عدن مدينة السحر والجمال

> عدن مدينة السحر والجمال والطبيعة الخلّابة بأرضها وجبالها وبحارها وشواطئها ورمالها الساحرة وشوارعها وحواريها وأزقتها الضيقة وأناسها البسطاء والطيبين وأهلها المسالمين الذين عرفوا عبر التاريخ بحبهم للحياة اﻵمنة، والهادئة والمستقرة وعشقهم للأدب والفن والمسرح وكان لهم بصمات واضحة في تاريخ الجزيرة العربية والخليج العربي.

أجل هذه هي مدينة عدن الجميلة والتي كانت في يوم من الأيام محط اهتمام الرحالة والأدباء والشعراء الذين حطوا رحالهم فيها وألفوا عنها الكتب

ونشروا القصائد وألفوا حولها الأغاني التي مازالت أصداءها ترن في مسامعنا.

أجل يا سادة هي مدينة عدن التي حازت من الأسماء مالم تحزه أي مدينة أخرى على مدى التاريخان القديم والحديث فهي: (بلاد العربية السعيدة، وفرضة البحر الأحمر، وحبس الفراعنة، ودار السعادة، وعروس البحار، والثغر البديع، ودرة البلدان، وحلقة الوصل بين الشرق والغرب، والسوق الكبير للجزيرة

العربية وجبل طارق، الشرق والقطب المغناطيسي...) وغيرها الكثير من الأسماء والألقاب.

عدن التي منحها موقعًا منفردًا في قلب العالم النابض وليقترن اسمها (جنة عدن) بجبالها الشامخة: شمسان، وجبل حديد، والذي تحتضنها بحارها من صيرة مراسي الصيادين والأسماك الطازجة ومرورا بكريتر حيث الحارات الشعبية البسيطة ومناراتها ومساجدها القديمة، ومقاهيها الشعبية المشهورة بالشاهي العدني دون المذاق الخاص وروحها الفنية التي تشع ألقًا أخضرَ يانعًا وجميلًا، وصباحاتها الجميلة الساحرة عندما تعانق حرير الشمس رويدا من ساحل أبين الذي كان ملاذا لكل العشاق والمحبين، ومساءاتها المتلألئة بأضوائها على شواطئ العروسة وجولد مور وخليج الفيل وساحل العشاق وفنار عدن على تلك الربوة التي تمد ذراعيها مرحبة بكل السفن وأفواج السياح القادمين لعدن.

أجل هي مدينة عدن، التي عاش سكانها في أرجائها معززين، مكرمين، من كل الأجناس والأديان، والثقافات، والطوائف دون تباغض، ولا أحقاد، ولا صراعات، يجمعهم كلهم حبهم وانتماءهم إلى هذه المدينة الساحرة الفاتنة من عرب، ومسلمين، ويهود، وفرس وأتراك، وصومال وأحباش وغيرهم من الأعراق والديانات .. فإلى جانب المساجد والكنائس والمعابد والتي للأسف قد طالت بعضها أيادي العابثين ودمرتها الحروب، والصراعات الهمجية، وصارت اليوم أثرًا بعد عين، على الرغم من أن بعض الحارات مازالت محافظة على تسمياتها القديمة حتى وقتنا الحاضر مثل الطويلة والتي تقع على سفح جبل شمسان، وفيها أشهر معبد للفرس، وحارة حسين التي سميت باسم الولي حسين الأهدل، وحارة البينيان، وحارة البهرة، وفيها معبد الطائفين وحارة الهنود المسلمين، وحارات جوهر والمرسابة، والقطيع، والرزميت، حيث توجد الآن مكتب صحيفة "الأيام" الغراء وروّادها المعروفون من أسرة آل باشراحيل المشهود لها بتاريخهم الوطني العريق، الضارب حضوره في قلوب وعقول أبناء مدينة عدن الباسلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى