خريجون جامعيون خذلتهم الدولة وأنقذتهم طيور الزينة

> سالم حيدرة صالح

> العشرات من الشباب في مدينة زنجبار بمحافظة أبين يقومون بتربية الحمام وطيور الزينة، بمختلف أنواعها والمتاجرة بهم، بالإضافة إلى أنواع الحبوب الخاصة بها، وسيلة لكسب الرزق والتكاليف المناسبة ولتأمين مردود جيد.

وقد تطورت هذه الهواية لدى العديد من الشباب، لتأخذ طابع الإنتاج والإكثار المكثف، بما يحقق مردودا إضافيا لدى الكثير منهم، حيث لاتحتاج تربية طيور الزينة إلى التفرغ الكامل بل يمكن الاعتماد على تلبية الاحتياجات خلال أوقات الفراغ.


أسامة سعيد فرحان من أبناء مدينة زنجبار واحد من الشباب الذين يمارسون تربية الطيور، ويعمل على الاعتناء بهذه الطيور وتربيتها والتجارة بها لتصبح مردود دخل له لكسب الرزق.

وقال الشاب أسامة سعيد فرحان لـ"الأيام" أنه كان يهوى تربية الطيور منذ كان صغيرا، ومع استمرار التربية والهواية، قمت بافتتاح محل بن فرحان بمدينة زنجبار لبيع جميع أنواعها، منها الحمام النفاخ والحمام الجاكوبين والبغبغانات وجميع أنواع الطيور.

وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا من قبل الشباب، في تربية طيور الزينة والحمام والمتاجرة بها، كونها تعود عليهم بالفائدة والنفع ومصدر دخل، يعيلون به أسرهم، وتشاهد الكثيرين وهم يبيعون ويشترون جميع أنواع الحمام في سوق المدينة.

وقال الشاب محـمد صالح "إن مثل هكذا مشاريع صغيرة وناجحة في أبين، يتاجر بها شريحة واسعة من الشباب"


ويقول الشاب رضوان عبدالجبار أحمد إنه أحد الخريجين من الجامعات ويحمل شهادة جامعية، ولكنه عاطل عن العمل واتجه لشراء وبيع طيور الزينة والحمام، من أجل توفير لقمة العيش لأسرتة التي يعيلها.

وأشار في سياق حديثة لـ"الأيام" إلى أن "العشرات من الخريجين العاطلين عن العمل، اتجهوا للأعمال الحرة، بعد أن خذلتهم الدولة بعدم توظيفهم،

مما جعلهم يستغنون عن شهاداتهم الجامعية ورميها في المنازل"

ويكمل رضوان: "إن منظمة اليونيسف لم تعطني الفرصة للتعاقد ضمن الخريجين، كوننا لانملك وساطات وتم رمينا على قارعة الطريق، وهذا حال العشرات الذي يعانون الأمرين".


وأوضح الخريج محـمد أحمد عبدالله أنه اضطر للعمل في بيع وشراء طيور الزينة والحمام والدجاج البلدي، كمصدر رزق بعد أن أصبح يعاني الأمرين ليعيل أسرته، مشيرا إلى أن العمل في المتاجرة وتربية طيور الزينة والحمام مش عيب، إنما مهنة شريفة بعد أن خذلتنا الدولة، والسلطات المحلية المتعاقبة على قيادة المحافظة، التي لم توفر للخريجين أي فرص للتوظيف، وظلوا عاطلين عن العمل.

وقال الخريج نبيل منصور من مديرية لودر إن الوظائف في جميع المرافق الحكوميه وغيرها، أصبحت تتوزع في غرف مظلمة وعلى المحسوبية، لمن هب ودب وعبر أصحاب الوساطات وبدون أي مؤهلات واستحقاق، وانتشار التزوير والغش كارثة، والقهر والباطل أن الذي يحصل في بلادنا أنك تدرس وتجتهد وتكلف أهلك مصاريف طائلة، وتتعب للحصول على شهادة بكالوريوس، وأنت تبذل كل جهدك وتسهر الليالي، وتتطلع إلى المستقبل لكي تنال شهادة وتنال الوظيفة، لتقوم برسم حياة مستقبلك وتخدم أهلك وتخدم المجتمع في وطنك، ومجرد ما تنال الشهادة التعليمية، وتنتظر هذه الوظيفة بفارغ الصبر والتى ستحصل عليها بمجهودك، يتم رميك في سلة المهملات، هنا يتم تحطيم وتجهيل الأجيال القادمة.


وأضاف "أصبحنا في زمن الافتراس تجد المزورين والجهلاء وأصحاب الفخامة، يجنون ثمرة الشباب المتعلم، هذه حقيقة في واقع مؤلم، وتخرجنا وأصبحنا عاطلين عن العمل، واتجهنا إلى الأعمال الخاصة، نتيجة القهر والذل والهوان، وللأسف الشديد أن كشوفات المتعاقدين بمكتب تربية لودر مع منظمة اليونيسف، تم استثناء الخريجين، وإعطاء الفرصة للمقربين، وهذا هو الظلم، وأصبحت الشهادات لاتساوي شيئا في هذا الزمن الردي، الذي دفع بمئات الخريجين للأعمال الخاصة".

خاص لـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى