نظام الحياة، والكهرباء هي ضرورية، وهي تتوقف أكثر من 6-7 ساعات، أمس انقطعت عنا الكهرباء من الساعة 2 ظهرا إلى ثاني يوم الساعة 7 الصباح، والسبب، أولا حدث خلل بالكهرباء، ونحن نظن أنها انقطعت من عندهم، وعندما رأينا بعض العمارات تعمل لديها الكهرباء وبعضها مثلنا ليس لديهم كهرباء، اتصلنا بطوارئ الكهرباء، وجاؤوا إلينا متأخرين، كان باقي لانقطاع الكهرباء المبرمج ربع ساعة".
عبده سعيد عبده حسن
عبده سعيد عبده حسن


وتحدث عبده سعيد عبده حسن غالب، مواطن: "الكهرباء تنقطع باستمرار، ولكن خلال أمس واليوم زادت الانقطاعات، انقطعت من أمس الليل، إلى حلول المغرب اشتغلت، ولا نعلم السبب هل هو خلل أو انعدام الديزل".

وطالب قيادة الانتقالي والحكومة بتحسين الوضع، و إصلاح وضع الكهرباء، علما بأن حريق قد اندلع بسبب تماس كهربائي في بيت بالجبل، ولم يستطع الدفاع المدني أن يصل إليه.

وقال هشام، يعمل في إحدى مطاعم المدينة :"التاجر يخسر وبضاعته تفسد بالثلاجات، والمولد لا يلبث أن يشغل لمبات ومراوح".
علي محمد
علي محمد


وتفاقمت أزمة الكهرباء في عدن جراء انعدام الوقود الذي يدير محطات التوليد مما جعل المواطن يحصل على طاقة كهربائية بمعدل ساعة كل خمس ساعات أي أنه يحصل عليها لمدة أربع ساعات تقريبا فقط خلال اليوم.

وقال المواطن علي محمد من مديرية المعلا :"هذه المعاناة ليس من ليلة وضحاها، إنها من بعد حرب 2015، ومازلنا نعاني من أزمة الكهرباء وهي متعلقة من جانب السياسي من البلد، بمعنى طالما الصراع السياسي مستمر، فمشكلة الكهرباء معظمها لا تنتهي، وطالما استقرت الدولة واستقرت الحكومة هنا إذا نحن نطالب باستقرار الكهرباء".

وتابع :"الحلول ليست بيد الحكومة، الأمر بيد التحالف، هو الآمر والناهي في هذا البلد، أي شيء متعلق بالخدمات، الحكومة دائما تتهرب وتغض الطرف".

وأضاف :"الفساد كبير بالحكومة، ولم نتأمل خير بحكومة فسادها بكل المرافق وبكل خدماتها".

وقال وهيب عالم وهو بائع وجبات سريعة في عربة متحركة بالمعلا "نأخذ كميات محدودة باليوم، لكي لاتخرب علينا المواد، لأن الكهرباء تتوقف عن العمل لساعات طولية وبنفس الوقت لا نقدر على التخزين".

ويضيف :"عندما تنفد الكمية نغلق العربة، نشغل العربة ببطارية، وعندما يكتمل الشحن بالبطارية، نظل بدون إضاءة".

المواطن محمد عبدالهادي، من مديرية المعلا ذكر أن الكهرباء بالنسبة لفصل الصيف بالذات في شهر مايو وشهر سبتمبر أسوأ الأشهر حرارة.

والناس تتعرض للموت، وهذا شيء مؤكد، وللأسف الشديد أنه هذا شهر امتحانات للثانوية العامة، يعني أبنائنا بالمدارس كيف يستطيعون أن يمتحنوا وهم يتصببون عرقا، أسلوب حياة سيء جدًا، والمشكلة أن مسؤولي الكهرباء في الشتاء لا يجهزون أنفسهم للصيف القادم، ولا مبالاة ولا يعنيهم هذا الأمر للأسف الشديد، وهكذا تتكرر الأمور كل عام، ومثل ما يقول المثل "عند من تصيح يا فصيح".

ونطالبهم أن يهيئوا أنفسهم للصيف بفصل الشتاء، والصيف يدخل على الناس بدون مقدمات وهي حرارة شديدة جدا.

كما أنه لا توجد أمطار هذه الأيام ولا رياح، والناس تتعرض لعوارض مرضية خطيرة بسبب الحر الشديد، فمن المفترض أن إدارة الكهرباء تستعد لمثل هذه الأيام قبل أن تأتي.

وقال صامد طاهر أحمد الحيدري وهو بائع سمك "نحن نبيع السمك وغالبًا لا نعتمد على الكهرباء، معنا ثلاجات مثلجة، وفي ثلاجات فريزر، يعني في حال انقطاع الكهرباء الدائم نستخدم الثلاجات المثلجة، لأجل الحفاظ على السمك، ولا نستخدم مولد، لأنه مكلف والكهرباء تنقطع بكثرة، وعندما تنقطع نحن لا نكن متواجدين بالمحل، لذلك نستخدم الثلاجات المثلجة، وهي آمنة للحفاظ على السمك، فنتمنى من الحكومة أن تنظر إلينا بنظرة شفقة".


وتساءل إلى متى سيستمر الحال تقول الحكومة إنه لا يوجد ديزل، ولا اظن أنه لا يوجد حلول، ولا نعلم ما الذي يحصل تحت الطاولة.
محمود القطيبي
محمود القطيبي


المواطن محمود القطيبي من المعلا: "أنا كمواطن أعاني والشعب كله يعاني بسبب انطفاء الكهرباء، وهذه الأيام بكثرة تنقطع، وارتفاع الحرارة، والأطفال يعانوا، وكما تعلمون ينتشر مرض الحصبة بين الأطفال، وهم لا يتحملون المرض مع انقطاع الكهرباء.

نتمنى من الحكومة أن تحسن أوضاع الكهرباء، لأنه الشعب تحمل الكثير".


حسين أمين مشرف عامل بمطعم في مديرية المعلا يقول: "مشكلة الكهرباء الكل متضرر منها، خاصةً نحن في المطاعم اكيد نتضرر، لو لم يوجد لدينا مولد كهربائي لا نستطيع أن نعمل، معنا منتجات تتلف ومعنا دجاج ولحوم ومواد كثيرة، وهذا الضرر بالأول والأخير يمس رؤوس الاموال وكذلك المواطنين".
مدير أحد المطاعم بمديرية المعلا
مدير أحد المطاعم بمديرية المعلا


وأضاف: "طبيعي أن تتلف علينا المنتجات والمواد، بالرغم من خسارة مادة الديزل وسعره مكلف وساعات الانقطاع طويلة جدًا، ولكن هذه الحلول من أجل توفير طعام آمن للزبائن".

الجدير بالذكر أن عدن كانت من أوائل مدن المنطقة التي دخلت إليها الكهرباء بنهاية القرن التاسع عشر عندما كانت تحت الحكم البريطاني - وهو ما أدخل إليها الكثير من مقومات الحياة المدنية - ويعاني أهلها اليوم الأمرين مع ارتفاع درجة الحرارة يوما تلو الآخر.
حسين أمين
حسين أمين


وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن قد حذرت من توقف جميع محطات توليد الكهرباء في العاصمة، بسبب نفاد وقود الديزل المطلوب لتشغليها.


وقالت المؤسسة في بيان، الأسبوع الماضي، إن "جميع محطات توليد الكهرباء في محافظة عدن (عددها 5) مهددة بالتوقف، بسبب قرب نفاد مادة الديزل المشغل لها".

ودعت "مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة إلى سرعة التدخل لتأمين وقود محطات الكهرباء، التي بدأت فعليا بخفض التوليد للحد الأدنى، بعد أن أوشكت كميات الوقود من مادتي الديزل والمازوت على النفاد، وعدم وجود دفعات أخرى تؤمن استمرارية الخدمة".

وأشارت إلى أن "الوقود المتبقي يكاد يكفي لتشغيل محطات التوليد ساعات محددة، ما سيؤدي إلى إدخال المدينة في ظلام دامس، تزامناً مع ارتفاع درجة الحرارة في المدينة الساحلية".


وتعاني عدن من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، تبلغ ذروتها منتصف العام تزامناً مع اشتداد درجة حرارة الصيف، التي تتجاوز أحيانا 40 درجة مئوية.


وبشكل عام، تعاني غالبية محافظات اليمن من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي منذ نحو 9 أعوام، بسبب الحرب وتذبذب وصول الوقود اللازم إلى محطات توليد الطاقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى