​بنت الشيخ

>
​بنت مدينة الشيخ عثمان، وسيدة عدنية أصيلة قولا وفعلا وفصلا، وإرث أبيها الفنان الكبير محـمد سعد عبدالله، وسيرة نجومية شقيقها مشتاق، وشخصيتها المميزة، يشهدون على قيمة أسرتها.

عرفت الست اشتياق محـمد سعد، طالبة بمعهد دار المعلمين، وبعد سنوات طويلة رئيسة دائرة المرأة والطفل في أمانة الانتقالي، وقد أخرجتها الهيكلة من حسبتهم، ونظن أن وجودها في ديوان المحافظ (لملس)، وتكليفها مدير عام الإدارة العامة لتنمية المرأة، سبب إزاحتها عن دائرة المجلس، ولا ندري إن كانوا خيروها.

إن كان لجدران هذه المدينة لسان، كانت تكلمت وسطرت فخرها، وقالت إن هناك بيوتا رفعت قواعد مجدها، وأسماء حفرت إبداعها، وأن أبناءها رجال مواقف ، وأهل شرف، ومنابر علم وفكر، وساسة تركوا بصمة في كثير من مناصب الدولة، وبسمة في حياة الناس، وأن حرائرها جواهر، وزينتهن عقولهن، ومنهن من يستطيعن قيادة أمة.

التاريخ مشكوك في عدالته، ويعيش بوجهين، فعدن مدينة السلام ومفتاح السعادة، ولكنهم وضعوا على صدرها أقفال حزن كبيرة، وكل من مروا على سلطتها جعلوها ضحية، وسجنوها وأهلها في معاناتها.

الرفاق اتهموها بالرجعية، وانتقموا من برجوازيتها، وأهانوا أهلها وحياتها، وأتى الفاتحون بعدهم وأخذوها غنيمة، وحتى من استقبلتهم، وأهدتهم نصرها، كشروا أنيابهم، وأرسلوا عليها عقابهم، وباتوا عذابا !.

إننا على قناعة أن نسخة مدينة عدن الأصلية محفوظة في ذاكرة أهلها  ومشاعرهم، ووجوههم البسيطة، و تجاعيد الطبقة الكادحة، وزوايا المدينة وحضارتها البعيدة، وأزقتها العتيقة، وعبق بيوتها المتلاصقة التي أمست كعنابر سجن، وفي رحمة الأمهات، وقهر وصبر الأباء، زفة عروسة، وضحكة طفلة تنتظر حلما، وفي تنهيدة موجة وعشق رملة شاطئ ونسمة بحر، وفي خزق العانة والبيستين والشلن وفي مأذنة مسجد أبان، وكنيسة القديسة ماريا ومعابد طوائفها، وفي حكومة ولاية عدن والرئيس حسن بيومي وزين باهارون ومكاوي، وفي شعر لطفي أمان وجرادة، ودندنة أحمد قاسم، وشباك خليل محـمد خليل، وفي اشتياق محـمد سعد، وكلمة وجبر خاطر، وفي منديل (العزاني)، وتقبيلة في عرضه وطوله، وفي فيديو كليب (العطروش)، وجاني جوابك، وفي نجم (المرشدي) الساهر، وحديث ليلة العشاق والورد والفل، وفي بحة صوت ماهية نجيب وباسودان، ووقار بلجون وفخامة جميل مهدي، وفي ( تركة) المسيبلي، واليافعي، وبخصوص قاسم عمر، وفي القصة العدنية (هدى البديلة) ووديع مغني، وياسين بهري، وغيرهم من كنوزها الكثيرة.

(عدن) جوهرة بيد فحامين، وقد يكون أبناؤها مثلها، ونعتقد أن هناك صفحات عدنية أصيلة ومشرفة لن تغلق أبدا أو تستطيع الأحداث طمسها، ومنها صفحة الراحل الكبير الفنان محـمد سعد عبدالله - رحمة الله تغشاه - وأسرته الكريمة.
نعيش بجذورها، ولن نغادرها وإن بكنوز الدنيا، وسيذهب المزيفون إلى قفص التاريخ، بلا مجد أو ماء وجه !.  

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى