عندما يصبح الثائر جائر والقرار متهور

> سأبدأ مقالي هذا ، من حيث أنتهى بنا المطاف في عدن عاصمة للجنوب بعد الاستقلال ، وكيف

كان لها أن تصبح و تنام على مجمل قرارات (ثورية) ضد بقايا الاستعمار و الرجعية ، أقول واكتب ذلك ، وأنا اتحسر لما وصلنا إليه في عدن .. عاصمة يكسوها البؤس و بكثرة بسبب انتشار السلاح و أشخاص يجوبون حوافيها و شوارعها وهم يتبخترون بما حصلوا عليه تقطعا أو نتيجة سرقة مخازن جبل حديد و العديد من القصص التي تحملها هذه المدينة التي ما عادت تستطيع حمل كل هذا البؤس و الضحايا من الأطفال.

 بخلاف تكدس عدن بالمخدرات تلك الٱفة القاتلة الأخرى التي تتغلغل بين ظهرانينا رغم بعض الجهد الذي أثمر عن الكشف عن مروجين و تجار هذه المواد التي اهلكت شبابنا و حتى ممن يسهرون على (أمننا). وعندما نتذكر تاريخنا المملوء بالعديد من المٱسي و ضحايا الثائر الجائر الذي لم يكتف بأن يكون ثائرا ، محررا للأرض المغتصبة، بل تمادى به الأمر لأن يصبح مالكا متملكا صاحب ثراء و خلفه عدد من المصفحات و الٱليات التي كنا نعتقد اعتقادا خاطئا أنها تحمينا. ولكنه اتضح أنها تجاوزت شخص الثائر فأصبحت الصورة التاجر الثائر بلغة المال وأصحاب الجاه. فلا مساءلة و لا محاسبة بل استمرار في العمل الثوري المصفح. و عليه، كان أملنا و أبناء عدن أن يحدث هناك تغيير حقيقي يعمل على تقليص الفجوات التي إصابت عدن من داخلها واحرقت كل شيء جميل فيها حتى الاخلاق.

 فالقتل أصبح عادة بدلا من التعايش و القبيلة هي التي تهيمن ولو بشكل خفي . هناك من اخواننا من ابناء الجنوب لديهم درجة كبيرة من الوعي بكل مايجري و يدور حولنا في عدن وهم يستنكرونه
لكنهم مثلنا لا يسمعهم أحد من ابناء جلدتهم .

أقول واكتب ذلك ، ليس تشفيا في أحد أو ضد أحد ، بل لأننا في عدن اصبحنا بحاجة إلى وقفة ورؤية موحدة تنطلق من عدن ولأجل عدن دون الحاجة إلى فريق من هنا أو من هناك.

فهناك تكتلات و مكونات عدنية . لكن لكل منها هدف خاص بها مثلها مثل بقية المكونات الجنوبية . وهي .. اين تكمن مصلحة جماعتي ؟!

هذه هي الحقيقة المرة ، فإذا ما كانت القرارات التي نتوخاها جميعا في عدن أولا و الجنوب ككل لم تستطع العمل على انتاج فارق فيها وتغيير حقيقي يكشف عنها الغمة. فتلك قرارات غير ذي فائدة و تقودنا إلى التهور والحضيض الذي نلمسه واقعا مرا في عدن . أبناء عدن ليسوا سعداء بما يحصل فيها و هم ليسوا بدعاة فرقة ، هم على العكس من ذلك تماما ، يؤمنون بعدالة قضية الجنوب ولكن وفقا لأسس و معايير نتشاركها يدا بيد بعيدا عن التملق و الامتيازات و الادوار الثانوية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى