في يومه العالمي.. سلالة النحل اليمني مهددة بالاندثار

> «الأيام» العين الإخبارية:

> يواجه النحالون اليمنيون مخاطر متزايدة بسبب الحرب الحوثية والجبايات التي فرضتها المليشيات على طوائف النحل مما أثر على إنتاج العسل.

ويعد العسل اليمني هو الأفضل على مستوى العالم والأشهر والأغلى ثمنا، بسبب تميز سلالة النحل اليمني إحدى سلالات النحل الأفريقي، والتي تعد من السلالات الأصغر حجماً التابعة لعسل النحل العالمي.
ورغم أن تربية النحل مهنة الأجداد التي تنتشر في معظم المحافظات اليمنية إلا أنه في السنوات الأخيرة احتلت محافظة حضرموت المرتبة الأولى من حيث كمية إنتاج العسل، تليها شبوة وأبين والحديدة.

وأشهر أنواع العسل في اليمن هو "عسل دوعن" في حضرموت والذي غنى له عملاق الفن أبو بكر سالم بالإضافة لـ"العسل الجرداني" و"السدر العصيمي" والذي يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى أكثر من 70 دولارا أمريكيا.

وتسلط "العين الإخبارية"، في هذا التقرير، على التحديات المتزايدة التي تواجه النحالة اليمنيين بمناسبة اليوم العالمي للنحل الذي يصادف الـ20 من مايو من كل عام.

عراقيل الحوثي


منذ سنوات يعمل عبده علي في تربية النحل بطريقة تقليدية في ريف محافظة تعز (جنوب)، معتمدا على الترحال والتنقل إلى السهل التهامي في محافظة الحديدة (غرب) بحثا عن المراعي المختلفة.

في السنوات الأخيرة لم يستطع علي الوصول إلى تهامة، كما يقول لـ"العين الإخبارية"، بسبب قيود مليشيات الحوثي على النحالين، فضلا عن الجبايات المفروضة بداعي "الزكاة، "وذلك وفق كمية طوائف النحل التي يمتلكها وليس لحجم إنتاج العسل".

وبحسب النحال اليمني فإنه قبل حرب مليشيات الحوثي كان يتنقل بين السهول والوديان بحثا عن المراعي، لكن القيود الأخيرة أجبرته على البقاء في محافظته ما جعلته يخسر الكثير من المناحل ما أثر على إنتاج العسل بشكل كبير.

حال "عبده علي" لا يختلف عن 100 ألف نحال يمني باتوا يواجهون مخاطر لا تحصى، بما فيها التغيرات المناخية والسيول والفيضانات والتي ضربت اليمن خلال الأعوام الأخيرة.

كما لا يختلف حاله عن حال النحال اليمني عبدالجبار الغولي الذي عمد لتغطية وجهه بأكثر من 15 ألف نحلة للتعريف بأهمية الحفاظ على سلالة النحل اليمني البلدي وحمايته كتراث وطني وفخر لكل اليمنيين.

ويتميز النحل اليمني بقدرة عالية على مقاومة الأمراض والآفات، ويتسم بكونه صغير الحجم وقصير اللسان مقارنة بالسلالات الأخرى وقصيرة الأجنحة والأرجل والهدوء وكثرة التطريد والهجرة، وتبني عيونا سداسية أقل عمقا وأصغر قطرا من النحل العالمي، وفقا لدراسات وتقارير محلية.

 تحذير أممي

بمناسبة اليوم العالمي للنحل حذرت منظمة الأغذية والزراعة "ألفاو" التابعة للأمم المتحدة من تأثر إنتاج العسل اليمني بسبب التغير المناخي والممارسات الأخرى التي تقتل النحل.

ولفتت المنظمة في بيان إلى أن إنتاج العسل في اليمن ارتفع من حوالي 600 طن سنويًا في عام 2000 إلى 2750 طنًا في عام 2017، وأنه تم تصدير حوالي 2000 طن منه.


وأشارت إلى أن سلسلة قيمة العسل في ⁧‫اليمن‬⁩ تلعب دورًا حيويًا في توفير الأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل لـ100,000 نحال، وتخلق المزيد من فرص العمل.

وقالت "يُعرف ⁧اليمن‬⁩ بعسل السدر الفريد الذي يتميز بجودته وقيمته العالية، لكن التغير المناخي والممارسات الأخرى التي تؤدي إلى موت النحل تهدد إنتاجه".

ومن الممارسات المميتة التي تواجه تربية النحل في اليمن، توقف تصدير العسل إلى الأسواق الخارجية، والصعوبات في التنقل بطوائف النحل بين المراعي المختلفة بسبب الألغام الحوثية وانتشار حواجز التفتيش وارتفاع أسعار الوقود وآثار تغيّر المناخ.

كما تتعرض طوائف النحل للتسمم نتيجة حملات الرش بالمبيدات الزراعية لمكافحة الآفات وفرض رسوم تعسفية على النحالين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في إطار نظام جباية "الزكاة"، وفقا لتقارير بحثية حديثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى